الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسلسل ممالك النار.. عندما اتحد العرب دراميا لـ ضرب القوى الناعمة لـ أردوغان

مسلسل ممالك النار
مسلسل ممالك النار

ممالك النار.. مشاهد قتالية عالية الجودة الإخراجية والإقناع البصري، حماسة عسكرية في حروب الدفاع عن الأرض والوطن والهوية، تحدِ كبير يخوضه أبطال مسلسل ممالك النار من أجل تغيير الصورة الذهنية للدراما العربية التي اتهمت مؤخرا بتراجعها لصالح نظيرتها التركية.

التعاون العربي في مسلسل ممالك النار

مسلسل ممالك النار هو مثال حقيقي للتعاون العربي في المجال الفني والدرامي، بإنتاج إماراتي ومساهمة سعودية وبطولة مصرية، وتصوير في الأراضي التونسية، مسلسل استوعب كل العقليات العربية الرائدة في فن الإنتاج والتصوير الدرامي والسرد التاريخي ليثبت حالة تاريخية يحتاجها العرب في الوقت الحاضر ويسعون لتوثيقها في ذهن المشاهد.

قصة مسلسل ممالك النار

يحكي المسلسل التحولات الكبرى في المنطقة العربية بعد وقوع معركة جالديران بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والدولة الصفوية التي حكمت بلاد فارس في إيران، وانتهت بهزيمة الصفويين التي مهدت للعثمانيين الدخول الى بلاد العرب في مصر والشام من خلال معركة مرج دابق التي انتصر فيها العثمانيين على المماليك بقيادة قنصوة الغوري.

ويبرز مسلسل ممالك النار من خلال أحداثه الدور التاريخي لـ السلطان طومان باي آخر سلاطين المماليك في مصر، الذي يجسده خالد النبوي، والذي انتهت عنده دولة المماليك في مصر على يد العثمانيين الذين شنقوه على باب زويلة.

وكان طومان باي قد استلم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق بعد أن عينه نائبا له قبل خروجه لقتال العثمانيين، في المعركة الشهيرة.

الغريب في الأمر أن السلطان العثماني سليم الأول وزع ثلاثة أكياس من الفضة صدقة وترحُما على روح طومان باي بعد وفاته.

ممالك النار.. الميزانية والإنتاج

يضم مسلسل ممالك النار نخبة متميزة من أفضل نجوم الدراما في الوطن العربي وعلى رأسهم الممثل المصري خالد النبوي الذي يجسد دور "طومان باي"، ورشيد عساف في دور "قنصوة الغوري"، ومنى واصف، وكندة حنا، وعبدالمنعم عمايري، ورنا شميس، وعاكف نجم، وياسين بن قمرة.

المسلسل من تأليف محمد سليمان عبد الملك وإخراج البريطاني بيتر ويبر، واستعان فيه المخرج بفريق عمل من ثلاث دول وهي إيطاليا وكولومبيا واتراليا لأعمال الديكورات والملابس.

وبلغت ميزانية المسلسل الأضخم إنتاجا في الوطن العربي 40 مليون دولار وفقا لبيانات رسمية، وتم تصوير مشاهده بالكامل في تونس.

البُعد السياسي لـ ممالك النار

يجسد المسلسل بشكل كبير جرائم العثمانيين في مصر وبلاد الشام وحالات النهب والسرقة التي تبعت حكم العثمانيين مع بداية زوال دولة المماليك وتقلد مفاتيح حكم مصر والشام.

الترويج لعظمة العثمانيين نجح فيه الرئيس التركي أردوغان من خلال دراما تركية من جانب واحد تفتقد للصورة الكاملة، ونجح أردوغان في كسب متابعين كثيرين من الوطن العربي لـ مسلسلات تحكي عن أساطير وهمية أبرزها قيامة أرطغرل.

يأتي مسلسل ممالك النار كرد قوي على ما يحاول أردوغان زرعه من تاريخ زائف عن العثمانيين وممارساتهم في بلاد الشام ومصر، حيث أن العثمانيين كأي حقبة حكمت مصر والشام لم تكن إيجابياتهم هي السمة الوحيدة المسيطرة على تاريخهم على المدى.