الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ربيع الأول


ربيع الأول هو الشهر الثالث من شهور العام الهجري، وكان يسمّى في الجاهلية خُوَّان، وعرفته ثمودُ باسم مُورِد، أما العربُ العاربةُ فأطلقت عليه اسمَ طُليق، وقد سُمّي ربيع الأول بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرّة، وهو الجدُّ الخامس للرسول صلى الله عليه وسلم في عام 412م، وسمي ربيعٌ لأنه حَلّ في فصل الربيع عند تسميته، فلزمته التسمية. ولا يقال فيهما أي ربيع الأول وربيع الآخر، إلا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخِر وكلمة "الأول" وأيضا "الآخر" صفةٌ للشهر، وليست صفةً للربيع، لأن الربيعَ واحدٌ، وله شهران، شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر، وفي تثنية الشهرين يقال "شهرا ربيع".

والرَّبيعُ عند العرَب رَبيعانِ:

رَبيعُ الشهور

ورَبيعُ الأزمنة

فربيعُ الشهور؛ شهران بعد صفر: ولا تذكر كلمةُ شهرٍ مع سائر أسماء الشهور العربية إلا مع شهري ربيع الأول والآخِر، ومع شهر رمضان فقط؛ فيقال: هذا شعبان قد أقبل، ولكن نقول أقبل شهر رمضان قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...).

وأما ربيعُ الأزمنة؛ فرَبيعانِ:

الربيعُ الأوَّل: وهو ربيعُ الكلأ، وهو الفصل الذي يأتي فيه النور، وتنمو فيه الكَمْأَةُ وهي ثمرة تشبه ثمرةَ البطاطا تنمو في الصحراء تحت الأرض في الربيع.

والربيعُ الثاني: وهو الفصل الذي تُدرَكُ فيه الثمارُ.

ومن أهم أحداثِ شهرِ ربيع الأول أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وُلد فيه، وعندما هاجر من مكة إلى المدينة مكث في غار حراء ثلاثَ ليال ثم خرج في غرة ربيع الأول، فوصل إلى قباء على مشارف المدينة في يوم الإثنين الثامن من ربيع الأول في السنة الأولى من الهجرة، وبها بني أولَ مسجد في الإسلام، ثم وصل المدينةَ يوم الجمعة في الثاني عشر من ربيع الأول.

وفي شهر ربيع الأول من السنة الخامسة من الهجرة كانت غزوةُ دومةِ الجندل، التي كان يطلق عليها المسلمون آنذاك سنة الزلزال، إشارةً إلى ابتلاء المؤمنين وزلزالهم في غزوة الخندق التي وقعت في العام نفسه.

وفي الثاني عشر من ربيع الأول توفي النبي صلى الله عليه وسلم، في العام الحادي عشر من الهجرة الشريفة، وفي الخامس عشر من الشهر نفسه بويع الصديقُ (رضي الله عنه) خليفة للمسلمين.

ويبقى شهر ربيع الأنور من الشهور العظيمة التي لها مكانة سامقة في قلوب المسلمين.


***

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط