قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، إن بعض النشطاء على مواقع التواصل نشروا أن بعض المتعافين من كورونا يبيعون البلازما لعلاج المصابين؛ فإن صح هذا فهو أمر سيء ويتنافى وأخلاقياتنا وتعاليم ديننا ومجتمعنا من جهتين.
وأوضح «شومان» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن الجهة الأولى: بيع البلازما أو الدم وكافة المشتقات وأعضاء الجسد حرام شرعا؛ فالجسد ليس سلعا متقومة بمال يملكها صاحب الجسد حتى يتاجر بها بخلاف التبرع؛ فهو من العون بما هو مملوك لله.
ونبه وكيل الأزهر السابق أن صاحب الجسد أمين عليه، وله أن يستخدمه في طاعة الله ونفع الآخرين؛ لذا جاز له أن يقدمه بالكامل دفاعا عن دينه ووطنه وعرضه ولم يجز له قبض الثمن ليستشهد في ساحة المعركة.
وأضاف أن الجهة الثانية أن هذا يدل على قسوة في القلوب وجحود لنعم الله، فقد من الله على المتبرع بالشفاء في وقت مات فيه آخرون كانوا يرقدون إلى جواره، وكان من أبسط الشكر الواجب المسارعة بالتبرع إنقاذا لمن بقي في أسر المرض؛ فالتبرع بالبلازما والدم وكافة مشتقاته إذا لم يكن به ضرر حلال وطاعة، وبيع شيء من ذلك حرام شرعا، والثمن حرام على آكله.
اقرأ أيضًا:
في سياق متصل، أعاد مركز الأزهر العالمي للفتوى نشر بيانه بشأن وجوب تبرع المتعافين من فيروس كورونا بالبلازما، وحرمة الامتناع عن التبرع بغير عذر، قائلًا: في ظل سعي البشرية الدءوب؛ للوصول لعلاج أو لقاح يُنهي أزمةَ جائحة فيروس كورونا، ويخفف آلام المُصابين به؛ دعت الأجهزة الطبية المُتعافين من هذا الدّاء للتَّبرع ببلازما دَمِهِم لمساعدة المُصابين؛ سيَّما الحالات الحرِجة منهم؛ نظرًا لما تحتوي عليه بلازما المُتعافي من أجسام مُضادَّة للفيروس قد تُسهِم بشكل كبير في تحسن تلك الحالات؛ خاصة مع الشواهد البحثيَّة في العديد من دول العالم .