الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضل التقرب إلى الله بالنوافل.. عبادات يحبها الخالق

فضل التقرب إلى الله
فضل التقرب إلى الله بالنوافل

فرض الله سبحانه وتعالى علينا الفرائض والواجبات، وألزمنا بأدائها، وفرض عقابًا على من يتركها، وقد وضع في شريعتنا سننًا ونوافل نقوم بها للتّقرب من الله سبحانه وتعالى، والنّوافل هي العبادات الزائدة عن الفريضة التي فرضها الله علينا، وهي عبادات زائدة نقوم بها للتقّرب منه عز وجل، والنافلة لغة: هي الزيادة عن المقدّر.

وبيّن العلماء أن النوافل تقسّم إلى قسمين أساسيين، وهما: أوّلًا: القسم المطلق وغير المقيّد بوقت معيّن لأدائها، وثانيًا: القسم غير المطلق والمقيّد بوقت معيّن لأدائها، ومن الأمثلة عليهما صلاة الاستخارة أو صلاة الحاجة هي نوافل مطلقة ويمكن أداؤها في أيّ وقت من اليوم، بينما صلاة الضحى، أو صلاة قيام اللّيل، أو صلاة الكسوف والخسوف، أو صلوات الرّواتب فهي جميعها صلوات مقيّدة بوقت معيّن لأدائها يرتبط بها.

وذكر العلماء أن هناك أنواعا كثيرة من النّوافل والعبادات التي يمكن أن يقوم بها المسلم، ومن هذه النّوافل:

الصلوات حيث إنّ هناك كثيرًا من الصلوات المندوبة والمستحبة، ومن هذه الصلوات صلاة الرواتب والسنن، وهي الصلوات التي تكون قبل الصلوات المفروضة وبعدها، ونافلة صلاة الفجر ركعتان قبل الفرض، ونافلة صلاة الظهر ركعتان أو أربع قبل الصلاة المفروضة وبعدها، والعصر لا نافلة لها، والمغرب نافلتها بعد الصلاة المفروضة ركعتان، أمّا العشاء فنافلته بعد الصلاة المفروضة.

ومن الصلوات النوافل أيضًا هناك صلاة الضّحى التي تصّلى في وقت الضّحى من النهار، وصلاة قيام الليل، وصلاة التراويح في شهر رمضان، وهناك أيضًا صلاة الاستخارة، وصلاة الحاجة، وصلاة العيدين، وصلاة التوبة، وغيرها من الصلوات التي يمكن أن يصلّيها الإنسان المسلم للتقرّب من الله سبحانه حتّى يعينه على قضاء حاجته.

ولا تقتصر النّوافل على الصلوات فقط، وإنّما الصيام في غير شهر رمضان من النّوافل أيضًا، فصيام تاسوعاء وعاشوراء، وصيام ست أيام من شهر شوّال، وصيام عرفة لغير الحاجّ، وصيام يومي الاثنين والخميس كلّ أسبوع، وصيام الثلاثة البيض من كل شهر قمريّ، وغيرها من الأيّام التي يستحب الصيام فيها تعتبر من صيام النّوافل.

ولا تقتصر النّوافل على الصلاة والصيام، وإنّما تشمل كل أنواع العبادات الأخرى، فالذكّر من النّوافل التي يحبّها الله سبحانه وتعالى، وقراءة القرآن الكريم وحفظه، والدّعاء، والاستغفار، والتّسبيح، وغيرها من أفعال ذكر الله، والصدقة بكل أنواعها تعد من النّوافل المحبّبة لله تعالى، والتخلّق بالأخلاق الحسنة أيضًا.

وقد ورد فى السنة النبوية أحاديث تبين فضل التقرب إلى الله بفعل النوافل: منها قول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إنّ الله قال: مَن عادى لي وليًِّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أَحبَّ إليَّ مما افترضتُهُ عليه، وما يزال عبدي يَتَقَرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه؛ فإذا أحببتُه كنتُ سَمْعَه الذي يَسمعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبصِرُ به، ويَدَهُ التي يَبطِشُ بها، ورِجْلَه التي يَمشِي بها، وإنْ سألني لأُعطِيَنَّه، ولئن استعاذ بي لأُعيذنَّه، وما تَرددتُ عن شيء أنا فاعلُه تَردُّدِي عن نَفْسِ المؤمن؛ يَكره الموتَ وأنا أَكره مَساءتَه».