الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: الراحة الزائفة

صدى البلد

إن للراحة أنواعا مختلفة ..منها راحة الفكر والراحة النفسية وراحة الضمير وراحة الجسد بعد عمل شاق.. أما الراحة المقصودة.. إنما هى موت الهمم والإرادة والرضا بالوضع الراهن حتى لو كان سيئا فهى ثقة بالنفس مهتزة خلفت خلفها الانحدار.

إن قرار التغيير يجب أن يكون نابعًا من حاجتنا وقناعاتنا بأهميته، فهو القدرة على إحداث تغيير بدون ضغوط .. والخوف دائما هو ما يقف عقبة أمام الرغبة فى التغيير.

فالخوف يجعل الإنسان إما أن يكون مقبلا أو مدبرا، فالخوف هو شعور يسيطر على الكثير منا فى المراحل الانتقالية فى الحياة، كالخوف من الفشل مثلا أو فقد السيطرة على الأمور مثل فقد الوظائف  فى حالة الرغبة فى تحسين الأوضاع المادية فالمستوى الأعلى لا يستطيع الفرد الوصول إليه بسبب مخاوفه فمن أهم العقبات التى نواجهها..هو الرضا بما توصلنا إليه والتوقف عند مرحلة ماضية.

إن كل ما هو قديم ليس مناسبا للواقع.... فالواقع أصبح متغيرا تغيرا سريعا يحتاج منا إلى التطوير والعمل على النفس من أجل بنائها .

*فمن أهم سلبيات الراحة الزائفة 
فهى تمنعك من اكتشاف قدراتك .. رفض التغيير وعدم تقبله .. إضاعة المهارات ومحاولة ثقلها وتحسينها ..السعادة بالواقع والشعور بالاستسلام .. الشعور بالكسل والتراخى .. تأجيل الأهداف وإضاعة الفرص الممكنة للتغيير .. قلة النشاط البدنى بالتالى السمنة .. فثقافة القطيع التى أصبحت منشرة فى مجتمعنا ...فهى أمر مرفوض فالطرق اختلفت فكل ما نمتلكه يناسب الأمس... فماذا سيناسبنا غدا .؟

فسقف الطموح بلا حدود فيجب أن يخرج من النمطية ويعمل على خوض إلى كل ماهو جديد فالنماذج المتكررة لا تخلق حضارة الاستسلام والإنهزامية أصبحت سائدة لدى الكثيرين فالرضا بما أعطانا الله وشكره على نعمه فرض ولكن أوجب الله علينا الكد فى الدنيا وضرورة العمل وبناء الحضارات .لقوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان فى كبد)صدق الله العظيم فالأمة التى لا تصنع غذائها ودوائها وسلاحها هى أمة لا تستطيع صنع حضارة فعدم المخاطرة هى أكبر مخاطرة، فالراحة الحقيقية هى فى الحركة الدؤبة وبذل الطاقة والرغبة فى التغيير والإقبال على التعليم.

لذلك لا بد من ترك مساحة للأبناء للمخاطرة وخوض معارك الحياة تحت أعيننا مدعومين بنا .مع إرشادهم وتوعيتهم ففى الكثير من الأمور لا يجب أن ننجرف وراء رغباتنا إذ يجب أن نحدد الأهداف فتركيز الإنسان على الأهداف يجعله دائما أكثر وعيا بالأشياء التى يريدها ويركز على وسائل تطوير نفسه وهذا التغيير يتمثل فى الارادة وعدم الاستسلام للراحة الزائفة.