الشاويش عطية والمعلم زلط، وحسب الله.. كل تلك الشخصيات وغيرها الكثير من الأدوار التي خلدتها ذاكرة السينما للفنان الكبير رياض القصبجي، والتي ظلت حتى اليوم محفورة في وجدان الجماهير، لما اشتهرت به من خفة الظل، والتي جعلته أحد أشهر نجوم الكوميديا في السينما المصرية.
رياض القصبجي الذي أشتهر الإفيهاتالتي ما زالت تردد حتى اليوم من بينها «شغلتك على المدفع بوروروم» والتي قالها للفنان سماعيل يس، في فيلم إسماعيل ياسين في الأسطول عام 1957، و «هو بعينه بغباوته بشكله العكر» وغيرها من الإفيهات التي حملت بصمته خلال مسيرته الفنية والتي تظل شاهدة على عبقريته كموهبة فنيةمتميزة.

في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج، ولد الفنان رياض محمود القصبجي في 13 سبتمبر 1903، لأسرة مهددة بنيران الثأر، وبدأ حياته كمحصل في السكة الحديد، وبدأ على تنمية موهبته الرياضية في رياضة رفع الأثقال، والملاكمة، حتى أنه لم يلتحق بالتعليم، لكنه تعلم القراءة والكتابة، واشترك في جماعة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد.
لم تكن الشخصية التي أسعدت جماهير الشاشة المصرية والعربية، مرفهة في بداية حياتها، فقد كان الثأر الذي كانت تشتعل نيرانه في محافظات الصعيد سببا مباشرا لتركه أسرته بمركز جرجا بمحافظة سوهاج، بعدما بات مهددا بالثأر منه في دوامة الثأر التي كانت بين عائلته وإحدى العائلات الأخرى بالمركز.

الفنان الذي ترك بلاده هاربا من الثأر، أصر على أن تكون حياته مختلفة، نظرا لموهبته الفنية التي كان يتميز بها في صغره، والذي استقر به الحال بعد وصوله للإسكندرية جارًا لمنزل أشهر سفاحتين في مصر، وهما «ريا وسكينة»، الذي شارك بنفسه بعد ذلك في فيلمين تناولا قصة حياتهما بشخصية «حسب الله».

كان فيلم "أبو أحمد" الذي شارك فيه القصبي مع الفنان فريد شوقي، آخر محطاته الفنية، التي لم تكتمل، حيث تسبب تصويره في "كراكة" إلى تدهور حالته الصحية، وإصابته بانسداد في الشرايين، ومن ثم توقف الذراع والقدم اليسرى عن العمل، وذكر الطبيب أن شفاءه من هذا المرض سيستغرق من 5 إلى 7 سنوات، وإن لم يحدث سيتوفى، وهو ما حدث بالفعل بعد 5 سنوات.


هكذا كانت تذكرة القطار الذي استقله الشاويش عطية خلال فراره من نار الثأر بالصعيد بمثابة تذكرة لحياة مختلفة تماما عاشها الفنان رياض القصبجي، بدأها كمساريا وانتهت بنشر البهجة ورسم الضحكة على الوجوه.