الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

20 دورا للمساجد في حياة المسلمين.. القلوب تشتاق إليها بعد إغلاقها

20 دور للمساجد في
20 دور للمساجد في حياة المسلمين

أهمية المساجد في الإسلام.. يشتاق الكثير من المسلمين في شتى بقاع الأرض إلى عودة فتح المساجد من جديد بعد أزمة كورونا والتي تسببت في إغلاق دور العبادة لمدة 60 يوما، المساجد هي بيوت الله التي بنيت للعبادة والتقرب من الله عز وجل، وإنّ أول ما فعله الرسول الكريم حينما وصل إلى المدينة المنورة هو بناء مسجد، وذلك لأهمية المسجد وقدرته على بناء مجتمع سليم ومتكامل، ويعود سبب تسمية المسجد بهذا الاسم هو أنّ هذا المكان هو مكان للسجود للخالق، وعند دخول المسجد يجب الالتزام بالآداب والأخلاقيات الخاصة بالمسجد.



المسجد في الإسلام مكان للذكر.. المساجد كأماكن للذّكر والتّعليم الشّرعي، فقد كان دأب الصّالحين والعلماء أن يجتمعوا في المساجد من أجل الذّكر وتلاوة القرآن وتدارس العلم الشّرعي، وإنّ اختيار المساجد من أجل إعطاء دروس الشّريعة نابع من كونها بيوت الله تعالى التي تحفّها الملائكة بأجنحتها وحيث تتنزّل فيها السّكينة من ربّ العالمين، وهو مكان للتكافل بين المسلمين وقد كان فقراء المسلمين أيّام النّبي عليه الصّلاة والسّلام يبيتون في مسجد رسول الله وكانوا يسمّون بأهل الصّفة، وهذا يعبّر عن الوظيفة الاجتماعيّة للمسجد في الإسلام وأنه مكان للتّكافل بين المسلمين والتّراحم من خلال جمع الزكاة والصّدقات وتنظيم توزيعها على الفقراء والمساكين.


المسجد مكان للتعبد.. أكّد الإسلام على معنى عمارة المساجد بالذّكر وإقامة الصّلوات وتلاوة القرآن، كما أكد على دور المساجد في حياة المسلمين، موضع تنزل به الرحمات، واستجابة للدعوات، ومنسكًا للأعمال الصالحة لقول الله تبارك وتعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 39]، لذلك أثنى الله تعالى على الذين يعمرون المسجد بالطاعات وبشرهم بالثواب العظيم قال تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور:36-38].


أهميّة المسجد في حياة المسلم ممّا يدلّ على عظم أهميّة المسجد في حياة المسلمين، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- استهلّ بناء دولته عند وصوله إلى قباء ببناء المسجد، بالإضافة إلى ما حصل في المدينة حال وصوله حيث استقبله أهلها، وأخذوا يتسابقون ليأخذوا بخطام ناقته، وكلّ واحدٍ منهم يطمع بنزول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عنده، فأمرهم النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بترك الناقة؛ لأنّها مأمورةٌ من الله تعالى، فلمّا بركت الناقة قام ببناء المسجد النبويّ فيه، هكذا علّم رسول الله الأمّة أنّ للمسجد أهميّةً عظيمةً، وأنّ أمر الأمّة الإسلاميّة يبدأ ببناء المسجد، وأنّه لا قيام لها إلا بتفعيل دور المسجد، ويتجلّى دور المسجد وأهميته في المسجد مكانٌ لاجتماع المسلمين، وسببٌ لتقوية الأواصر والروابط بينهم، حيث إنّ الحاكم يصلي بجانب المحكوم، والغفير بجوار الوزير، فتزول الطبقيّة وتذوب الفوارق بين المسلمين، بالإضافة إلى أنّ الصلاة في المسجد خمس مرّاتٍ في اليوم تقوّي علاقة المصلين ببعضهم البعض. 


المسجد مكانٌ للتعلّم كثيرٍ من أمور الحياة، وسببٌ لتقوية إيمان المسلمين والحفاظ عليه، فهو المكان الذي يؤدّون فيه الصلاة، والعباداتٍ أخرى، ويكونون في تسليمٍ ورضوخٍ كاملٍ لله تعالى والمسجد مركزٌ لقيادة الأمّة، كما كان الأمر في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان يدير سياسة الأمّة الإسلاميّة من المسجد، ويرسل الجيوش منه، ويتمّ فيه استقبال الوفود، وكان مقرّ الحكم الذي تتمّ فيه المعاهدات وقرارات الحرب والقضاء، وكذلك كان الأمر في عهد الخلفاء الراشدين من بعده، وأبطال الأمّة وقادتها الذين نهضوا بالإسلام، وقد توعّد الله تعالى من منع الناس من تفعيل دور المسجد في حياتهم، فقال: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، كان المسجد في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مكانًا لإعلان أفراح المسلمين، ومركزًا لاستقبال الفقراء، وعابري السبيل، ومكانًا لتربية الأطفال.



أهمية المسجد في حياة المجتمع.. تربية المجتمع على أساس الوحدة وعدم التفريق بينهم: فالمسجد للجميع فلا يفرق بين أبيض وأسمر، وبين غني وفقير، وبين متعلم وغير متعلم، فالمسجد يجعل أفراد المجتمع كلهم سواسية لا يتعدى فرد على حق فرد آخر، وهذا ما يسمّى الآن بحقوق الإنسان، تربية المجتمع على الشورى: فالمسجد مكان للتشاور في الأمور الدينية وإعطاء الرأي الأصح، فذلك يجعل المجتمع متشاورًا ومتقاربًا في ما بين أفراده، والقضاء على الفقر: ففي المسجد سيتعرف الغني على الفقير ويقدم له المساعدة المادية، أو عن طريق صناديق الزكاة الموجود في المساجد الذي يذهب ماله لفقراء المجتمع نشر المعرفة والعلم بين أفراد المجتمع فالمسجد منبر لطرح المواضيع العلمية الحياتية بجانب المواضيع الدينية، فينتج مجتمع متعلم ومثقف.



عمارة المساجد شهد الله -تعالى- في القرآن الكريم بالإيمان لعمّار المساجد، ولا شكّ أنّ من شهد له الله -سبحانه- بالإيمان فقد فاز وأفلح، وتكون عمارة المساجد بأحد أمرين؛ هما تعهّدها بالصلاة، والذكر، والوعظ، والإرشاد، والنوافل، والإكثار من التردد إليها لأداء العبادات، والحرص على نظافتها ونحو ذلك. إنفاق المال في سبيل بنائها وإعمارها، ويمكن ذلك من خلال البحث عن الموسرين وحثّهم على القيام بذلك، أو من خلال المشاركة في صيانتها وترميمها وتحسين مرافقها.


فضل المساجد يتفاوت باقترابها من السنّة أو ابتعادها، وبقِدمها وسعتها، ولكنّ الله تعالى خصّ ثلاثة مساجدٍ، ففضلها على غيرها من المساجد، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ولا تُشَدُّ الرحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: مسجدِ الحرامِ، ومسجِدي، ومسجدِ الأقصى.


 المسجد الحرام: ومن الأمور التي تدلّ على عظم فضل المسجد الحرام؛ أنّ الله تعالى أمر نبيّه إبراهيم -عليه السّلام- ببنائه، ثمّ أمره بالأذان في الناس للحج؛ حتى يأتيه الناس من كلّ مكانٍ، وجعل زيارته في الحجّ ركنًا من أركان الإسلام، ومن حجّه مخلصًا، ولم يرفث أو يفسق، عاد كمن ولدته أمه، وهو قبلة المسلمين، بالإضافة إلى أنّ الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- ولد في مكّة المكرّمة، ونزل عليه الوحي فيها أيضًا، وممّا يدل على رفعة مكانته؛ أنّ الصلاة فيه بمئة ألف صلاةٍ، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال:(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).


المسجد النبويّ: وقد بناه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنوّرة، في المكان الذي بركت فيه ناقته، وكان ذلك المكان لغلاميّن يتيمين، فأراد أن يجعلاه هبةً لله ورسوله، إلا أنّ النبيّ أبى إلا أن يشتري الأرض منهما، فدفع لهما ثمنها عشرة دنانيرٍ من مال أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، ويُعتبر المسجد النبويّ ثاني المساجد من حيث الفضل بعد المسجد الحرام، حيث إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(صلاةٌ في مسجدي هذا أفضَلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلَّا المسجِدَ الحرامَ،  المسجد الأقصى: وهو بيت المقدس، والقبلة الأولى للمسلمين، وقبلة الأنبياء من قبل، وممّا يدلّ على فضله؛ أنّ الصلاة فيه بخمسمائة صلاةٍ.