الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب: فرصة ثانية

صدى البلد

لكل دولة عربية بعض الطقوس الرمضانية التى تُميزها عن غيرها من الدول، ولكن لمصر طبيعة خاصة جدا ومختلفة خلال شهر رمضان المبارك فأجواء هذا الشهر الكريم بمصر لها رونق وبريق خاص ويشهد على ذلك جميع من قام بزيارتها خلال شهر رمضان المبارك.. فقبل بداية الشهر ترى الزينات والأنوار تُزين وتُضيء جميع شوارع مصر على اختلاف مستوياتها وإن كان للأحياء الشعبية رونق خاص يُميزها.. ترى الجميع يستعد لاستقبال الشهر الكريم بشراء ياميش رمضان وتخزين كل ما يحتاجه هذا الشهر الفضيل.. نرى العائلات تُخطط للعزائم والموائد الرمضانية الشهية ونرى التجهيز ايضا لموائد الرحمن فى جميع انحاء المحروسة.. نرى المساجد تتزين وتستعد لاستقبال عباد الرحمن واقامة صلاة التراويح والتهجد واعتكاف الكثيرين بالعشر الأواخر فسماع صوت صلاة التراويح فى كل مكان كان يُشعرنا بالطمأنينة والسكينة.

 
نرى الناس يَحرصون على صلة الأرحام فى هذا الشهر العظيم وتبادل الزيارات والعزائم.. نرى الأصدقاء يحرصون على التجمع والإفطار والسحور سويا .. نرى احياء القاهرة القديمة كالحسين والمعز تتلألأ بالأنوار والزينات والسهرات الرمضانية الجميله.. لكن للأسف هذا العام حُرمنا جميعا من كل هذه النعم والسبب يرجع لفيروس صغير غير مرئي يُدعى كورونا بسببه اغلقت المساجد ابوابها وجميع المطاعم والكافيهات تم غلقها وتم الغاء العزائم والزيارات العائلية واصبحنا جميعا فى حالة قلق وتوتر دائم وأدركنا نعمة الصحبة والتجمع مع الأهل والأصدقاء دون خوف.. أصبحنا نشتاق لسماع صوت الأذان وصلاة التراويح التى اعتدنا سماعها ولم ندرك  قيمتها.. اصبحنا ندرك قيمة أن نمد ايدينا للسلام على شخص اشتقنا اليه دون تردد او قلق من نقل مرض أو عدوى.. أصبحنا نُدرك قيمة التجمع بأعداد كبيرة على مائدة واحدة وتبادل أطراف الحديث. 


أدركنا قيمة كل النعم التى حُرمنا منها هذا العام وخاصة طقوسنا الفريدة بهذا الشهر الكريم وكثير منا يتساءل هل كورونا غضب من الله عز وجل علينا لتقصيرنا فى حق عبادته وقسوة بعض البشر فى التعامل مع الغير وانتشار ظواهر سيئة مثل الغل والحقد والغيرة والحسد وغياب الضمير والاستهانة بنعم الله عز وجل علينا ، أم كورونا هو منحة من الله ليردنا اليه ردا جميلا ويُشعرنا بعظيم نعمه علينا.


ولأنى أؤمن ان كل أقدار الله خير ولا تأتي الا بالخير فأنا أرى انه منحة من الله عز وجل وقريبا جدا سوف يُدرك الجميع أن فيروس كورونا هو فرصة ثانية لنا جميعا لتصحيح المسار وإدراك النعم فرصة ثانية للحب والخير والسلام.


لذا أدعو الله عز وجل أن يُدرك الجميع الدرس ويُقدر قيمة هذه الفرصة العظيمة وأن يصحح كُل منا مساره لأن الفرص لا تتكرر كثيرا والفرصة الثانية قد تكون الأخيرة.