د. مجدى بدران يكتب.. خُزَعْبِلَات برد الشتاء

الخُزَعْبِلَات جمع خُزَعْبِل، وتعنى الأحاديث الباطلة ، كما جاء فى معجم القاموس المحيط، هى الأحاديثُ المُسْتَظْرَفَةُ التى تبعث على الضّحك . نقصد بخُزَعْبِلَات برد الشتاء الأخطاء الشائعة التى ثبت أنها تضر بصحة وسلامة الإنسان . للأسف خُزَعْبِلَات برد الشتاء أصبحت موروثات شعبية ، وهى مازالت منتشرة بين المصريين ، و انتقل أغلبها للمنطقة العربية . التراث الشعبي يتكون من عادات الناس وتقاليدهم، وما يُعبرون عنه من آراء وأفكار يتناقلونها جيلًا بعد جيل، وهو استمرار للفولكلور الشعبي كالحكايات الشعبية، والأساطير، والأمثال السائدة والألغاز، والمفاهيم الخرافية.

لدينا عشرة أخطاء شائعة مع البرد ، الخطأ الشائع الأول : مقولة أن المضادات الحيوية تعالج البرد ، وهذه أكذوبة ،فالبرد ينشأ من فيروسات، والمضادات الحيوية تعالج البكتيريا فقط وليست الفيروسات . المضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة التى تنشط المناعة وتحمى من الحساسيات .

الخطأ الشائع الثانى : الأسبرين لعلاج البرد . نحذر من الاستخدام العشوائى للمسكنات خاصة للأسبرين مع البرد . يستخدم الأسبرين على نطاق واسع كمسكن للآلام ، و مخفض للحرارة ، و لعلاج الصداع ، و للوقاية من الجلطات . ربما تناول الأسبرين فى الأطفال مع الأمراض الفيروسية مثل البرد و الإنفلونزا ربما يسبب تراكم الدهون فى الكبد ، و تراكم السوائل فى المخ ، و ضغطها على الأوعية الدموية بهما مما يقلل من جريان الدم بهما ويقلل من كفاءتهما. ربما يسبب الأسبرين بعض الآثار الجانبية الأخرى مثل: القئ،و الغثيان، و آلام ونزف من المعدة ، و ضيق الشعب الهوائية مما يفاقم من مرض الربو ، خاصة عند وجود زوائد أنفية أو أرتيكاريا ، و يضر الكبد خاصة مع مرضى الذئبة الحمراء ، و ربما يسبب فقدان السمع .أفضل الطرق لخفض الحرارة هى كمادات الماء العادى، و شرب الماء بوفرة ، و التهوية الجيدة عن طريق فتح النوافذ ، و التخفيف من الملابس حتى نسمح للحرارة بالخروج من الجسم عن طريق التعرق وتيارات الحمل التى تبخر العرق حيث درجة حرارة الجسم أعلى من الجو البارد .

الخطأ الشائع الثالث : الاستخدام العشوائى لأدوية البرد . تبين أن الإفراط في تناول أدوية البرد خاصة بدون مشورة طبية، سواء عن طريق الفم أو الأنف، يسبب ارتفاع ضغط الدم لاحتوائها على مواد قابضة تؤدي إلى ضيق الشرايين، و تسبب أيضًا الإجهاد و قلة الانتباه . لا مانع من تناول الثوم والبصل ، و الأعشاب الطبيعية مثل شاى البردقوش ، والتيليو ، و ورق الجوافة، والزعتر فهى ترفع المناعة، و تخرج البلغم .

الخطأ الشائع الرابع :العدس يظهر البرد، والحقيقة أن العدس صحى ،و مفيد خاصة فى الشتاء ، و يرفع المناعة بكفاءة .

الخطأ الشائع الخامس: الألبان تزيد من إفراز المخاط مع البرد. اللبن يرفع المناعة ، ويوفر بروتينات ذات قيمة غذائية عالية، مع الكالسيوم و الفسفور، و فيتامين أ ،و فيتامين د. كما ينشط سكر اللبن البكتيريا النافعة للإنسان.

الخطأ الشائع السادس : البيض و السمك يسببان الحساسية مع البرد . لاعلاقة بين البرد والبيض و السمك ، إلا فى حالة وجود حساسية لهما أو لأحدهما، ومن اليسير التأكد من ذلك بالتجريب و باختبارات التحسس الحديثة. يعد البيض من أغني الأغذية بالمعادن حيث يحتوي علي الكالسيوم الهام للعظام والأسنان ، والحديد اللازم للنمو والمناعة ، والماغنسيوم و الفسفور و البوتاسيوم والزنك . كما يحتوي البيض علي فيتامين "ب" اللازم لإنتاج الطاقة ، و يساعد علي بناء الخلايا والحفاظ علي حيويتها. تتميز الأسماك باحتوائها على نسبة عالية من فيتامينى أ ، د . لفيتامين أ دور هام فى مناعة الإنسان ، و هناك علاقة طردية بين العدوى و نقص فيتامين أ. أما فيتامين د فهو مفتاح الصحة و طول العمر، و يفيد حقيقة مرضى الحساسية الصدرية .‏‏السيلينيوم معدن هام ، يتوفر فى الأسماك، و يدخل في تركيب مضادات الأكسدة وهى تحمى مكونات الخلية الرقيقة من التلف، و يدخل في تركيب‏11 ‏ نوعًا من البروتينات المهمة .

الخطأ الشائع السابع : تطعيم الإنفلونزا يحمى من نزلات البرد ، لا بل يحمى من الإنفلونزا ،و هى تختلف عن أمراض البرد التى يسببها حوالى 200 نوع من الفيروسات .

الخطأ الشائع الثامن : الحرمان من الإجازة رغم الإصابة بالبرد . المجهود من العوامل التى تهيج الربو الشعبى عند المصابين بالبرد ، و زيادة معدلات الأزمات الصدرية التحسسية ، وزيادة فترة التمرض بالبرد ، و زيادة انتشار فيروسات البرد فى المجتمع . لا بد من الراحة فى الفراش للمصابين بعدوى فيروسات الشتاء ، للإسراع بالشفاء ، و للإقلال من انتشار فيروسات البرد والإنفلونزا فى المجتمع ، ولحماية الذين يعانون من قلة المناعة من مضاعفات فيروسات الشتاء .

الخطأ الشائع التاسع : لاعلاقة للبرد بضيق الشعب الهوائية،البرد يعادى الشعب الهوائية، كما تسبب فيروسات البرد إفراز بعض المواد الكيمائية المضيقة للشعب الهوائية ، إضافة للبلغم الذى يزاحم الهواء فى الشعب الهوائية .

الخطأ الشائع العاشر : لبس الشراب يسحب النظر . و الطريف أن نزلات البرد تبدأ من القدمين ، فعند تعرض القدمين إلى درجات الحرارة الباردة لفترة عشرة دقائق أو أكثر تتضاعف فرص الإصابة بالبرد وذلك لسببين أولهما أن برودة القدمين تسبب برودة الجلد بشكل عام ومعه الأنف ، و انقباض الشعيرات الدموية فى الأنف وبالتالى انكماش الدورة الدموية فيها ، وانخفاض أعداد الخلايا المناعية مما يسمح بدخول 200 نوعًا من الفيروسات التى تسبب البرد ، وثانيهما أن بُطْء حركة الدم هناك يخفض من كفاءة الأهداب التى من طبيعة عملها طرد هذه الفيروسات وبالتالى تتمكن الفيروسات من الاسْتيطان والتكاثر وظهور أعراض البرد بعد فترة يومين إلى خمسة أيام . فيروسات البرد تفضل الأنوف الباردة ، فدرجة حرارة الممرات الأنفية تتراوح من 33 إلى 35 درجة مئوية ، وهى بذلك أقل من درجة حرارة عموم الجسم التى تبلغ 37 درجة مئوية، و فيروسات البرد تنمو أفضل فى هذه الحرارة الباردة .