الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ديشرو.. لوحة فنية تحكي تاريخ أول حاكم للواحات في الدولة القديمة.. فيديو

صدى البلد

"لوحة ديشرو" تحكي تاريخ أول حاكم لمنطقة الواحات في عصرالدولة القديمة، منذ أكثر من 4 آلاف و500 سنة. ولأهمية هذه اللوحة جرى تنظيم معرض أثري لها مع ترجمة الكتابات عليها، التي تحكي تاريخ وأهمية منطقة الواحات، بعد العثور على اللوحة في منطقة قلاع الضبة وعين أصيل التابعة لمركز بلاط حاليًا.

يقول  الأثري بهجت أبو صديرة، مدير منطقة الآثار بمركز الخارجة السابق،  إنه تم العثور على آثار حكام الواحات في منطقتي "قلاع الضبة" و"عين أصيل"، وهي إحدى المدن ومراكز الحكم التي يرجع تاريخها إلى 2420 قبل الميلاد، أي منذ أكثر من 4 آلاف و500 سنة.

 

وأكد  أن منطقة "عين أصيل" هي مقر الحكم لمنطقة الواحات كلها قديمًا، وتبعد عن واحة الخارجة بـ145 كم جهة الغرب، وتضم الواحات الشمالية، وتسمي "محيت" وتضم الفرافرة والواحات البحرية، وكذلك الواحات الجنوبية وتسمي "رسيت"، وتشمل واحات الخارجة والداخلة، وتضم منطقة الحكم مساكن المواطنين ودور العبادة، و"مصاطب" وهي مقابر تضم كبار رجال الحكم والدولة في هذه الفترة.

أقرأ أيضا:

ابتدعها الأجانب.. الجيفتون هدية العشاق في الفلانتين بالغردقة

ولفت الي أنه جرى تسجيل 9 حكام لمنطقة الواحات في الدولة القديمة، ورصد 5 "مصاطب" أو مقابر أثرية لهؤلاء الحكام, مشيرا الي أن المصاطب الخمس تعود لحاكم يدعي "ديشرو"، وهو الحاكم الأول للواحات، بينما المصطبة الثانية تعود لحاكم يدعي "إيما بيبي"، والثالثة لحاكم يدعى "خنتك"، والرابعة لحاكم يدعى "خنت كا"، والخامسة لحاكم يدعى "مودونفر".

وأوضح أن الفضل في اكتشاف المنطقة يرجع  للعالم الأثري الشهير الدكتور أحمد فخري، في العام 1973، حيث جرى الكشف عن هذه المقابرأو المصاطب، مع مجموعة من اللوحات الأثرية والمعروضة حاليًا في متحف أثار الوادي الجديد. وقد جرى استكمال أعمال الحفائر الأثرية بالمنطقة بمعرفة البعثة الفرنسية التابعة للمعهد الفرنسي للأثار الشرقية والتي ما تزال تعمل حتى الفترة الحاليةبالمنطقة..

من جانبه، أكد الأثري منصور إبراهيم، مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بمركزالخارجة سابقًا، أن حاكم الواحات الأول "ديشرو" كان يلقب في الدولة القديمة بلقب "القبطان" وجرى رسم شكل "السمكة" على المصطبة واللوحة الخاصة به.

وأوضح أن منطقة قلاع الضبة سميت بهذا الاسم نظرًا لتواجد مجموعة متجاورة من المصاطب أو المقابر على شكل قلاع، والضبة لأنها تأخذ شكل المفتاح، والذى كان يسمى قديمًا "ضبة". وجرى تشييد المنطقة من الطوب اللبن، بينما جرى تصميم المصاطب أو المقابر من الحجر الرملي.

 

وتابع أن منطقة قلاع الضبة وعين أصيل قديمًا كانت تشكل أهمية استراتيجية للدولة المصرية القديمة، حيث كانت منطقة الواحات هي خط الدفاع الغربي للحدود، وكانت مليئة بالخيرات، ونظرًا لأهمية المنطقة وموقعها الاستراتيجي ظلت تمثل مركزًا هامًا للدولة والحكم بمنطقة الواحات، ونقطة الدفاع للحدود الغربية للبلاد، حتى في العصور الإسلامية والقبطية، لذلك تتواجد إلى جوارها منطقة "بلاط" الإسلامية.

ومن جانب آخر ، أكد الباحث الأثري محمد حسن جابر، مدرب ومترجم الهيروغليفية ومفتش منطقة آثار مركز الخارجة حاليًا، أنه من خلال ترجمة النصوص الهيروغليفية لمجموعة حكام الواحات من على تماثيلهم ولوحاتهم ومقابرهم، تبين أنهم في الأغلب من عائلة واحدة وتوارثوا لقبًا واحدًا.

 ووضح أن حكام الواحاتهم : دشرو - ايما بيبى - خنتيكا - خنتيكاو بيبى حملوا جميعًا لقب قائد السفينة والقبطان حاكم الواحات، واللقب باللغة المصرية القديمة هو "ويا عبرو امى ارتى حقا واحات"، بمعنى قائدالسفينة والبحار " القبطان " حاكم الواحات.

 

وقال الأثري طارق القلعي، مدير عام متحف أثار الوادي الجديد، إن الحاكم ديشرو أحد آخر حكام الأسرة الخامسة وأوائل الأسرة السادسة. وأوضح أن المعرض الحالي الذي يقام بالمتحف عن هذه الحقبة، يضم لوحة من الحجر الرملي مسجل عليها اسم الحاكم وبعض النقوش الأخرى لتقديم القرابين للإلهة.

 

يذكر أن متحف الآثار بمدينة الخارجة في محافظة الوادي الجديد، نظم الثلاثاء الماضي، معرضًا أثريًا خاصًا بحاكم الواحات ديشرو، ويستمر لمدة 15 يومًا.