مواجهة مرض مجهول.. أسرار وكواليس 5 أشهر من العزل داخل مستشفى النجيلة لمحاربة فيروس كورونا

ظل مستشفى النجيلة بمطروح على مدار 5 أشهر في رحلة لعلاج مصابي فيروس كورونا كأول مستشفى عزل في الشرق الأوسط وأفريقيا، حتى ودع كورونا أمس وبدأ في استقبال المرضى العاديين بجميع التخصصات.

وكشف  الدكتور محمد على، مدير مستشفى النجيلة السابق، والذى تمت ترقيته لمنصب وكيل مديرية الصحة بمطروح بعد انتهاء فترة العزل بمستشفى النجيلة، ونائبه الدكتور محمد أبو طالب، والذى تولى منصب مدير المستشفى، كواليس 5 أشهر من العزل بمستشفى النجيلة.

أكد الدكتور محمد على أن من أصعب المواقف التى واجهت العاملين بمستشفى النجيلة فور تحوله لأول مستشفى عزل بمصر فى 2 فبراير الماضى هو مواجهة مرض مجهول ليس للعاملين بمستشفى النجيلة فقط ولكن للعالم بأسره، لافتا إلى أن المرض ظهر فجأة ولم تكن هناك أى معلومات دقيقة عنه أو عن كيفية الوقاية منه.

وقال إن جميع العاملين بمستشفى النجيلة كانوا أبطالا فى التكاتف سويا فى مواجهة المرض والعمل بروح الفريق الواحد والحرص على سلامة الزميل قبل سلامة نفسه، مما أظهر المستشفى بالمظهر اللائق وعلاج العديد من المرض المصريين والأجانب.

وأضاف أن هناك العديد من الإشادات الدولية التى وردت للمستشفى من السفارة الأمريكية والفرنسية والصينية لعلاج المرضى بالمستشفى، مؤكدين أن المستشفى تعامل معهم بوعى صحى وحرفية.

وأوضح أن فترة الـ5 أشهر عزلا كان بها العديد من المواقف المحزنة والمفرحة والصعبة، لافتا إلى أن من أكثر المواقف المحزنة التى مرت عليهم خلال فترة العزل هى وفاة أول حالة إصابة بكورونا بالمستشفى فى شهر أبريل الماضى، وهي السيدة أمنية التى كانت تبلغ 56 عاما، من محافظة الإسكندرية، ولم يستطع أولادها القدوم للنجيلة لاستلام الجثة، وتم التنسيق مع قسم شرطة النجيلة ومديرية الصحة حتى تم توصيل الجثة لذويها بالإسكندرية، مشيرا إلى أنه على النقيض من ذلك كانت من أكثر المواقف السعيدة والتى بعثت بالأمل لجميع العاملين بالمستشفى تعافى أول حالة من فيروس كورونا لشخص صينى.

وذكر أن التفانى فى العمل ظهر أكثر عندما قام العاملون في المستشفى بالتبرع بتغسيل وتكفين الموتى معرضين أنفسهم للخطر، خاصة مع الرعب الذى كان يصاحب هذا المرض ونقلهم  بعربات إسعاف إلى محافظاتهم.

وقال إن من المواقف التى لا تنسى هى وفاة 2 من الطاقم الطبى بمستشفى النجيلة بعد إصابة 23 من الأطقم الطبية بالفيروس والذين توفوا متأثرين بفيروس كورونا، مضيفا أن الجميع تعهدوا على الاستمرار فى مواجهة المرض بعد تعافيهم واستمرارهم فى العمل حتى تم علاج 215 وخروجهم نهائيا من المستشفى.

وكشف الدكتور محمد أبو طالب، مدير مستشفى النجيلة، والذى كان يشغل منصب نائب مدير المستشفى خلال فترة العزل الصحى، أن أكبر الشخصيات سنا التى تم علاجها من فيروس كورونا بالمستشفى، كانت مسنة تبلغ 82 عاما، وتدعى حميدةـ من محافظة الجيزة، والتى تحولت حالتها من إيجابية لسلبية.

وقال إن فترة العزل كانت تمثل تحديا لجميع العاملين بالمستشفى وتجربة جديدة للتعامل مع الفيروس، لافتا إلى أن هذه الفترة رغم أنها شهدت مواقف صعبة ومؤثرة، إلا أنها شهدت أيضا مواقف سعيدة، حيث إنه عقد قرانه خلال فترة العزل، كما تمت بمستشفى العزل خطوبة الدكتور محمد فؤاد، صيدلى، على الدكتورة آلاء، بقسم الباطنة، وكتب كتاب الدكتور محمود أبو زيد على الدكتورة عبير.

وأضاف أن من الصدف الغريبة التى حدثت له شخصيا هو أن هذا اليوم الموافق 4 من شهر يوليو والذى يتم فيه إعادة فتح المستشفى لاستقبال المرضى، يصادف نفس اليوم من عام 2017 والذى تم تكليفه فيه نائب باطنة بمستشفى النجيلة ليبدأ العمل بمستشفى ويتم اليوم عامه الثالث فى المستشفى.

وأكد أن الجميع يعمل بروح الفريق الواحد بقيادة الدكتور محمد على، والذى كان يتعامل مع الجميع كأخ وليس كمدير.

ولفت إلى أن من المواقف التى لا تنسى لمدير المستشفى خلال فترة العزل الدكتور محمد على أنه قام بنفسه بتجبيس أحد العاملين بالمستشفى بعد أن انزلقت قدمه وسقط على ذراعه ولم يكن هناك طبيب عظام.