من مسجد أبو العزائم.. كيف بدأ القارئ محمد فاروق أبو الخير رحلته في دولة التلاوة

حباه الله صوتًا رخيمًا مميزًا، ينتمي إلى جيل الشباب سنًا، لكنه ذاع صيته، واحتل مكانة متميزة بين القراء العظام الكبار، إنه القارئ الإذاعي الشاب الشيخ محمد فاروق أبو الخير، ابن مدينة سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، ويُعد من أحدث المنضمين إلى قراء الإذاعة في محافظة كفر الشيخ، باعتماده العام الماضي 2019. 

بدأ الشيخ محمد فاروق أبو الخير، الذي يعمل إمامًا وخطيبًا بمديرية أوقاف البحيرة، في حفظ القرآن في سن مبكرة، فقد أتم حفظ القرآن كاملًا في سن العاشرة، واكتشف والده الذي كان يعمل مدير بنك، موهبة صوته الجميل في القرآن المرتل والمجود، فشجعه على صقل موهبته، وبدأ يقرأ يوم الجمعة، بمسجد أبو العزايم بمدينة سيدي سالم، وتبدأ رحلته نحو الشهرة والانطلاق.

تخرج القارئ الشاب محمد فاروق أبو الخير، في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف، عام 2002م، ثم كلية أصول الدين عام 2006م، ثم عينت إمامًا وخطيبًا بمديرية أوقاف البحيرة، وتأثر في بداياته بالشيخ محمد أحمد بسيوني، القارئ الشهير، قارئ مسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا، وكان مقلدًا له، حتى أصبحت له مدرسة خاصة في التلاوة.

وعن ذكريات أول عزاء قرأ فيه، قال الشيخ محمد فاروق أبو الخير، لـ"صدى البلد"، كنت في سن التاسعة عشر، عام 1999م، في عزاء بمدينة سيدي سالم، كان يقرأ في هذا العزاء القارئ الكبير الشيخ قطب الطويل، فقد كانت لدي رهبة كبيرة، ولن أنسى تشجيع الشيخ قطب لي، وأخذه بيدي منذ هذه اللحظة، فله فضل كبير عليّ، فهو بمثابة أبي.

وأضاف، نصحني الشيخ قطب الطويل وقتها بالاستماع كثيرًا إلى الشيخ محمد الليثي أحد كبار القراء في مصر والعالم الإسلامي، لأن رأى في صوتي ما يتماشى مع مدرسة الشيخ الليثي، موضحًا مثلي الأعلى في التلاوة الشيخ محمد رفعت، وأحب الاستماع إلى مشايخنا العظام الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ المنشاوي، وأتأثر به في بعض الأحيان.

وعن رحلته للالتحاق والاعتماد كقارئ بالإذاعة والتليفزيون، قال الشيخ محمد فاروق أبو الخير، إن رحلته مع الإذاعة بدأت منذ عام 2011م، ونجح وقتها في اختبار الصوت، لكنه لم يكمل بعدها، ثم عاود مرة أخرى، والتحق بالإذاعة حتى اعتمد العام الماضي 2019، وحاليًا في مرحلة التسجيل، وينتظر قريبًا عقب الانتهاء من مرحلة التسجيل، للقراءة على الهواء مباشرة أو من خلال الإذاعات الخارجية. 

وقال أبو الخير، إن أولى رحلاتي الخارجية لتلاوة القرآن بدأت منذ 11 عامًا، وبالتحديد عام 2009م، في ليبيا وذلك لإحياء حفلات قرآنية خلال 4 أيام بدعوة من الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، وسافرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى دولة لبنان خلال شهر رمضان، وسافرت إلى دولة باكستان - أيضًا - عام 2018م، لإحياء حفلات قرآنية هناك .

وعبر عن حزنه الشديد لوفاة القارئ الكبير الشيخ محمد الطبلاوي، قائلًا "وفاة سيدنا الشيخ محمد الطبلاوي، فاجعة لأهل القرآن على مستوى العالم، فإنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمِ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِن الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاء"، لافتًا إلى أنه بوفاته رحل قيمة وقامة من أهل القرآن ومهما تحدثنا فلن نوفي حق هذا القارئ الكبير.