الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عادات وانقطعت.. كيف قضى كورونا على السهرات الرمضانية في دواوين العائلات؟

السهرات الرمضانية
السهرات الرمضانية في الصعيد

تعد السهرات الرمضانية التى كانت مصدرًا للبهجة والتقاء الأهل والأحباب فى ليالى رمضان المبارك، وكانت من أكبر المنافسين للدراما التليفزيونية، تنازلت هذا العام مرغمة عن دورها رضوخًا للإجراءات الاحترازية التى تم اتخاذها لمواجهة فيروس كورونا.

السهرات الرمضانية التى كانت بطعم الكنافة والحلويات، والتى كانت تمتد أحيانًا حتى أذان الفجر، فى معظم الدواوين العائلية، اختفت تمامًا هذا العام، بعد ما أغلقت الدواوين أبوابها مجبرة خوفًا من عدوى فيروس كورونا وتنفيذًا لقرارات الدولة بمنع التجمعات.

أصوات القرّاء والمنشدين التى كان يتنافس أبناء ورموز العائلات، فى الاتفاق معهم قبل حلول شهر رمضان بأيام لإحياء الليالى الرمضانية فى دواوينهم غابت عن المشهد هذا العام، و لم يعد هناك صوت يعلو على أصوات الدراما التليفزيونية فى معظم البيوت المصرية.

معظم الأسر المصرية كانت تداوم على قضاء سهرات رمضان فى دواوين العائلات " دار المناسبات"، فى منافسة شديدة مع الدراما التليفزيونية و المقاهي التى كانت تتفنن فى كل ما هو جديد لجذب أكبر عدد من المواطنين، إلا أن سهرات الدواوين المصرية وخاصة فى قرى صعيد مصر لها طبيعة ساحرة تأثر قلوب المحبين وتغرى الصغير قبل الكبير على الحضور.

قال محمد نبيل "موظف" لم تقف الدواوين فى السنوات الأخيرة عاجزة أمام التطور والحداثة التي طرأت على كل شيء فى مجتمعنا، بل عملت على تطوير مضمون السهرات و شكلها العام، فمعظم الدواوين خلال الأعوام الماضية كانت  تتعاقد مع مقرئين متميزين لتلاوة ما تيسر لهم من الذكر الحكيم، بالإضافة إلى استضافة بعض الندوات التثقيفية للشباب وعقد مسابقات لحفظ القرآن الكريم وتقديم الجوائز للكبار والصغار، وزادت بعض الدواوين على ذلك بإحضار مبتهلين وخطباء لإحياء الليالي الرمضانية.

وأوضح أحمد حامد" مدرس"، كانت الدواوين فى القرى  تفتح أبوابها للجميع فى أى وقت من السنة طالما هناك مناسبة" سعيدة أو حزينة" تقتضى ذلك، إلا أن الوضع فى شهر رمضان يختلف تمامًا فهي تستعد لشهر رمضان قبله بعدة أيام لما له من مكانة عظيمة فى نفوس المسلمين، فيتولى شباب العائلة بعملية نظافة شاملة للديوان وتزيينه بالزينات الرمضانية، والتعاقد مع المقرئين والمبتهلين والخطباء لإحياء ليالي الشهر الكريم، وتحدث منافسة شريفة بين الدواوين المختلفة لاستضافة أكبر عدد من الاهالى، وتقوم الدواوين بتقسيم أيام الشهر الكريم على العائلات المشتركة بالديوان لإحضار وجبتي الإفطار والسحور وإحضار الحلويات والعصائر بعد صلاة التراويح.

وأضاف حامد، قائلًا: هذا العام حمل لنا أكبر مأساة و أزمة نعيشها كأجيال، حيث حرمنا من كل شىء جميل، و أصبح ما كنا نعيشه من روحانيات و بهجة فى الدواوين مجرد ذكريات من الماضى.

و أشار مصطفى مهدى" مدرس" السهرات الرمضانية فى الدواوين كانت تبدأ بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم ثم يليها عرض لمشكلات المتخاصمين لحلها إن وجدت، يتخللها عرض قضية معينة سواء اجتماعية أو سياسية لمناقشتها وسماع الآراء المختلفة حولها، وأحيانًا يقوم أحد الخطباء بإلقاء خطبة قصيرة عن شهر رمضان وآدابه وتنتهي الليلة بقراءة ما تيسر من كتاب الله عز وجل، وقد يمضى الوقت أحيانًا حتى موعد السحور.

اقــرأ أيضًا..

الديوان"دار المناسبات" عبارة عن مبنى واسع مكون من طابق واحد فى أغلب الأحيان به بعض الغرف البسيطة منها غرفة للمقرئ وأخرى لكبار الزوار ودورة مياه ومطبخ وباقي المساحة مفتوحة على بعضها لاستقبال الضيوف فيها ويتم فرشها بالكنب المصرى ذو المساند الثلاثة، ويشترك فى إنشاء هذا المبنى أفراد العائلة فى القرى، أما فى المدن فيقوم مجموعة بإنشائه وتأجيره بعد ذلك للأفراح و العزاء والمناسبات الرمضانية.