الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرهان الإيراني على حوثيي اليمن


جاء لقاء المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وكبير مفاوضي الحوثي، محمد عبد السلام في طهران مؤخرا ليؤكد على العديد من النقاط التي كان البعض يريد أن يصم أذنيه ويعمي عينيه عنها:-

في مقدمة هذه النقاط، أن إيران هى التي تحارب التحالف العربي في اليمن، وأن الحوثيين مجرد مخلب قط أو "قفاز" تحارب به إيران في صنعاء.

فالمواجهة إيرانية - عربية على أرض اليمن بامتياز، ولا مجال للانكار أو الادعاء من قبل بعض المهووسين، أن الحوثيين جماعة مقاومة تتصدى للعدوان على اليمن من قبل السعودية والإمارات بحسب بعض الخزعبلات.

أما النقطة الثانية، التي تأكدت من لقاء خامنئي- عبد السلام كبير مفاوضي الحوثي في طهران، أن الأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، التي تهاجم السعودية وتغير على الامارات، هى أسلحة إيرانية بامتياز، وخامنئي لم ينكر هذا خلال لقائه عبد السلام، وقال: "إن القلة القليلة التي كانت تحارب بالحجارة أصبح لديها أسلحة وصواريخ دقيقة".

كما أكد لقاء خامنئي- عبد السلام كبير مفاوضي الحوثي في طهران، أن الكلمة العليا في اليمن، وخصوصا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي تعود لإيران أولا وأخيرا. والمفاوضات التي تمت في جنيف وتمت عرقلتها من جانب الحوثي، كانت بتوجيهات إيرانية بامتياز وعراقيل "خامنئية" وضعت في المنتصف.

والحاصل أن طهران لا تريد تسوية في اليمن، ولا تبحث عن معاهدة سلام أو هدنة توقف الحرب وتنهي الصراع، بل العكس تمامًا وهذا يعود إلى عدة أسباب..

فمن ناحية، أن الوجود الإيراني العسكري في اليمن من خلال الحوثيين، هو وجود ضاغط ومكلف للتحالف العربي، وطهران تريد ذلك، وتريد ان يكون اليمن هو الخنجر في خاصرة الخليج العربي وورقة ضغط تلعب بها طهران طوال الوقت.

كما أن الإبقاء على اليمن جبهة مشتعلة يغطى على جبهات أخرى تلعب عليها ايران، مثل تشييع واستعمار سوريا، أو تقوية حركات إرهابية سرية في البحرين والكويت وباقي الدول الخليجية او مواصلة الغزو الإيراني في أفريقيا أو تجنيد حركات سرية إرهابية في أوروبا.

وعليه فإنه لم يعد من اللائق القول، إن الحرب في اليمن بين الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي من جهة وبين الحوثيين من جهة أخرى، ولكنها بين ايران من جهة والتحالف العربي وحكومة اليمن الشرعية من جهة أخرى.

النقطة الأبرز في لقاء خامنئي- عبد السلام كبير مفاوضي الحوثي في طهران، هو أنه لم يعد ممكنا للأمم المتحدة أو للمجتمع الدولي، الادعاء أن إيران بعيدة عن أحداث اليمن وليست مؤثرة، ولكن هذا يؤكد انها صانعة للحرب والحدث في اليمن..

والمستقبل بهذا الشكل يقتضي تحركا عربيا ودوليًا على نطاق واسع في اليمن، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.

كما تحتاج تنحية التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة جانبًا، بعدما أثبتت أنها فاشلة بجدارة. والبدء في مواجهة أكبر مع إيران هناك. فالقضية لا تحتمل أنصاف حلول ولكن حل حاسم واحد تخرج به ايران من اليمن لأن هذا أمن قومى عربي لا مجال للتهاون فيه.

كما أن الصمت على اليمن، يحوله إلى عرق جديد محتل من جانب شيعة إيران وملالييها، وهذا مرفوض سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا.

والخلاصة..

طرد إيران من اليمن يعني الإبقاء على الخليج العربي موحدا قويا، والحفاظ على الكنز العربي فيه مصونا من أيدي ميليشيات مأجورة، لا يعرف أحد رد فعلها ولا ما يمكن ان تفعله في اليمن لو بقى الحال كما هو عليه، أو تمكنت أكثر من الساحة اليمنية لا قدر الله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط