الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عودة إلى الزمن الجميل .. صدى البلد داخل أقدم محل شرائط كاسيت في البحيرة.. وصاحبه: المهرجانات وراء انقراض الفن الراقي

صدى البلد داخل أقدم
"صدى البلد" داخل أقدم محل شرائط كاست في البحيرة

رحل الماضي الجميل تاركًا وراءه الذكريات والأطلال، نتغنى بجماله الذي غادرنا، ونشعر بتبدل ملامح الحياة التي أصبحت تشبه بعضها لا مذاق لها، بعدما تغيرت الأوضاع وانقلب الحال، وانساق الجميع إلي الحاضر وتقلد كل ما هو جديد دون مراعاة العادات والتقاليد وذوق المجتمع المصري الأصيل وأصبحت المهرجانات هي شعار جيل لا يدرك عن أصول الفن سوى ذكريات تُذكر من أجداده

 

في نهاية شارع "صوت الحب الجديد" بمدينة دمنهور بالبحيرة، رصدت كاميرا "صدي البلد" أقدم محل بيع شرائط كاسيت، وأخر ما تبقى من الزمن الجميل، والذي سمي الشارع بهذا الاسم نسبة إليه، فما إن تقترب من المحل وتطأه قدماك إلا وتشعر بأنك قد أقدمت على عالم آخر ملئ بأصول الفن وتراث مجتمع تربى عليه أجيال سطر كُتب التاريخ مجدهم، وأصبحوا رمز من رموز مصرنا الحبيبة.

 

اقرأ أيضا :- مذبحة كفر الدوار.. المتهم يفلت من عقوبة الإعدام لهذا السبب

 

 

 يروي "خالد يونس "، صاحب أقدم محل بيع شرائط كاسيت بمحافظة البحيرة، تفاصيل قصة المهنة التي انقرضت وانقرض معها الزمن الجميل بعد غزو المهرجانات علينا وأصبحت تهدد الأجيال القادمة، بعد غياب أصول الفن والثقافة.

 

يقول "خالد"، إنه بعد انقراض صناعة الشرائط، اختفت أصول الطرب الأصيل وبدأ جيل جديد يطفو على الساحة ظل ينحدر حتى تم استقبال المهرجانات التي تحولت إلى ثوب جديد من الأغاني ذات الإيقاع السريع المثير لدى الشباب إلى رسائل موجهة بألفاظ تحث الأجيال على العنف والقتل والتخلي عن عادات وتقاليد المجتمع المصري الأصيل.

 

ويوضح صاحب أقدم محل بيع شرائط كاسيت، أنه يعمل في تلك المهنة منذ أكثر ٥٠ عاما، لافتًا إلى أنه بدأ العمل في تلك المهنة بسبب عشقه إلى الأغاني المصرية الأصيلة والرغبة في تعلم اللغة الإنجليزية من الأغاني الأجنبية، مضيفًا أنه بعد ذلك تحول الحلم إلى واقع عندما بدأ الخوض في هذا المجال والعمل في مجال شرائط الكاسيت الذي تتنوع زبائنه، فمنهم العاشق الولهان ومنهم الهاوي فقط ومنهم من يريد أن يروي عطش يومه بالفن الأصيل.

 

ويشير إلى أن انحدار الفن في هذه الأيام يرجع إلى ذوق المواطن الذي جعل أصحاب الشركات تتجه إلي صناعة فن يصنع جيل بعيد كل البعد عن أصول المجتمع المصري، قائلًا: "ما لزماننا عيب سوانا ونهجو  ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا"، متابعا أن العيب ليس في الزمن ولكن العيب فينا، مؤكدًا أنه يجب علينا التصدي لهذا النوع من الأغاني التي تسيء للفن المصري الذي يتسم بين دول العالم بالرقى والأصالة.

 

ويؤكد "خالد"، أنه من الغير ممكن العودة بالزمن إلى الوراء كي نعيد أيام زمن الفن الجميل الذي كان يقدم محتوى راق يؤثر في ثقافة المستمع فينعكس على سلوكه نحو الآخر، ولكن رغم ذلك تظل نقابة المهن الموسيقية تسعى للارتقاء بالذوق العام الذي تأثر بأغاني المهرجانات، وتقليل انتشار الأنواع التي تستهدف بث عادات وتقاليد غريبة عن المجتمع المصري.