القربانة.. خبز المسيح الذي يصنع بكنائس الأقصر ويختم بصليب

حبات قمح صغيرة مبعثرة جمعت معًا وطحنت حتى سارت نسيجًا واحدًا لتصبح خبزًا ، انها "القربانة " فمنذ أن صنع الإنسان الخبز صار رمزًا للحياة نفسها ، ومنذ فجر التاريخ صنع المصريون القدماء الخبز ووضعوا عليه علامات وأختام دخلت العصر المسيحي وتحولت إلى رموزا مسيحية.

ويقول "عاطف عبده " صانع القربانة بكنيسة الملاك ميخائيل بقرية وبورات المطاعنة جنوب الأقصر أن القربانة هى عبارة عن خبز على شكل مستدير يشير فى العقيدة المسيحية من حيث جوهره الى لا بداية له ولا نهاية فهى اشارة للسيد المسيح عليه السلام.

وأوضح " عبده " بان طريقة تحضير القربانة هى من دقيق القمح النقى إشارة للمسيح النقى بلا دنس و يضاف إليه الخميرة والماء ليصبح عجين مختمر، والتخمير تشير " للخطية " والسيد المسيح قد حمل الخطايا عن المؤمنين وعند دخول القربانة إلى الفرن فإن الخميرة تموت بفعل حرارة الفرن، هكذا رفع السيد المسيح الخطية بالجسد.

اقرأ أيضا 

لكل اسم حكاية.. دير الفاخورى بالأقصر أنشئ في القرن الرابع الميلادى ويضم أهم الصور المائية بالكنائس..صور

وأشار " عبده " تعجن القربانة بدون ملح لأنها رمزا للسيد المسيح وستتحول بفعل الروح القدس أثناء القداس الإلهى إلى جسد ربنا يسوع غير القابل للفساد لذا لا تحتاج الى الملح ليصلحها أو يحفظها من الفساد ولا يضاف أيضا إليها أى نوع من السكر أو العسل لأنه لا يتفق مع قول الكتاب بأن السيد المسيح رجل أوجاع ومختبر الحزن.

 

وأردف بان " القربانة " يتم ختمها بختم شكله عبارة عن صليب كبير محاط باثني عشر صليبا وذلك يشير الى ان السيد المسيح وحوله تلامذته الاثني عشر وحول الختم على وجه " القربانة "  توجد عبارة الثلاث تقديسات  " قدوس الله.. قدوس القوى.. قدوس الحى الذى لا يموت " مشيرا إلى أنها قبل أن توضع فى الفرن يتم ثقبها خمس ثقوب وهى تعبر جراحات  السيد المسيح الخمس وهى ثلاث من الناحية اليمنى واثنين بالناحية اليسرى يرمزون إلى  المسامير الثلاثة بيديه ورجله وإكليل الشوك وطعنة الحربة  .

ويقول صانع القربانة انها تنقسم الى نوعين  " الأول " يباع للمصلين داخل الكنيسة و" الثانى " يستخدم فى الصلاة يسمى " قربان الحمل" ويجب  قبل استخدامه أن يكون كامل الاختمار وعدم وجود تشققات بقدر الإمكان، ولذلك يحرص الكاهن على أن تكون قربانه الحمل كاملة المواصفات .