الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحذيرات الرئيس الحاسمة


إن المتابع للشأن الجاري في المنطقة العربية يعلم يقينا، دون الحاجة للمزيد من التأمل، أن كل ما يجري في المنطقة من أحداث يهدف إلى إضعاف الدول العربية ولا يخدم إلا أعداء الأمة وفي مقدمتها إسرائيل وإيران واللتان انضمت إليهما - تحت حكم أردوغان الإرهابي - دولة تركيا التي كانت من مدة قليلة تعد من أصدقاء الدول العربية.


إن تركيا في العقد الأخير كشفت عن وجه قبيح حقير، عادت به إلى عصور مظلمة للحكم للاحتلال العثماني البغيض، وذلك حينما استولى على الحكم فيها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث عملت على زعزعة استقرار المنطقة، من أقصاها إلى أقصاها، ومن مشرقها إلى مغربها، وذلك لتوهمها أن نشر الفوضى هو الطريق الوحيد للسيطرة على دول المنطقة، وأن نشر القلاقل، في تصورها، كفيل، بأن يمهد لها الطريق لإعادة غزو البلدان العربية، وإخضاعها مرة أخرى لحكم عثماني بغيض.


ولقد راقبت مصر، التي نالها من السهام التي صوبت للمنطقة الشيء الكثير، ولكنها تحملت هذه السهام عن صبر وأناة، وفي الوقت المناسب خرجت من بين أنقاض الركام الذي تراكم في المنطقة، خرجت عملاقا جسورا، محذرًا، مظهرًا العين الحمراء لمن ظنوا أن الساحة أصبحت خالية لهم، فإذا هم أمام العملاق المصري، فإذا بأوراقهم مبعثرة، وفي حيرة من أمرهم، وإن لم يعدموا الصراخ والعويل والصوت العالي.


ومن المناسب أن نذكّر هؤلاء وأولئك أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان أول من بعث صيحات مدوية محذرة الأمة العربية مما يحاك لها من خطط خبيثة في ليل بهيم، حيث إنه بحكم تكوينه العسكري أول من يستشعر الخطر وأول من ينبه له، وهو ما كان قد تم، وأول من يعمل على دفع هذا الخطر، وهو ما عمل ويعمل عليه.


 وهو ما ظهر في أوضح صورة يوم أمس حينما استخدم السيد الرئيس اللغة الواضحة المحددة الحاسمة في خطابه الموجه بكل حسم للغازي التركي، بأن أي تجاوز للحد الذي رسمته مصر سيكون الرد قاسيا، ولعل المتابع للتاريخ يعلم جيدا، كيف أدّبت مصر المحتل التركي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حينما حاصرت قوات الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا الباب العالي، بل وأسرت الصدر الأعظم.


إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعلم أن الأتراك لم ينسوا، وما كان باستطاعتهم أن ينسوا، تلك الضربات القاصمة التي وجهها لهم الجيش المصري، وهو ما يجعلهم يأخذون تحذير الرئيس السيسي مأخذ الجد، لا مأخذ اللاعب اللاهي.


وبنظرة سريعة للخلف نعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لإدراكه بحقيقة المؤامرة وحجمها الكبير، عمل أول ما عمل على حماية مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها مؤسسة العسكرية التي يؤمن الرئيس بأنها العمود الفقري لأية دولة وأنها القاطرة القادرة على دفع عجلة الدولة في كافة مناحي الحياة.


ولم يكتف الرئيس السيسي بالحفاظ على المؤسسة العسكرية المصرية البطلة وإنما أخذ في العمل على زيادة كفاءاتها الكبيرة، فحرص على تسليحها بأحدث وأقوى الأسلحة في كافة القطاعات البحرية والجوية والدفاعية، وأنشأ أكبر قاعدة عسكرية قاعدة محمد نجيب. والتي كانت جماعة الإخوان الإرهابية تهاجم إقامتها هجوما شرسا، هذا الذي اتضح سببه اليوم بكل وضوح، وهو أن الرئيس السيسي كان يعد العدة لمثل هذا اليوم، في ذات الوقت الذي كانت الجماعة الإرهابية تخطط للاستيلاء على ليبيا.


هذا الذي يؤكد أن ما فعله الرئيس السيسي مثّل سلاح ردع قويا لأعداء مصر الذين يسعون لمحاصرتها بالأزمات في دول الجوار التي هي الأمن الاستراتيجي لمصر، مؤكدا أن قوة جيشنا سيظل السبب الأول، بل ربما الأول والأخير، في سحق كل مغامرة غير محسوبة للأعداء الذين يظنون أن بإمكانهم العبث بالأمن القومي المصري.


إنه من الأهمية بمكان أن يدرك المصريون جميعا، أن الحفاظ على الجيش هو الحفاظ على الدولة، وأن دعم المؤسسة العسكرية المصرية الشجاعة، لهو فرض عين على كل مصري وطني شريف، يسعى للحفاظ على هذا الوطن الغالي، ولنضع أمام أعيننا دائما ما حدث لأكبر جيشين عربيين بعد الجيش المصري وهما الجيش العراقي والجيش السوري وكيف أنه بمجرد انهيار الأول انهارت معه دولة العراق التي أصبحت أقرب ما تكون إلى ولاية إيرانية، وبمجرد إضعاف الثاني أصبحت الأراضي السورية مستباحة للعديد من القوى الدولية والإقليمية ومعرضة للاعتداء الذي كان آخره الاعتداء السافر السافل من القوات التركية الأردوغانية.


ومن هنا فإننا نطالب المصريين جميعا في الداخل والخارج بالوقوف صفا واحدا خلف القيادة السياسية متمثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وبدعم الجيش المصري العظيم الذي هو عصب الأمة وعمودها الفقري.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط