الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التحرش جريمة في حق الوطن


ماذا حدث في المنصورة؟!.. فمنذ ليلة رأس السنة والكل يتكلم عن فتاة تعرضت لتحرش جنسي جماعي وصديقتها التي نجت بأعجوبة وهربت.. هذا يدينها وأخر يدافع.. هذه تناقش تبعات تنازلها على المحضر وتلك تؤكد أنها لم تتنازل حتى لا تضيع حقها وغيرها من البنات!.. 

في الحقيقة كل ما سبق لن أتوقف عنده كثيرًا ليس إغفالا عن حق تلك المسكينة لكن لثقتي غير المحدودة في المجلس القومي للمرأة كدرع حامي لجميع نساء مصر وما قام به من تحركات سريعة بمجرد نشر مقطع الفيديو الخاص بالحادث على مواقع التواصل الاجتماعي وسعيه لتأخذ فتاة المنصورة حقها بالقانون خاصة بعد تغليظ عقوبة التحرش الجنسي فتصل إلى الحبس مدة لا تقل عن 6شهور وغرامة لا تقل عن 3ألاف جنيه ولا تزيد عن 5ألاف، ومضاعفة العقوبة حال تكرار فعل الجاني وملاحقة المجني عليها لتصل للحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 5ألأف جنيه ولا تزيد عن 10آلاف جنيه..

فالقضية عندي لم تعد تتعلق بالمرأة وحقها بل بحق المجتمع وصورة مصر.. نعم ..مصر بعد أن عكف البعض على تشويهها بنشر مقاطع فيديو مخزية وأرقام غير دقيقة وصادمة عن العنف ضد النساء في مصر وما تتعرض له من تحرش جنسي في الشوارع والمواصلات.. 

ولأن هؤلاء القلة من الشباب المتحرش الفاقد لجميع معاني الرجولة يتم استغلاله بقصد منه أو جهل في ألأضرار بالبلد وإظهار المجتمع بشكل مغاير عن الواقع وكأن الاحتفالات عندنا لا تكتمل إلا بالتحرشات الجنسية سواء كانت لفظية أو جسدية!.. فأنني أرى أن عقوبة التحرش الجنسي الجماعي يجب ألا تكون مرهونة بإبلاغ من تعرضت له فقط .. فهي جريمة في حق كل فرد على أرض الوطن وتشويه لسمعة رجالنا.. فكيف نسمح لقلة لا تعرف أبجدية النخوة أن تؤثر على صورة ألاف بل وملايين من الشباب الملتزم العاشق لتراب الوطن .. لن أسرد شجاعة الشباب اللذين دافعوا عن فتاة المنصورة وأنقذوها من بين المتحرشين ومنهم صاحب السيارة الذي تهشمت سيارته أثناء فراره بالمجني عليها من بين الجناة.. ولن أحكي عن الشاب الذي فقد حياته منذ أقل من شهر وهو يدافع عن سيدة سرقت حقيبة يدها بمحطة المترو وأثناء محاولته للامساك بالجاني دفعه على شريط المترو ليلقي حتفه تحت عجلاته!..فمصر مليئة بالنماذج الشبابية المشرفة في كل شبر بأرضها ومنتهى الظلم أن نمنح هؤلاء القلة فرصة تشويه صورة غيرهم بأفعالهم غير المسئولة،.. فلما لا ندرج جرائم التحرش الجنسي الجماعي ضمن جرائم الإساءة لمصر وتشويه سمعة البلد؟!..على أن يكون من حق أي مواطن شاهد الجريمة الإبلاغ عنها وتحريك الدعوى القضائية ضد الجناة.. 

وعلى الجانب الأخر علينا أن نعيد النظر بدراسات وأبحاث دقيقة عن ما دفع هؤلاء القلة للانصياع لغرائزهم وتوريط أنفسهم في جريمة قد تعرضهم للسجن..

ولازلت أتذكر أول جريمة تحرش جماعي حدثت في مصر، وذلك أثناء الاحتفال بالعيد عام 2006 حين أحتشد مئات الشباب وتحرشوا بمجموعة فتيات أمام أحد السينمات بوسط البلد، وقتها كتبت إذا كان هؤلاء يعبرون عن فرحتهم بتلك الجريمة الشنعاء فكيف يكون غضبهم؟!.. أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال بات ملحًا في ظل سماوات مفتوحة وجهات متربصة للأضرار بمصر واستغلال أي ثغرة لتخريب عقول شبابنا، فأن الأوان أن تتضافر جميع الجهات المعنية سواء الدينية، التعليمية، الثقافية، والإعلامية لتصحيح الأفكار والمفاهيم المغلوطة عند بعض الشباب..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط