الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لمواجهة كورونا.. اختفاء مظاهر العيد بحديقة فريال التاريخية فى أسوان

اختفاء مظاهر العيد
اختفاء مظاهر العيد بحديقة فريال

طقوس متوارثة ومظاهر عديدة انعدمت واختفت فى إحتفالات المواطنين بأيام عيد الفطر المبارك وذلك ضمن الإجراءات الإحترازية والوقائية التى تتخذها أجهزة المختلفة لمواجهة إنتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد -  19  ) .

ويواصل "صدى البلد" سلسلة حلقاتها وعروضها الخاصة بإلقاء الضوء على أبرز الأماكن التى اختفت فيها احتفالات عيد الفطر داخل نطاق محافظة أسوان.

وفى هذا الصدد نلقى الضوء على أبرز الأماكن الترفيهية والمتنزهات والحدائق وهى " حديقة فريال التاريخية " والتى كان يرتادها المواطنين بمختلف أعمارهم السنية من الشباب والأطفال وكبار السن والسيدات على مدار أيام العيد، ولكنها حاليًا ولأول مرة منذ إنشاؤها تختفى منها معالم الاحتفالات.

فقد كانت " حديقة فريال " بمدينة أسوان تمتلئ بالمواطنين من  الأسر والعائلات الأسوانية فى السنوات الماضية طوال أيام عيد الفطر  وذلك نظرًا لأنها تقع فى موقع متميز لكونها مطلة مباشرة على نهر النيل وتمتلك العديد من الأشجار والمسطحات الخضراء. 

وفى نفس السياق أشار محمد سعد إلى أن الأسر المختلفة كانت خلال أيام العيد تصطحب أبناءها للتواجد بحديقة فريال، ويفترشون فى أماكنها المختلفة ويأخذون معهم الفسيخ الأسواني المميز والبصل الأخضر والليمون، والبعض يفضل الشطة الحمراء عليه، ويفترشون الحديقة ويجلسون وسطها فى جو يكسوه الفرحة والسعادة بالعيد. 

واقرأ أيضًا: 

والجدير بالذكر أن حديقة الأميرة فريال تمثل بانوراما جمالية على صفحة نهر النيل الخالد عند الطرف الجنوبى لمدينة أسوان حيث تم إنشاؤها في أربعينيات القرن الماضي وسميت ولا تزال تسمى بإسم الأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق الأول حيث سميت بهذا الاسم عقب إهداء الملك فاروق هذه الحديقة لابنته الكبرى فى عيد ميلادها.

وظلت حديقة فريال على مدار السنين مقصدا للزائرين من مختلف بلدان العالم للاستمتاع بمشاهدة منظر الغروب حينما تحتضن الشمس مياه النيل فى لوحة فنية لم تتكرر، ومن أجل ذلك السبب أنشئت الحديقة بعد إنشاء فندق كتراكت القديم والذى يرجع تاريخه إلى عام 1899، وألحقت به الحديقة والتى تحولت من مدرجات كبيرة مغطاة خصصت لنزلاء الفندق لمشاهدة الغروب إلى حديقة كبيرة من أهم المزارات السياحية بأسوان.

وتحولت حديقة فريال من مجرد ساحة مدرجات لمشاهدة منظر الغروب إلى حديقة تاريخية تضم عددًا من الأشجار النادرة حيث تبلغ مساحتها 7 أفدنة كانت فى البداية مجرد ساحة من بها صخور طبيعية على شكل مدرجات وتضم عدد من الأشجار وتطل على النيل حيث يرجع تاريخ الصخور التى كانت موجودة بها إلى العصر الرومانى وبالفعل عثر على بعض النقوش المدونة عليها.

أما عن الأشجار النادرة التى تضمها الحديقة فإنها تزخر بالعديد من الأشجار التى يتجاوز عمرها أكثر من 100 عام حيث أنه من ضمن ذلك شجرة تخزين المياه التى لا توجد مثليتها سوى بدولة السودان، وتعتبر مميزة فى قدرتها على تخزين المياه فى ساقها وتستخدم من أجل هذا الغرض فى المناطق التى تكثر بها السيول والأمطار، وتتجاوز عمرها أكثر من مائة عام.

ومن ضمن الأشجار أيضا شجر "الجميز" والذى يتجاوز عمره 100 عام أيضًا ، فضلًا عن شجرة تدعى المشطورة والذى يبلغ عمرها نفس العمر كذلك.

ويعد الكاتب الراحل عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد والملك فاروق أهم زائرى الحديقة لممارسة الهوايات المختلفة حيث كان العقاد يتردد عليها بإستمرار للإستماع بهوايته فى القراءة، فضلًا عن الملك فاروق الذى كان يحرص على زيارتها عند وصوله محافظة أسوان .