الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضابط سابق بالجيش العراقي.. من هو أبو إبراهيم الهاشمي خليفة البغدادي لقيادة داعش

أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي

منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، خبر مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، في العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية، الأحد الماضي في شمال غرب سوريا، ولم تتوقف التكهنات حول من سيخلف البغدادي في قيادة التنظيم الإرهابي.

وبعد أيام من مقتل البغدادي أعلن تنظيم داعش الإرهابي عبر وكالته الرسمية «أعماق» تعيين خليفة جديد لـ البغدادي، وهو أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، ليتحول الأمر من البحث عن من سيخلف البغدادي إلى من هو القرشي الخليفة الجديد الذي يتولى قيادة التنظيم في تلك الظروف الصعبة التي يمر بها.

عملية اختيار الخليفة الجديد للتنظيم الإرهابي، كشف عنها عمرو فاروق الباحث في شئون الحركات الإسلامية، مؤكدا أن عملية الاختيار تمت من بين القيادات السبعة التي تمثل الدائرة الأقرب لأبو بكر البغدادي، بجانب مراعاة اختيار مجهول من بين مجموعة القرشيين الذين تسند إليهم مسؤوليات المواقع التنفيذية داخل التنظيم بشكل عام.

الإسم الذي أعلن تنظيم داعش عنه تولى قيادة التنظيم خلفا للبغدادي، ليس اسمه الحقيقي وفقا لما رجحه الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، كذلك الأمر بالنسبة للمتحدث الجديد باسم التنظيم الإرهابي والذي تم تعينه خلفا لـ أبو حسن المهاجر المتحدث السابق للتنظيم والذي تم استهدافه وقتله من قبل القوات الأمريكية.

ووفقا لـ «فاروق»، فإن الكنية التي تم إطلاقها على الخليفة والمتحدث الجديدين لتنظيم داعش الإرهابي، تحمل مدلولات تشير إلى أن عملية الاختيار جاءت وفقا للقاعدة الفقهية التي استندوا اليها من صحيح البخاري، تحت باب "اختيار الأمراء".

عملية اختيار الخليفة الجديد في حد ذاتها لم تكن سهلة على عناصر تنظيم «داعش» وهو ما دفع الباحث في شئون الجماعات الإسلامية للتأكيد على أن إطلاق لقب القرشي والهاشمي في أسماء القيادات الجديدة، يشير إلى حدوث خلافات حول عملية الاختيار، وأن هناك تيار أو فصيلا رافضا لعملية الاختيار من الأساس ما ينذر بحدوث انشقاقات خلال المرحلة الجديدة التي يقبل عليها التنظيم بعد مقتل البغدادي.

الخليفة الجديد للتنظيم الإرهابي سوف تلعب لشخصيته دورا كبيرا، وأحد العوامل المؤثرة في بقاء التنظيم واستقراره وإعادة ترتيب المشهد التنظيمي الداخلي، وهيكلة الكيان التنظيمي بشكل يتوافق مع المتغيرات الجديد، وهو ما يرجح أن يكون إبراهيم القرشي شخصية عسكرية سابقة بالجيش العراقي، حيث كان البغدادي قد نصب غالبية القيادات المؤثرة من العناصر العسكرية والأمنية المنسبة للقرشيين، لقدرتهم على إدارة المشهد، جانب تأهيلهم فقهيا للإشراف على إحدى الهيئات الشرعية داخل التنظيم.

واقع التنظيم وعملية الإختيار تثبت أن حجم الخلافات والصراعات والانقسامات سيتوقف عليها مستقبل التنظيم بشكل عام فإما أن يستقر الوضع و يستتب الامر للقائد الجديد، أو أن يسعى الفصيل الأخر لترشيح قيادة جديدة، وربما تصبح تلك النقطة بداية لمرحلة جديدة من الانهيار التنظيمي فعليا، ويتحول التنظيم إلى عدة مجموعات متناحرة.

وكطبيعة المرحلة الجديدة التي يقف تنظيم داعش على أعتابها، فإن التنظيم سيشهد حالة من التغيير في الهيكل الداخلي، نتيجة اتجاه الخليفة الجديد، للإطاحة بعدد كبير من العناصر التي رشحها البغدادي، سواء في مجلس شورى التنظيم، أو في المواقع العسكرية والأمنية أو الشرعية بما يتيح لها فكرة الهيمنة والسيطرة، ووأد أي محاولات للإنقلاب عليه خلال الأيام المقبلة.

ووفقا لـ «فاروق» فإنه في حال ضعف شخصية الخليفة الجديد وعدم تمكنه من السيطرة والهيمنة على المشهد الداخلي للتنظيم، ستتحول قيادة التنظيم إلى إدارة ضعيفة تواجه فروع أكثر قوة وتأثير منتشرة في أفريقيا وآسيا والمنطقة العربية، وتعتمد على استراتيجية "مركزية القرار وحرية التنفيذ"، في إطار العمليات المسلحة التي تستهدف المصالح الغربية والعربية.

بجانب كل ذلك فإن الخليفة الجديد لتنظيم داعش الإرهابي عليه مسئولية كبيرة خلال تلك الفترة بتنفيذ سلسلة من التفجيرات التي تستهدف المصالح الغربية والعربية خلال الأيام المقبلة، تكون ردا على مقتل البغدادي، تحت عنوان "غزوة الثأر لمقتل البغدادي"، والتي يخطط لها التنظيم خلال تلك الأيام.