الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.علاء عبدالمجيد يكتب : بزنس الحروب

صدى البلد


الكثير من الأزمات التي ألمت بالعالم علي مدار التاريخ كانت حروبا يغلب عليها طابع المصالح والمكاسب المباشرة وغير المباشرة فتري مبيعات الأسلحة وإعادة الإعمار ما بعد الحروب وسيلة للتربح وتحقيق المكاسب تحت ستار المخرج من هذه الأزمات .

اتسعت دائرة المستفيدين من بزنس الحروب لتضيف إلي مصانع الأسلحة وتجارتها شركات المقاولات في إعادة الإعمار وشركات الأمن الخاصة وتتسلح هذه الشركات بإستراتيجية محددة تهدف إلي إطالة أمد المعارك في مواقع الصراعات لتحقيق الاستفادة وجني العوائد المستمرة .


وقد صدرت دراسة لمعهد الاقتصاد والسلام في لندن عام 2016 أن (11) دولة فقط من (162) دولة في العالم في حروب وصراعات مستمرة وأن هذا البزنس الحربي يقدر بتريليونات الدولارات ففي قطاع الأسلحة بلغت في عام 2018 مبيعات أكبر 100 شركة لتصنيع الأسلحة بالعالم 420 مليار دولار معظمها بالسوق الأمريكي بحسب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في ديسمبر 2019.


وتحقق تلك الشركات من بزنس الحروب الأرباح الطائلة بالتعاون مع وسائل الإعلام العالمية من خلال صياغة شعارات براقة تمهد وتعد جماعات الضغط وصناع القرار لدخول هذه الحروب وإثارة القلاقل والفتن وصناعة الإرهاب بأشكاله المختلفة وأصبحت هناك شركات متخصصة حققت ثروات طائلة من دورها في جلب الحرب علي الإرهاب مثل شركة " سي إيه سي أي C A C I"التي تخصصت في توفير المحققين لسجن أبو غريب في العراق حيث كانت متواطئة في ممارسة التعذيب .


وفي سوريا وجد أن " بعض منظمات المساعدات وشركات المقاولات تعمد إلي إطالة أمد الصراع من خلال العمل عن كثب مع مجرمي الحرب من كل الجوانب " .


وهذا يؤكد أن الحروب العالمية دائمًا ما تكون لهدف إستراتيجي تبدأ بتدمير دول عديدة للسيطرة علي مقدراتها وثرواتها لحساب المنتصر وتنتهي بتكوين نظام عالمي جديد يشكله الفريق المنتصر والذي يدير البزنس ليقود العالم بكل مقدراته فترة كبيرة من الزمن .


وهناك وسائل لإدارة الحروب والبزنس من خلال التضليل السياسي الإستراتيجي والذي يعتمد في نجاحه علي سيناريو درامي تلاعبي معد بدقة متناهية يلعب دور البطولة فيه زعماء دول وتيارات وأحزاب سياسية ومؤسسات إعلامية وينتهي إلي فرض الأمر الواقع علي المتضررين .


والخرافة والفزع هي إحدي سيناريوهات بناء "الصدمة" في التضليل السياسي أو الاقتصادي الإستراتيجي للضغط النفسي القادر علي إجبار دول عظمي علي اتخاذ قرارات سياسية في بعض الأحيان خاطئة لتحقيق أهداف مشروعة بالنسبة له وتحقق له الأهداف والنتائج والأرباح من بزنس الحروب .


ويثور التساؤل هنا هل انتشار فيروس كورونا الجديد هو حرب بيولوجية تضاف إلي حروب البزنس لإيقاف التنين الصيني ؟ وتجميد صعوده المتسارع وإجبار قادة بكين علي الرضوخ لطلبات واشنطن في المفاوضات التجارية .


أم هو نتيجة تسرب من معامل ومختبرات صينية في مدينة ووهان "مصدر انتشار الوباء" ؟ أم هي حرب شركات الأدوية بهدف جني مليارات الدولارات من بيع أمصال العلاج علي أثر انتشار الوباء في دولة هي الأعلي في كثافتها السكانية "1,4 مليار نسمة" ؟.


هذا الوضع الخطر يلزم أن يضع خبراء السياسة والاجتماع مخرج له ينطلق من مبدأ الحفاظ علي المجتمعات الإنسانية وفقًا لحقائق الجغرافيا وليس وفقًا لأكاذيب التاريخ الذي يكتبه أهل البزنس المنافقون .