علامات الساعة الكبرى .. قال الدكتور محمود المصري، الداعية الإسلامي، إن الوقت
الذي ستستغرقه علامات الساعة الكبرى لن يكون طويلاً، مشيرًا إلى نزول نبي الله عيسى
إلى الأرض وعمره 33 عامًا، ويقتل المسيح الدجال وأنه يأجوج ومأجوج سيهلكون في
عهده.
اقرأ أيضًا: كيف يمر الوقت على الموتى
وأوضح الشيخ محمود المصري، في فيديو بثته قناته الرسمية على يوتيوب، أن نبي
الله عيسى سيموت بعد ذلك وعمره 40 عامًا، مفيدًا بأن بعد موت عيسى عليه السلام،
ستظهر الشمس من المغرب وليس المشرق وحينها يتضاءل الخير ويكثر الشر ويعود الشرك
بالله مرة أخرى ويختم على أعمال العباد فيظل المؤمن مؤمنًا ويظل الكافر كافرًا،
كما في قول الله تعالى: «هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ
يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ
رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ
فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ(158)»الأنعام.
وأضاف أنه في اليوم ذاته ستظهر
الدابة التي قال القرآن عنها: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ
دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ
(82)»النمل، مشيرًا إلى أحاديث أشراط الساعة العشرة، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من
مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف
بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك: نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم [رواه مسلم: 2901].
وأفاد بأن الدابة هي حيوان أعطاها الله القدرة على قراءة ما في قلوب
العباد، لافتًا إلى ما صححه العلامة أحمد شاكرأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تخرج الدابة ومعها عصا
موسى عليه السلام وخاتم سليمان عليه السلام فتخطم الكافر -أي أنف الكافر بالخاتم- وتجلو
وجه المؤمن بالعصا حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم فيقول هذا: يا مؤمن ويقول
هذا يا كافر» رواه أحمد والترمذي.
وأوضح أنه حينها
يظهر كل على حقيقته حتى إن الرجل ليقول: إني اشتريت هذا الثوب من الكافر الذي عتد
أول الشارع، وأنه حينها ستصبح السجدة الواحدة في الصلاة أغلى مما في الأرض جميعًا
بسبب أن الناس قد علموا أن القيامة قد اقتربت.
وتابع أن مما يدل
على تتابع وقوع علامات الساعة ما صححه الإمام الألباني عن عبد الله بن
عمر : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «الآيات خرزات منظومات في
سلك ، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضًا».
وأشار إلى أن هناك 4 علامات صغرى للساعة ستظهر بعد ظهور الدخان(من علامات
الساعة الكبرى)منها ذهاب الصالحين والرياح الطيبة التي تقبض أروح المؤمنين ثم رفع
القرآن من الصدور والمصاحف؛ بسبب عدم وجود أحد سوى الكفار في ذلك الوقت وأخيرًا
هدم الكعبة عن طريق رجل يسمى ذو السويقطين كما في الحديث الذي رواه الإمام
البخاري.
وأضاف أن آخر علامة من علامات الساعة الصغرى وهي زوال الجبال من أماكنها،
وأنها ستظهر بعد إحدى العلامات الكبرى(ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف
بجزيرة العرب)، مستشهدًا بقول الله تعالى: « وَتَرَى الْجِبَالَ
تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ
كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)»النمل، وبقوله تعالى: « وَإِذَا الْجِبَالُ
سُيِّرَتْ (3)»التكوير.
هذا ما يحدث عند
قيام الساعة بالتفصيل.. 40 مشهدا من أهوال يوم القيامة
قال الشيخ الدكتور
ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى أكثر من ذكر
يوم القيامة في القرآن العظيم، وبين أحواله وأهواله، وحذّر من نسيانه والغفلة عنه،
وأمر عباده بالاستعداد له.
وأوضح الشيخ ماهر
المعيقلي خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه إذا جاء يوم القيامة،
أمر الله تعالى إسرافيل عليه السلام، بأن ينفخ في الصور، فتمور السماء مورا، وتسير
الجبال سيرا، وَيَصْعَقُ كُلُّ من في السموات والأرض، ولا يبقى إلا الله جل جلاله،
الواحد الأحد، الملك الصمد.
وتابع الشيخ ماهر
المعيقلي: ثم يأمر سبحانه وتعالى، بأن تُمطِر السماء، فينبُتُ الناس في قبورهم كما
ينبُتُ البَقْلُ، وينفخ إسرافِيلُ عليه السلام في الصور، نفخة البَعثِ والنُّشُور،
فتُعادُ الأرواحُ إلى أجسادِها، وتتشقَّقُ القُبُورُ عن أهلِها، فقال تعالى: «وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ».
وأضاف الشيخ ماهر
المعيقلي: يخرُجُ الناسُ مِن قُبُورِهم (كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ)، يُساقُون
إلى أرضِ المحشَر، أرضٌ بيضاء، نقِيَّة عفراء، (لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا)،
يُحْشَرُ النَّاسُ فيها، حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها، قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ،
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةُ، الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ
أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ"، وفي أرض المحشر، يجتمع الخلق كلهم، فتدنو
منهم الشَّمْسُ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى
قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ
مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ
مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا، كما ورد بقوله تعالى: «فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ».
وواصل: فيفزع بعض
الناس إلى الرسل والأنبياء، ليشفعوا لهم عند خالق الأرض والسماء، حتى يأذن بالحساب
وفصل القضاء، وكلما أتو نبيا من أولي العزم اعتذر، وأحالهم إلى نبي آخر، حتى يأتوا
إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم، فيقول: "أَنَا لَهَا"، قال عليه الصلاة والسلام،
كما في صحيح البخاري: "فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي
مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لاَ تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ،
وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ
لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي"،
فحينئذ يأذن الرب جل جلاله بفصل القضاء، فيجيء مجيئًا يليقُ بجلاله وعَظَمَتِه، والملائكة
صفوفًا تعظيمًا لربهم، ويؤتى بجهنم في أرض المحشر، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ،
مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا.
وأكد أن الحقوق في
ذلك اليوم محفوظة مصونة، فقال تعالى: «الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ
لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ»، وأول ما يقضى بين الناس في
الدماء، وكلُّ من كانت عليه مظالم للعباد، فإنهم يأخذون من حسناته بقدر مظلمته، فإن
لم يكن له حسنات، فإنه يؤخذ من سيئاتهم فتُطرح عليه، ثم يلقى به في النار.
وأشار الشيخ ماهر
المعيقلي إلى أن العباد يعرضون على ربِّهم في أرض المحشر، لا تَخفَى عليه مِنهم خافِيةٌ،
فينادى بكل إنسان، ليقوم منفردًا يجادل عن نفسه بكلِّ ضَعفِه، أمام الملك جلَّ جلالُه
وتقدست أسماؤه،فأما العبد المؤمن، فإن الله يعرّفه ببعض ذنوبه، ويتجاوز عن ما يشاء
من هفواته، حتى يعرف العبد فضل الله ومنّته عليه، بسترها عليه في الدنيا، وعفوه عنها
في الآخرة، ويُنكر فئام من الناس، ما حفظه عليهم الكرام الكاتبون، ولا يرضون إلا بشاهد
من أنفسهم، فيختم الله على أفواههم، وتستنطق جوارحهم.
أسئلة حول استمرار عذاب القبر إلى قيام الساعة
قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن ابن آدم عندما يتوفاه
الله وينزع ملك الموت من الإنسان روحه فتصعد إلى باريها، ينتقل المتوفى من الحياة الدنيا
إلى الحياة البرزخية التي تختلف عن الحياة الدنيا، بصورة يعلمها الله عز وجل.
وأضاف «ممدوح» في فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردًا على سؤال: هل يستمر
عذاب القبر إلى قيام الساعة؟ أن العبد بعد موته ودخوله قبره، فإن هذا القبر يكون إما
روضة من رياض الجنة أو حغفرة من حُفر النار، مشيرًا إلى أن عقيدة المسلمين على ذلك
كما وردت النصوص من الكتاب والسُنة.
وأوضح أن العبد المؤمن الذي قضى الله بأن يناله شيء من النعيم؛ يحصل له ذلك، ومن قضى عليه بأن يناله شيء من العذاب والجحيم؛ يناله ذلك، لافتًا إلى أن نعيم القبر وعذابه، هي مقدمات لما سيحصل معه بعد البعث من القبور يوم القيامة، إما إلى الجنة أو النار.