الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماكرون يفسد لعبة أردوغان القذرة.. خلاف طويل الأمد بين فرنسا وتركيا وكلمة السر ليبيا

ماكرون - اردوغان
ماكرون - اردوغان

تتصاعد التوترات بين فرنسا وتركيا- خاصة حول ليبيا وسوريا وشرق المتوسط ​​- وهو الأمر الذي ينذر بالتحول إلى ازمة وخلاف بين الطرفين ليمتد إلى فترة طويلة الأمد تلقي بتداعياتها بعلاقات سلبية اكثر بين تركيا والاتحاد الاوروبي.  
 
بدأ الصراع في التصاعد من نوفمبر الماضي عندما هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ليتبادل الزعيمان الانتقادات بشأن هجوم أنقرة على الحدود في شمال شرق سوريا.


وألقت تركيا مؤخرًا باللوم على فرنسا بعد تصريحات بأنها "تجر ليبيا إلى الفوضى" ، ويأتي رد انقرة بعد يوم واحد فقط من اتهام ماكرون لـ اردوغان بالتورط في "لعبة خطرة" في ليبيا مطالبا اياه بإنهاء أنشطته العسكرية في البلد الذي مزقته الحرب.

وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، موجهة الاتهامات إلى فرنسا بتفضيلها القائد الشرقي المنافس للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، على الرغم من أن باريس تنفي ذلك.

وتصاعدت التوترات بين حليفي الناتو مؤخرًا بعد مواجهة بين السفن الحربية التركية وسفينة بحرية فرنسية في البحر الأبيض المتوسط ​​في 10 يونيو. 

وانتقدت فرنسا الحادث ووصفت ما قامت به السفن التركية بـ "عملية إزعاج وتحرش بسفينة فرنسية من قبل الفرقاطات التركية" فيما يتعلق بقواعد الاشتباك الخاصة بالناتو.

وعلى الرغم من نفي أنقرة الاتهام، فإن الناتو يجري تحقيقا في الحادث.

واحتجزت تركيا أربعة من مواطنيها في 22 يونيو للاشتباه في قيامهم بالتجسس لصالح فرنسا من خلال الجماعات المحافظة والدينية.

ومع طرح جميع الأوراق السياسية والعسكرية على الطاولة، فإن السؤال الحاسم هو ما إذا كانت مثل هذه التبادلات الساخنة قد تتصاعد إلى حد التنافس وتغيير التوازن الهش بالفعل.

قال مارك بيريني، الباحث الزائر في كارنيجي أوروبا، وفقا لـ "عرب نيوز" إن "النزاع المتصاعد بين فرنسا وتركيا حول ليبيا والبحر المتوسط ​​ليست سوى زاوية واحدة لاتجاه جيوسياسي أوسع يشمل كل من روسيا وتركيا، بطرق منسقة إلى حد ما".

وأجرى بيريني، سفير الاتحاد الأوروبي السابقة في تركيا، مقارنة بين تحدي روسيا للكتلة الغربية والتحركات الأخيرة التي قامت بها تركيا.

وأضاف "بدأت روسيا منذ فترة طويلة في تحدي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بضم شبه جزيرة القرم، وواصلت مصالحها العسكرية والسياسية بتركيب أو توسيع القواعد في سوريا، وبطريقة متسقة، توسّع موسكو الآن تواجدها العسكري إلى ليبيا". 

وتابع "إن تركيا تتبع نفس النمط، بعد عملياتها العسكرية الأربع المتميزة في شمال سوريا، قامت الآن من جانب واحد بتغيير الحدود البحرية لشرق البحر المتوسط ​​بموافقة حكومة ليبيا الوطنية بدعوى الدعم العسكري".

وبالإضافة إلى شراء أنقرة المثيرة للجدل لنظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400، يعتقد بيريني، أن روسيا وتركيا خلقتا واقعًا جيوسياسيًا جديدًا في الجناح الجنوبي لأوروبا.

وقال "بالنسبة للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، هذا تحد جديد".

ودعت فرنسا، التي تتهم أنقرة بعرقلة جهود التهدئة في ليبيا وكسر حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة مؤخرا، إلى المحادثات بين حلفاء الناتو بشأن دور تركيا "العدواني" في ليبيا.

وعلى الجانب الأخر، يقول اميري كورست كايا ، المحلل الأمني ​​في مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية (EDAM) الذي يقع في إسطنبول، وفقا لـ عرب نيوز، إذا لم يتمكن ممثلون مثل ألمانيا أو إيطاليا من سد الفجوة، فقد يتحول الوضع الحالي إلى تنافس جيوسياسي.

واضاف "هناك حاجة واضحة لمحكم، والوضع أكثر تعقيدًا من الاختلافات الإيديولوجية" 

وتابع: إن الأمر يتعلق بالمصالح المتضاربة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​وحتى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ويعتقد أن مثل هذا التنافس قد يكون له تأثير على الناتو.

واستطرد "لدى الحكومة الفرنسية الحالية أجندة لبناء مبادرة دفاع أوروبية أقوى، إنها تقدم إجراءات تركيا كأمثلة على سبب ضرورة مثل هذا البديل". 

وواصل: "الحكومة التركية تحاول إضفاء الشرعية على شراكاتها خارج الناتو في الداخل والخارج".

ويعتقد مدير مكتب أنقرة لصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، أوزجور أنلوهيسارسيكلي، أن المصالح المتضاربة لتركيا وفرنسا يمكن أن تتطور إلى تنافس ينعكس لا محالة على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ما يجعل التعاون معها صعبًا للغاية.