تأخير صلاة العصر إلى آخر ساعة قبل المغرب ، لعله من الأفعال الشائعة في الآونة الأخيرة، وحيث إن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى التي ورد الحث على المحافظة عليها في القرآن الكريم والسُنة النبوية المشرفة، فإن تلك الأهمية لها تطرح سؤال حول حكم تأخير صلاة العصر عن وقتها أو تأخير صلاة العصر إلى آخر ساعة قبل المغرب، خاصة وأن صلاة العصر هي إحدى الصلوات الخمس اليومية، حيث فرض الله سبحانه وتعالى علينا خمسَ صلواتٍ في اليوم والليلة، ولكلّ صلاةٍ من هذه الصلوات وقتها الخاص وعدد ركعات مختلفٍ عن الصلوات الأُخرى من حيث اقترانها بسُنة أم لا.
وقد كانت فرضيّة الصلوات في أساسها لتحقيق العبادة، فالصلاة أم العبادات، قال تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ»، ولعل صلاة العصر تلك الصلاة الوسطى لها مكانة خاصة، حيث ورد الحث بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة، وصلاة العصر والفجر هي الصلوات الوسطى.
تأخير صلاة العصر إلى آخر ساعة قبل المغرب
تأخير صلاة العصر إلى آخر ساعة قبل المغرب ، فيما يتعلق بتأخير صلاة العصر عن موعدها، فإن ذلك من الأعمال المنكرة المخافة لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، التي يأثم فاعلها، لذا فإن على من قام بذلك لغير سبب أو علة شرعية المبادرة في طلب المغفرة والعفو من الله تعالى، مع المداومة على أدائها في وقتها بعد ذلك، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله».
أمور منهي عنها في صلاة العصر
أمور منهي عنها في صلاة العصر ، جاء النهي عن الصلاة بعد صلاة العصر، وحتى غروب الشمس، وذلك فيما أورده أهل العلم، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يتعلق بالصلوات التي لها سبب شرعي؛ كصلاة تحية دخول المسجد، فهناك اختلاف فيها؛ حيث ذهب بعضهم إلى كراهتها، في حين ذهب البعض الآخر إلى جواز فعلها والقيام بها، هذا وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا»، وهو من الأحاديث الحسنة وفق بعض أهل العلم.