الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاة الطبلاوي.. الأزهر: يظل يحتل مكانة كبيرة في قلوب وعقول المسلمين.. الأوقاف تطلق اسمه على مركز تحفيظ القرآن.. الإفتاء: تلا القرآن وأبدع فأوصل معانيه إلى قلوب الناس.. وهذه حقيقة وفاته بكورونا

الطبلاوي
الطبلاوي

وفاة الطبلاوى..
شيخ الأزهر: سيظل صوته العذب يقصده المسلمون للتدبر في آيات الذكر الحكيم
وزير الأوقاف:  فقدنا قامة من أعلام القراء.. وأحبه أهل القرآن
مفتي الجمهورية:  تلا آيات القرآن الكريم بصوته العذب وأبدع في تلاوته فأوصل معانيه إلى قلوب الناس



نعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، الشيخ محمد محمود الطبلاوي، أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن في مصر والعالم في العصر الحديث، الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 86 عامًا.

وأكد الإمام الأكبر أن الشيخ الطبلاوي -رحمه الله- سيظل يحتل مكانة كبيرة في قلوب وعقول المسلمين، وسيظل صوته العذب يقصده المسلمون للتدبر في آيات الذكر الحكيم، ويبقى الشيخ الطبلاوي علامة بارزة في تاريخ الترتيل والتلاوة في التاريخ الحديث.

ونعى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بخالص الحزن والأسى، الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب القراء وتوجه لأسرته وأهله ومحبيه بخالص العزاء .

وقال وزير الأوقاف: فقدنا قامة شامخة  من أعلام القراء صاحب أداء مميز في التلاوة، أحبه أهل القرآن وارتضوه  نقيبا لهم ، رحمه الله  رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، وألهم آله وذويه ومحبيه الصبر  والسلوان ، وأخلف مصر وأهل القرآن  فيه خيرًا .

وقرر وزير الأوقاف إطلاق اسم المرحوم الطبلاوي على أحد مراكز إعداد محفظي القرآن الكريم تكريمًا له وتقديرا لما قدمه في عالم التلاوة .

كما نعى  الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي – نقيب قراء ومحفظي القرآن الكريم في مصر- الذي وافته المنية مساء اليوم عن عمر ناهز  86 عامًا.

وقال مفتي الجمهورية في بيان له، إن الراحل الكريم كان أحد أعلام القراء المصريين وقد تلا آيات القرآن الكريم بصوته العذب وأبدع في تلاوته فأوصل معانيه إلى قلوب الناس.

وتوجه المفتي بخالص العزاء إلى أسرة الشيخ الطبلاوي ومحبيه، داعيًا الله أن يغفر له ويرحمه ويشفع فيه القرآن الكريم فيكون له نورًا.

 حقيقة وفاة الطبلاوي بفيروس كورونا 

أكد محمد الساعاتي، المتحدث الرسمي لنقابة القراء، أن وفاة الشيخ محمد محمود الطبلاوي كانت طبيعية ولا صحة لما تردد على الإطلاق وفاته بسبب فيروس كورونا. 

وحول ملابسات الوفاة، قال ياسر الطبلاوي المحامي نجل شقيقة الفقيد الراحل، إن الشيخ الطبلاوي كان يتناول الإفطار مع الأسرة وسط جو كله سعادة وبهجة، حتى فاجأته أزمة اضطررنا لاستدعاء الطبيب المعالج له الدكتور محمد رمضان الذي قام بالكشف عليه ليؤكد وفاته.

أضاف الساعاتي أنه بالتواصل مع إبراهيم الطبلاوي نجل الشيخ الطبلاوي أكد وهو يبكي أن والده سيدفن غدا في مدافن العائلة بالبساتين بالقاهرة.

اقرأ أيضا:

في لقاء تلفزيوني سابق، كشف الشيخ محمد محمود الطبلاوي، عن تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء قراءته للقرآن في أحد المآتم، حيث تم وضع سم فى فنجان قهوة وتم تقديمه له.

وأوضح «الطبلاوي»: «أنه كلما حاول الإمساك بفنجان القهوة توقفت يده عن الحركة وتكرر الأمر عدة مرات، إلى أن عكف عن مد يده، مشيرًا إلى أن شخصًا آخر شرب فنجان القهوة وتوفي».

وأشار الشيخ الطبلاوى إلى أن محاولة الاغتيال كانت حقدًا من أحد قراء القرآن، مضيفا: «يأتى الضرر دائمًا من أبناء المهنة».

وتابع الشيخ الطبلاوى: إنه لم يكن بينه وبين قراء القرآن أى مشاكل، لافتا إلى أن يحب سماع تلاوة القرآن من المشايخ، الدمنهورى، على حزين، الفيومي، والشيخ منصور.

معلومات عن محمد محمود الطبلاوي

تزوج الشيخ محمد محمود الطبلاوي 3 مرات وأنجب 13 طفلًا، وكان زواجه مبكرًا في سن السادسة عشرة من عمره، وقال عن ذلك في لقاء تليفزيوني، إنه تزوج الثانية من بلدته بالمنوفية مركز" تلا" في عمر 19 عامًا وأنجب منها أولى أولاده "برنسه" وأن الزوجة الثالثة كانت لأسباب خاصة لكبر سن الزوجة الثانية التي أنجبت له 12 طفلًا.

لعب كرة القدم

تتلمذ الشيخ محمد محمود الطبلاوي وحفظ القرآن على يد شيخ بجوار نادي الزمالك، ولذا جاء عشقه للعب كرة القدم بنادي الترسانة، وأكد الشيخ  الطبلاوي أنه لم يترك الكٌتاب لكي يلعب الكرة .

أصول مولده

وتعود أصوله إلى محافظتي الشرقية والمنوفية، قرأ الشيخ محمد محمود الطبلاوي القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة.

أشهر مشايخه
من مشايخه الشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ أحمد مرعي والشيخ رزق خليل حبة رحمهم الله جميعا و له العديد من التلاميذ أمثال الشيخ محمد المهدى شرف الدين، الذي على الرغم من ذلك لا يقلده أبدًا.

وعرف بين الناس بأنه القارئ الوحيد الذي اشتهر في أول ربع ساعة انطلق فيها صوته عبر الإذاعة، شهرة مدوية عمت مصر والعالم الإسلامي.


حفظه للقرآن

وحرص والده على تعليمه أصول الدين الإسلامي الحنيف فألحقه بكُتاب القرية وهو في الرابعة من عمره ليكون من حفظة كتاب الله عز وجل ورجال الدين، وفي الكُتاب أتم حفظ القرآن الكريم وتجويده وهو في العاشرة من عمره، وعلى الرغم من ذلك لم يترك الفتى القرآن ولم ينقطع عن الكّتاب وإنما ظل يتردد عليه بانتظام والتزام شديدين ليراجع القرآن مع أقرانه مرة كل شهر.


وكان شيخ الكُتاب شديد الاهتمام بالطفل الموهوب لأنه استشعر فيه خيرًا كثيرًا وساعده ليكون من أهل القرآن وتلاوته، وبدأ يشجعه على قراءة القرآن بين زملائه وفي مناسبات القرية المختلفة حتى أن الناس كانوا يقفون كثيرًا عند تلاوته ويثنون عليه ويشجعونه وشيئا فشيئا بدأ الناس يستحسنون صوته وأخذت شهرته تزداد في القرى المجاورة لقريته حتى ذاع صيته .


بداية رحلته مع قراءة القرآن

وهو في السادسة عشرة من عمره أصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظرًا لقوة أدائه وقدراته العالية ونفسه الطويل الذي أهله للقراءة المتواصلة ولمدة تزيد على الساعتين دون كلل أو إرهاق، ساعده على ذلك اهتمامه الشديد بالمحافظة على صوته وتدريبه المستمر.

وكذلك حرصه على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ «رفعت» والشيخ «علي محمود» والشيخ «محمد سلامة» والشيخ «الصيفي» و«البهتيمي» و«مصطفى إسماعيل».

واشتهر الشيخ الطبلاوي بأدائه المتميز حتى عرف بين الناس بأنه صاحب مدرسة مميزة في القرآن قوامها صوته الرخيم وقدرته على الوصول إلى آخر آية إن احتاج الوقف إلى الوصول لكلمات معينة، وهذا التميز هو ما كان يهدف إليه الشيخ «الطبلاوي» منذ بداية حياته كقارئ.. فيقول الشيخ: «منذ نشأتي كقارئ للقرآن الكريم في المناسبات، كنت شديد الحرص على الاستقلال والتميز بشخصيتي وطريقتي وهذا النجاح لم يأتني بين ليلة وضحاها. ولكنه جاءني بالكفاح والعرق وبذل الجهد، لم أضع المال حاجزا بيني وبين الهدف الذي تتوق إليه نفسي وهو الوصول إلى القمة في مجال تلاوة القرآن الكريم، فقد قبلت السهر في شهر رمضان المبارك بثلاثة جنيهات فقط ولكنها كانت كثيرة جدًا بالنسبة لي».

الالتحاق بالإذاعة

حاول الشيخ الطبلاوي التقدم للإذاعة وبلغت محاولاته حينذاك أكثر من تسع مرات وكان سبب الرفض من وجهة نظر اللجنة أنه لم ينتقل من نغمة إلى أخرى وكذلك لابد من وجود طبقات موسيقية في صوته فكانوا يقولون.. لا يعطى مهلة قدرها سنة.

واستمر الشيخ الطبلاوي على هذه الحال لمدة تسع مرات حتى جاءت المرة العاشرة التي أشادت فيها اللجنة بقدراته وموسيقاه النغمية في القراءة وكذلك قدرته على الانتقال من مقام موسيقي إلى آخر بفضل إمكاناته العالية، وبعد فترة قصيرة سطع نجم الشيخ «الطبلاوي» وعرف بين الناس بأنه القارئ الوحيد الذي اشتهر في أول ربع ساعة انطلق فيها صوته عبر الإذاعة، شهرة مدوية عمت أرجاء مصر والأمة العربية والإسلامية.


وفي عام 1970 اعتمد الشيخ الطبلاوي قارئا مشهورًا بالإذاعة وقام بتسجيل أكثر من تلاوة قصيرة قوبلت بالإعجاب والاستحسان من قبل ملايين المستمعين وأصبح ظاهرة استحقت حديث الناس جميعًا على اختلاف أشكالهم وثقافاتهم حتى أطلق عليه الناس لقب، ظاهرة العصر.. وكان يذاع له برنامج اسمه «من إذاعتنا الخارجية» في إذاعة صوت العرب مما زاد من شهرته وأصبحت الدعوات توجه إليه من جميع الدول العربية والإسلامية .