EN
ليلة دامية عاشها أفراد كمين حظر التجول على الطريق الدائري الأقليمي بالجيزة، وسط زفير ورائحة الموت، أصوات الصراخ والأنفاس المكتومة أسفل حديد السيارات المهشمة، وسط السيارة النقل التى اقتحمت الكمين ودهست أمامها 14 سيارة اثناء إغلاق كمين الحظر عليهم.
أقرأ ايضا | العربيات والناس اتعجنوا.. تفاصيل جديدة في دهس تريلا لسيارات متوقفة في كمين الحظر بالجيزة
هنا من كان يبحث على هواتف للإتصال بذوى المصابين والمتوفين.. وهناك رجال الإسعاف يرفعون الجثث بعناية من داخل السيارات، مشاهد مآساوية ظلت قرابة الـ 8 ساعات، ضمت ايضا محاولات رجال الانقاذ البري في تقطيع حديد السيارات بالصواريخ الكهربائية لإستخراج الجثث من داخلها.
- تفاصيل 6 ساعات في حادث الدهس
تفاصيل الليلة الدامية بدات بعد ساعات قليلة من بداية تنفيذ كمين الطريق الدائري الإقليمي لقرار حظر التجول، فما أن دقت الساعة السابعة مساء أسدلت القوات الستار على الطريق، ووضعت المصدات الحديدية أمامها وتم إخطار من بالطريق بأنهم سيتواجدون حتى السادسة صباحا ثم يغادرون الكمين.
دقائق او ساعات قليلة مرت، ظلام في كافة أركان الطريق، الا اضواء بسيطة خرجت من السيارات المتوقفة والهواتف المحمولة، فهناك من خلد الى النوم داخل سيارته، والأخر أمسك بهاتفه في محاولة لاستهلاك الوقت، ولم يكن أحد يتوقع ما سيحدث بعد.
- 120 ثانية انتهت بالكارثة
صوت ارتطام شديد حدث، وماهي الا 120 ثانية حتى انقلبت الأمور تماما، وظهرت في المشهد سيارة نقل بمقطورة، لتدهس أمامها 14 سيارة متوقفة في الحظر وبداخلها عشرات الركاب، لتختلط الدماء بالأسفلت ويتحول الطريق الى فوضى بين سيارات مهشمة وجثث ملقاه وحقائب ومستلزمات.
«صوت الحديد وهو بيخبط في بعضه كان مرعب».. كلمات تحدث بها شهود العيان، مؤكدين أن الحادث استغرق دقيقتين فقط استمعوا فيهم لأصوات حديد السيارات يرتطم ببعضه البعض وأصوات صرخات عالية في وسط الظلام والصحراء، وبعد 120 ثانية هرع الجميع بالاتصال بالشرطة والإسعاف ومحاولة إنقاذ المتواجدين أسفل السيارات.
- الشهود: الجثث والسيارات بقت واحد
وتابع شهود العيان، أن أغلب الضحايا كانوا بداخل سيارتي ميكروباص في بداية الحادث والمصابين من باقي السيارات، مضيفين أن الدماء والجثث اختلطت بحديد السيارات، وبذل وجال الإنقاذ البري مجهودات لتقطيع السيارات بالصواريخ الكهربائية لانتشال الجثث والمصابين.
وعقب أكثر من 6 ساعات في الحادث، باشرت نيابة جنوب الجيزة الكلية تحقيقات موسعة، وكشفت التحقيقات بإشراف المستشار يحيى الزارع المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة الكلية عن مفاجأة، حيث تبين أن سائق السيارة النقل المتسببة في الحادث هارب، حيث ترك السيارة وفر هاربا فور وقوع الحادث.
- السائق هاربا.. قرار النيابة العامة
وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول هوية السائق والاستعلام من الإدارة العامة للمرور عن مالك السيارة وترخيصها ومدى وجود تباع رفقته من عدمه، وكشفت التحقيقات أنَّ إحدى سيارات النقل الثقيل (تريلا) اقتحمت الكمين بالتزامن مع تطبيق قرار حظر التجوّل (7 مساءً إلى 6 صباحًا).
وكانت محافظة الجيزة قد شهدت حادثا مروريا بشعا، حيث دهست سيارة نقل سيارات متوقفة في أحد كمائن الحظر على الطريق الدائري الإقليمي بمدينة الصف، وتلقت شرطة النجدة بلاغا يفيد بوقوع حادث تصادم بين تريلا وسيارات ملاكي و2 ميكروباص على الطريق الدائري الإقليمي بالجيزة.
وعلى الفور وجّه اللواء طارق مرزوق مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة بسرعة الانتقال، حيث انتقل الي موقع الحادث اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية والعميد علاء فتحي رئيس قطاع جنوب الجيزة برفقة فرق المباحث والإنقاذ البري والإسعاف.
وتبين أن الحصيلة النهائية لأعداد الضحايا هي 17 قتيلا و15 مصابا، وتم نقلهم لمستشفيات اليوم الواحد وحلوان العام وقصر العيني والمعادي.
