الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نفسنا نجهز شقتنا ونلف العالم مع بعض .. محمد وفاطمة قصة حب وتحدى .. شاهد

محمد عبد الفتاح وفاطمة
محمد عبد الفتاح وفاطمة السروي

على كرسيه المتحرك يجلس محمد عبد الفتاح بعزيمة وإصرار لتحقيق كل ما يتمنى بعدما تعرض لحادث أليم أصيب على إثره بشلل نصفي، أعقبها نصائح من الأطباء بعدم العودة إلى العمل مجددًا، لكنه فعل العكس إيمانًا منه بقدراته الجسدية والعقلية.

ويكشف محمد كواليس حادثته الأليمة لـ " صدى البلد" قائلًا: "كنت أقود السيارة بسرعة كبيرة فإذا بالإطار ينفجر، وتنقلب بي السيارة، ويتم نقلي إلى المستشفى على الفور، وتبين إصابتي بتهتك في الحبل الشوكي، وكسر في الفقرتين الرابعة والخامسة، مما نتج إصابتي الحالية".

وتحدى صاحب الـ 26 عامًا نفسه لأنه لا يريد قضاء بقية حياته في عزلة دون تحقيق إنجاز حقيقي يشعره بقيمة الحياة، فقرر العودة من جديد إلى عمله بمساعدة أخيه، وصاحب العمل، ومدربه السابق، حيث كانوا جميعًا سندًا له. 

و لم يكن الشاب العشريني على علم بأنه سيقابل شريكة حياته وحب عمره وسنده الدائم في الحياة فاطمة السروي صاحبة الـ 28 عامًا بوجهها البشوش وتفكيرها المختلف وتحديها لكل ما هو تقليدي.


وفي ابتسامة حافلة بالحب لزوجها تروى فاطمة قصة تعرفها بمحمد قائلةً: "حبنا للرياضة وممارستها هو بداية معرفتنا ببعضنا البعض، فمحمد درس نظم ومعلومات، لكنه منذ السادسة عشر من عمره يمارس رياضة كمال الأجسام، وأنا أيضًا درست الصحافة والإعلام وعملت بالمجال لعشر سنوات، لكن في النهاية أكملت مسيرتي فيما أحب". 

وكان الدافع الرئيسي لممارسة الشابة العشرينية رياضة كمال الأجسام فقدان الأمل في إيجاد فارس أحلامها، فقررت بناء على ذلك أن تكون كتلة عضلية وجسمانية تساندها عندما تصبح عجوزًا. 

وعندما رأت فاطمة زوجها محمد أحبته من النظرة الأولى " أول ما شوفت محمد حسيت بشيء مش عادي، وحبيته من أول نظرة، وكان وقتها متدرب معي، لكن بدأ التعامل بشكل مباشر لما أصبح مدرب لي، لاحظت تفكيره المختلف، فكان يشجعني لأصبح رياضية قوية، وبمرور وقت قصير تأكد لي حبي له، فصارحته على الفور". 

وتشير فاطمة إلى أن التركيز المجتمعي في مسألة الزواج يبني على الإمكانيات الظاهرية للعريس من مادة وغير ذلك ، ولا ينظر أحد إلى الإمكانيات الإنسانية ولا التحديات التي يستطيع مواجهتها " لما أكون مع شخصية قوية بالمواصفات دي أقدر أتحدى وأتغلب على أي شيء". 


وتزوجا الحبيبين خلال مدة لم تتجاوز الأسبوع، حيث تحديا كل الظروف والمقاييس السائدة في حالة من الحب والبهجة، فتم كتب الكتاب وعمل فوتوسيشن الزواج  بعد أسبوع فقط من اتخاذهم القرار وعدم معارضة الأهل. 

" ما كنتش عايشة قبله، أنا اللي صارحته الأول بحبي وإننا نتجوز قبل ما نستكمل تجهيز نفسنا، وقررنا نكتب الكتاب، لأن ذلك سيوفر لنا الدعم النفسي، وأول ما صارحته لقيته حاسس المشاعر، ومتحفظ لظروفه الصحية، ثم عرضت عليه الجواز، لأن كل واحد فينا واجه في حياته اللي أصعب من كدا، فنقدر نطور نفسنا ونجهز شقتنا ونلف العالم مع بعض"، تلك الكلمات التي لفظتها فاطمة للتعبير عن حبها لشريكها محمد

وتختتم فاطمة: "ربنا يخليه ليه، وبقدرته على التحدى هيعمل حاجات محدش هيصدقها، ويرد الزوج: " أنت هدية من ربنا، اللي حصلي في حياتي أكيد علشان أقابلك، بحبك جدًا".