قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كاتب فرنسي: على الغرب أن يتيقظ لما تفعله تركيا دعما للتطرف.. لا يمكن لأي قوى أجنبية أن تسيطر على الوضع في ليبيا.. وأمريكا ستنسحب تدريجيا من المنطقة.. والإخوان يتظاهرون بالسلمية في الخارج

مايكل برزان الكاتب الفرنسي
مايكل برزان الكاتب الفرنسي

  • كاتب فرنسي:
  • الإسلاموفوبيا سلاح الجماعة لابتزاز المجتمعات الأجنبية التي يعيشون فيها
  • جماعة الإخوان تصدر نفسها باعتبارها الممثل الرسمي لمسلمي الشتات
  • الغرب يتعامل مع تركيا بمبدأ شر لابد منه
  • باريس سبب الفوضى في ليبيا.. وقطر تلاعبت ببعض الأطراف لسيطرة الإخوان على البلاد


أكد الكاتب الفرنسيمايكل برزان، صاحب كتاب "الإخوان آخر الأنظمة الشمولية في العالم"، أن الموقع الجغرافي المميز لتركيا ودورها في الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي طالت أوروبا منذ بداية الحرب السورية، كل ذلك يجعلها لاعبا فاعلا لا يمكن تجنب التعاون معه.

وقال برزان، في تصريحات خاصة ردا على أسئلة لـ "صدى البلد" عبر البريد الإلكتروني، إنه ومن هذا المنطلق يفضل الغربيون الاستمرار في بقاء التحالف معالأتراكعلى الرغم من المخاطر الحقيقية لهذا التعاون إلا أنه "شر لابد منه".

وطالب الكاتب الفرنسي الغرب بضرورة ألا تخدعهم تركيا مجددا ودون أن يدفن الغرب رؤوسهم في الرمال مثل النعامة - بحيث يبقى الغرب يقظا لما تقوم به أنقرة - كي لا يفسد مثل هذا التحالف.

وأوضح أن استمرار أردوغان في مثل هذه السياسات في داخلتركياوخارجها قد ينتج عنه في مرحلة لاحقة قطع للعلاقات مع أوروبا وتحالف قوي لأنقرة مع الروس.
وأضاف أن هذا تطور منطقي وممكن تماما، حيث إن ترامب ملتزم بالتقارب مع روسيا وبوتين، وفي هذه الحالة ستظل تركيا بارزة ومهمة أيضا على الرغم من تنكر أوروبا لها.

اقرأ مع الخبر

وأشار الكاتب الفرنسي إلى أنه من الواضح أن الحكومات الغربية، سواء بنجاح ترامب أو بفشله، كانت تعيد حساباتها حول التعامل مع تركيا، حيث كان هناك تضليل حول طبيعة هذه البلد في دعمه للتطرف، وهذا الأمر ينطبق أيضا على حسابات الولايات المتحدة وحسابات فرنسا بعلاقتها بقطر، والسياسة الواقعية الآن، والتي صاغت شراكات "البترول والتحالف الاستراتيجي ضد إيران وروسيا في وقت سابق "لم تعد تجدي الآن ولم تعد صالحة ولم يعد لها أهمية"، ففرنسا والولايات المتحدة أدركتا مؤخرا أن دولا مثل قطر وتركيا كانت لها أهداف سياسية وأيديولوجية تتعارض تماما مع القيم الغربية.

وتابع: "وساهمت في زعزعة الاستقرار في بعض الدول عن طريق مسح أدمغة المجتمعات الإسلامية، وملؤها بالتطرف وتشجيع تحالفهم مع المذاهب الأصولية عبر القوة الناعمة الأيديولوجية".
وأكد أن تركيا تواجه نفس المأزق بسبب التأكد لدى الغرب من أنها تدعم "داعش" على الرغم من كونها عضوا في حلف الناتو وصديق تاريخي للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن التحالف مع الأتراك سيظل مهما – في الوقت الحالي - وسيقوم الغرب فقط بشجب وإدانة ما يقوم به الأتراك وإدانة الانجراف نحو النظام السلطوي لأردوغان وتوجهه الديني دون قطع جسور التواصل مع أنقرة.

وقال برزان، إن فرنسا هي سبب الفوضى في ليبيا وليست أمريكا، مشيرا إلى أن ساركوزي فعل ذلك من أجل الإطاحة بالزعيم الليبيمعمر القذافي.

وحول ما سببه الغرب من فوضى في ليبيا واستمرار دعمه للإخوان المسلمين هناك، قال برزان إنفرنساوقتها قررت ولأسباب إنسانية - حسب وصفه - أن تتدخل هناك وتقود التحالف والذي كان هدفه الرئيس الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي، وتبعتالولايات المتحدةفرنسا دون تفكير ولكن جهود الجميع آلت إلى فشل لا يمكن لأي قوة أجنبية أن تسيطر عليه.

وأضاف الكاتب الفرنسي أنه وفي مثل هذا الموقف الذي كان فيه كل طرف إما ممولا أو يتم اللعب به عن طريق دولة أجنبية مثلقطروفي هذا الموقف من الفوضى العامة – التي خرجت وظهر فيها القاعدة وداعش وأصبح هناك العديد من أمراء الحرب الذين ليس لهم معالم - وبات الموقف غير مقروء يصعب التنبؤ به واصبحت ليبيا مستنقعا حقيقيا لكل القوات الأجنبية وسط حلم الجميع بــ "فك الارتباط السريع"، لافتا إلى أن الدوحة لعبت ببعض الأطراف عن طريق تمويلها من أجل التمهيد لسيطرة الإخوان على ليبيا.

وبين برزان، أنه ووفقا لخطبترامبفإن الموقف لن يتغير بنسبة كبيرة، فــ ترامب أعلن نفسه مؤيدا لسياسات الإصلاح، ولذلك يريد أن يضع نهاية للحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة خارج حدودها، وهو ما ينذر بالانسحاب من هذه الصراعات وبالتالي تجنب حرية الاختيارات وهي بأية حال خيارات سيئة بسبب اللاعبين الكثر المتورطين وإذا حدث هذا الانفصال والانسحاب فلن تنتهي الفوضى في ليبيا.

اقرأ أيضا:

وأوضح الكاتب الفرنسيمايكل برزان، أنجماعةالإخوان المسلمينتصدر نفسها للغرب باعتبارها الممثل الرئيسي لمسلمي الشتات.

وقال برزان، في رده على سؤال لــ "صدى البلد" حول إن كانت جماعة الإخوان تسعى الآن لإنقاذ ما تبقى من ماء الوجه بعد الإخفاقات السياسية والهزائم العسكرية والمقارنة بينها وبينداعشوبعد أن أصبحت مجالات المناورة ضعيفة للغاية، إن أفضل السبل السياسية والأكثر مسئولية من بين هذه الخطط للعودة الاستراتيجية للإخوان هي الإعلان عن نبذ العنف وتفضيل السلمية على إعلان "الجهاد" من أجل الخروج من هذا المأزق والبحث عن سبيل لإنقاذ الجماعة.

وأضاف: "وذلك بهدف طمأنة البلاد المضيفة لهم في العالم الغربي من خلال التبرؤ من الإرهاب للتأكيد على أنهم الممثل الرئيسي لمسلمي الشتات، ومن المرجح أنهم قد بدأوا في ذلك.

صفقة الغرب مع الإخوان
وأكد برزان أنه ليس هناك من هو أسوأ من شخص أعمى لا يريد أن يرى، وكما هو الحال دائما، فالقوى السياسية تختار من هو أقل شرا "أقل الشرين"، وهو في نظر الغرب جماعة الإخوان المسلمين، ويمكننا أن نقول إن هناكصفقةما عمادها نصيحة الإخوان أنهم لو تنكروا للإرهاب ونأوا بأنفسهم عنه فلن يزعجهم الغرب كثيرا.

وعن إن كانالكونجرس الأمريكيسوف يمرر قانونا باعتبار التنظيم إرهابيا، قال برزان إنه كانت هناك بالطبع هزة داخل الحكومات الغربية في فترة ما بعد الثورات العربية واندلاع الحرب السورية حول "ماهية" جماعة الإخوان المسلمين، وعرف وقتها أن الجماعة ما هي إلا "مصفوفة أيدلوجية" للإرهاب في العالم، ولذلك فقد تم وضعها تحت المراقبة في مختلف بلدان العالم وهو نفس الشيء الذي يطبق الآن في الولايات المتحدة.

واسترسل: "وفيبريطانياأيضا، متسائلا عما إذا كانت مثل هذه التحذيرات البرلمانية ستغير المشهد جذريا؟ وهل ستنهار هذ الشبكات الخيرية التابعة للجماعة نتيجة هذه القرارات، ويجيب بــ "لا"، وأنه من المفروض أن نعترف أن هذا الأمر سيتم في وقت لاحق وإدانة البرلمانات هذه خطوة أولى مشجعة نوعا ما ومطمئنة.

ونوه المفكر الفرنسي إلى أن هناك مواقف جديدة في فرنسا وهناك وعي وإدراك قد وصل إلى هناك، حيث توقف المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن دعوة دعاة الفتنة مثل الشيخيوسف القرضاويللمؤتمر السنوي لمسلمي فرنسا – والذي كان يعقد كل عام في "لو بروجيه" - بالقرب من العاصمة باريس – كل ربيع، بعد أن كانت تسمح لهم بالدخول لــ فرنسا كل عام دونما أي اعتراض، وكان معظمهم يأتون من مصر وقطر وكانوا يحضون على قتل الأبرياء والعداء لمن يعيش المسلمون معهم في الغرب.

سلاح الجماعة لابتزاز الغرب
وأضاف برزان: "إلا أن الجماعة طوعت سلاحا فعالا للغاية لمواجهة السلطات العامة وآراء الحكومات في هذه الدول وهذا السلاح حقق نصرا كبيرا في كثير من المواقف والمعارك وحصن الجماعة حتى أصبح لا يمكن المساس بها وهذا السلاح هو "الإسلاموفوبيا"، حيث تخشى هذه الحكومات من انهيار السلام والانسجام المجتمعي إذا أحس المسلمون فيها بالاضطهاد، وفي هذا السياق تتجنب الحكومات الغربية التصعيد مع الجماعة –على الرغم من معرفتها بحقيقة الجماعة وخطورتها- خشية التلويح بــ الإسلاموفوبيا كعامل من عوامل الانقسام فالغرب يجد نفسه محاصرا وأمام سياسة الأمر الواقع، ولن تخاطر الولايات المتحدة أوفرنساأو بريطانيا العظمى وتضع نفسها في اضطرابات اليوم".

ويرى المفكر الفرنسي أنه من الضروري أن تفكك هذهالشبكاتالإخوانية تدريجيا خطوة خطوة دون إيذاء مشاعر المسلمين المعتدلين المقيمين في هذه البلاد وإن كان هذا الأمر سوف يستغرق بعض الوقت إلى أن توافر الإرادة السياسية الحقيقية يأتي دعما ويقف خلف هذه التصريحات والبيانات وتؤثر في هذا المفهوم الموجود فعلا.

اقرأ أيضا: