الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا تضطلع بدورها في ليبيا.. موقف قوي يتبناه مجلس السلم والأمن الإفريقي لحفظ السلام.. والرئيس السيسي يدعو لتشكيل قوة لمواجهة الإرهاب في القارة السمراء

الرئيس السيسي وزعماء
الرئيس السيسي وزعماء القارة خلال عزف نشيد الاتحاد الأفريقي

* مصر تدعو لقمة إفريقية بالقاهرة لدراسة تشكيل قوة لمكافحة الإرهاب
* مقترح بإرسال قوات إفريقية لحفظ السلام في ليبيا

الرئيس السيسي:
* الموقف في ليبيا يستدعي تعاطيًا مستمرًا من مجلس السلم والأمن الإفريقي
* الأطراف الإقليمية المعروفة لم تتوقف عن خرق حظر توريد السلاح وجلب آلاف المرتزقة من آلات القتل البشرية 

دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأحد إلى عقد قمة أفريقية في القاهرة تبحث تشكيل قوة لمواجهة ومكافحة الإرهاب في القارة السمراء، مضيفا خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية العادية الثالثة والثلاثين بالعاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، والتي عقدت تحت شعار «إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا».

أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة أن مأزقا جديدا سيواجه أردوغان في ليبيا، خاصة بعد اجتماع لجنة الأزمة الليبية في الكونغو، والتابعة للاتحاد الأفريقي.

وقالت المصادر إن الاجتماع بحث خلاله القادة الأفارقة الأعضاء في لجنة الاتحاد الأفريقي، مقترحات لحل الأزمة الليبية ومن بينها إرسال قوات أفريقية لحفظ السلام في ليبيا.

وسلم السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، الشهر الماضي، رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس "دنيس ساسو نجيسو"، رئيس جمهورية الكونغو برازافيل ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا.

وأعرب خلال اللقاء الرئيس "ساسو نجيسو" عن تقديره للدور الذي قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز السلم والأمن على الساحة الأفريقية، وخاصةً خلال فترة توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، كما أكد حرص لجنة الاتحاد الأفريقى رفيعة المستوى حول ليبيا على الاضطلاع بالدور الرئيسي في منع التصعيد الحالي في ليبيا باعتبارها دولة أفريقية، وأن القارة الأفريقية هي أول من ستعاني من تداعيات الأزمة.

مصر تفوز بعضوية مجلس السلم والأمن
وفازت مصر، بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي للفترة ٢٠٢٠ - ٢٠٢٢، وذلك خلال الانتخابات التي عقدت السبت بأديس أبابا على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي لـ الاتحاد الأفريقي.

وجاء فوز مصر من الجولة الأولى وبأغلبية ساحقة لمواصلة جهودها الحثيثة لتعزيز السلام والاستقرار في القارة الأفريقية.

ومجلس السلم والأمن الإفريقي هو جهازٌ تابعٌ للإتحاد الإفريقي والمسؤول عن تنفيذ قرارات الاتحاد وهو مشابه إلى حد ما لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ويتم انتخاب الأعضاء من قبل الجمعية للاتحاد الأفريقي بحيث تعكس التوازن الإقليمي في أفريقيا، فضلا عن مجموعة متنوعة من المعايير الأخرى، بما في ذلك القدرة على المساهمة عسكريا وماليا للاتحاد، والإرادة السياسية للقيام بذلك.

الرئيس السيسي يشارك 
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جلسة مجلس السلم والأمن الإفريقي حول ليبيا والساحل، وذلك على هامش مشاركته في قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي .

وجاء نص كلمة الرئيس كالتالى : « "أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات، السيدات والسادة،يكتسب اجتماعُنا اليوم أهمية كبرى في ضوء انعقاده بينما تمرّ الأزمة الليبية بمرحلة حرجة تزيد من تعقيدها وتحمل تداعيات أمنية غاية في الخطورة لا تنحصر داخل الحدود الليبية، بل تتجاوزها إلى دول الجوار الليبي، ومنها دول الساحل الإفريقي ذات الحدود الممتدة مع ليبيا على اتساعها، الأمر الذي يستدعي تعاطيًا مستمرًا من مجلس السلم والأمن الإفريقي تفعيلًا لدوره وانطلاقًا من مسئوليته تجاه حفظ السلم والأمن الإفريقيين».


وأضاف الرئيس أن الترابط بين الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل يحتم علينا العمل على التوصل إلى مقاربة شاملة من خلال جهد مشترك لدعم الجهود الوطنية لدول الساحل الخمس لمعالجة التحديات المركبة التي تواجهها تلك المنطقة الحيوية من قارتنا. قائلا:"فعلي الرغم من الجهود المقدرة التي تبذلها دول المنطقة، إلا أنها لاتزال تواجه تحديات كبيرة علي رأسها محاولات توغل الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتنامي أنشطة الجريمة المنظمة وتهريب السلاح والبشر.

وأوضح إنه على قناعة بأن المقاربة الشاملة لمعالجة تلك التحديات يجب أن تتعامل مع مختلف الجوانب الأمنية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية، كما يجب أن ترتكز بالأساس على تقديم الدعم والمساندة لجهود دول الساحل بتدعيم مؤسساتها الوطنية وتمكينها من بسط سيادتها وسيطرتها التامة علي كامل أراضيها. 

اقرأ أيضا:

وقال الرئيس السيسي إن التدخلات الخارجية المعروفة في الشأن الليبي جلبت تهديدات لا يتوقف أثرها عند حدود الدولة الليبية؛ فالاستمرار في إرسال المقاتلين الأجانب والعناصر الإرهابية من سوريا إلى ليبيا بالآلاف لن يقتصر تهديده على الأراضي الليبية وفي الوقت الحاضر فقط، بل سيمتد أثر ذلك خارج حدود ليبيا ليطال أمن دول جوارها، وبشكل خاص ذات الحدود المشتركة المترامية الأطراف مع ليبيا، وذلك في القريب العاجل ما لم يتم التصدي لتلك المسألة بكل الوسائل المشروعة انطلاقًا من موقف إفريقي قوي يتم تبنيه من خلال مجلس السلم والأمن الإفريقي.

وتابع الرئيس السيسى قائلا: «إن التطورات السلبية الأخيرة ذات الصلة في ليبيا أدت بطبيعة الحال إلى التركيز على الشق الأمني من الأزمة، وهذا أمر طبيعي وضروري في ظل تهديدات إرهابية وأخرى تتعلق بانتشار الجريمة المنظمة واحتمالات تزايد مأساة المهاجرين الأفارقة، إلا أنّ هذا لا ينبغي أن يصرف أنظارنا عما دعت إليه مصر منذ اندلاع الأزمة الليبية قبل تسع سنوات من ضرورة المقاربة الشاملة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال التعاطي مع جميع أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم الاكتفاء بالبعد الأمني».

وأكد أنه لن يكون هناك استقرار أمني في ليبيا إلا إذا تم إيجاد وسيلة لتسوية سلمية للأزمة؛ تقضى على حالة التهميش لبعض المناطق الليبية؛ وتتيح التوزيع العادل لعوائد الثروة وكذا السلطة، وتسمح بإعادة بناء مؤسسات دولة في ليبيا تكون قادرة على الاضطلاع بمسئولياتها تجاه مواطنيها، فضلًا عن دورها ومسئوليتها في ضبط حدودها لحفظ أمن ليبيا والحيلولة دون تهديد أمن دول جوارها انطلاقًا من أراضيها، وهو الأمر الذي ناقشناه باستفاضة خلال القمة التي دعوت إليها بالقاهرة لترويكا الاتحاد الإفريقي ورئاسة اللجنة رفيعة المستوى المعنية بليبيا في أبريل 2019، كما شدد بصفته كان رئيسًا للاتحاد الإفريقي على هذه المقاربة خلال قمة السبع الكبار في الصيف الماضي في فرنسا.


وأكد أن هذه المقاربة هي ذاتها التي دفعت بها مصر طوال العملية التحضيرية لقمة برلين حتى تم تبنيها خلال القمة، ومحذرا من أن التوافق الدولى الذي رأيناه في برلين قد تم انتهاكه من قبل الأطراف الإقليمية المعروفة والتي لم تتوقف عن خرق حظر توريد السلاح ولم تتوقف عن جلب آلاف المرتزقة من آلات القتل البشرية.