من البداية للنهاية.. القصة الكاملة لإنشاء مجمع المصرية لتكرير البترول بمسطرد

وفيما يلي يسرد "صدى البلد"  تفاصيل رحلة "المصرية للتكرير" منذ إن كان فكرة وحتى الافتتاح اليوم:

أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته اليوم بالإفتتاح إلى شرارة بداية المشروع، والتي كانت قبل 10 سنوات، حينما أوضح أن الأحداث التي مرت بها البلاد أرجأت التنفيذ كل تلك المدة، وفي عام 2012 أعلنت شركة القلعة المالكة للمشروع أن الشركة المصرية للتكرير حصلت على كافة الموافقات التنظيمية والبيئية اللازمة لبدء المشروع.

اقرأ أيضا:

وفي يونيو 2012 أعلنت الشركة أن الهيئة المصرية العامة للبترول وقعت عقدا لشراء إنتاجها من السولار لمدة 25 عاما بالأسعار العالمية ويشمل العقد "الذي وقع حينها" بيع نحو 2ر3 مليون طن من السولار المطابق للمواصفات الأوروبية وذلك لتقليص واردات مصر من السولار بأكثر من 50% سنويا وأيضا تقليل فاتورة واردات الوقود والعمل على توفير أكثر من 300 مليون دولار سنويا لخزانة الدولة بشكل مباشر باستخدام أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الصناعة.

وعقب ذلك وجهت الحكومة خطاب طمأنة إلي البنوك ومؤسسات التمويل المقرضة للمشروع علي أن تقوم الحكومة بدفع التعويضات اللازمة طبقا للقانون المصري في حالة قيامها بتأميم المشروع أو نزع ملكيته وأن يتم إخطار الشركة بهذه الموافقة.

التمويل 

وفيما يخص التمويل بدأ بحلول عام 2016 بتكلفة استثمارية تصل إلى 3.7 مليار دولار تتضمن حزمة قروض بقيمة 6ر2 مليار دولار يشارك فيها عدد من المؤسسات المالية العالمية وإستثمارات رأسمالية بقيمة 1.1 مليار دولار ولكنها تطورت لتصل وقت الافتتاح اليوم إلى 4.3 مليار دولار، وتساهم الهيئة العامة للبترول في رأسمال المشروع بـ 270 مليون دولار إلى جانب مؤسسات مصرية وخليجية ودولية.

 

فوائد المشروع

أنشئ المشروع بعدة أهداف وليس مجال الصناعات البترولية فقط، حيث يساعد في تطوير الأداء البيئي فى مصر وتحسين هواء القاهرة الكبرى عبر وقف انبعاث 186 ألف طن سنويا من غاز ثانى أكسيد الكبريت وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 29.1 % من إجمالي انبعاثات ثاني اكسيد الكبريت فى مصر والناتج من احتراق مادة الكبريت التي تدخل فى مكونات السولار والمازوت.

كما هدف لتنفيذ عدد من المشروعات ذات التأثير الاجتماعي الإيجابي في منطقة مسطرد منها شركة للمقاولات توفر 10 آلاف فرصة عمل مختلفة أثناء مراحل الإنشاء، كما أن المشروع سيوفر أكثر من 700 وظيفة دائمة عند التشغيل.

وفي مجال التعليم والتكنولوجيا خرجت علينا الشركة في أكتوبر 2016 بتجربة فريدة من نوعها وأطلقت مبادرة تعليمية تحت اسم "مستقبلي" بهدف تزويد أبناء المجتمع المحلي بفرص استكمال التعليم العالي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، سعيًا لتوفير فرص التعليم المتكافئة التي لا يحظى بها أبناء المنطقة واشتملت الدفعة السنوية الأولى من برنامج المنح الدراسية على 6 مستفيدين من الخريجين المتفوقين من المدارس الحكومية، حيث من المقرر أن يلتحق طالب واحد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، في حين سيستكمل خمسة طلاب دراستهم في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، علمًا بأن الشركة المصرية للتكرير ستتكفل بالتمويل الكامل للمنح الدراسية.

كما تم إطلاق برنامج جديد ضمن مبادرة "مستقبلي" نهدف إلى منح 30 معلما بمرحلة الحضانة والتعليم الابتدائي بفرصة المشاركة ببرنامج "التعليم المبكر" (CELE)، وهي دبلومة احترافية مصممة خصيصًا لتثقيفهم حول كيفية تعليم الأطفال سواء في الفصول الدراسية أو المنازل.

كما افتتحت الشركة مدرسة أحمد عرابي في منطقة عرب الطاويلة بمسطرد عقب اكتمال مبادرة إعادة تأهيل المدرسة والتي شارك في تنفيذها 32 فردًا من أبناء المجتمع المحلي، واستهدفت تجديد كافة المباني والفصول ودورات المياه الخاصة بالمدرسة، فضلًا عن استبدال كافة المستلزمات الدراسية من مكاتب ومقاعد ومفروشات مكتبية للفصول وغرف المعلمين.

ومن ناحية أخرى قامت الشركة بالتعاون مع أبناء المجتمع المحلي بتقييم المهارات المتاحة ورصد اهتمامات واحتياجات المجتمع، حيث قامت الشركة بإنشاء مراكز للتنمية المجتمعية وقد أثمر ذلك عن تدريب 950 مواطنا من بينهم 215 سيدة على أعمال اللحام والكهرباء والخراطة والميكانيكا وصيانة الهواتف المحمولة والخياطة والكمبيوتر وقدمت برنامج تدريبي لتنمية المهارات الأساسية والفنية، مما أثمر عن تدريب 254 مواطنا على مجموعة من المهارات الهامة مثل كتابة السيرة الذاتية واستخدام الكمبيوتر.

خطوات الانتهاء من المشروع

مر المشروع بمراحل عديدة أثناء الإنشاء، فبحسب رئيس مجلس إدارة الشركة في سبتمبر 2012 تم عن الانتهاء من التصميمات الهندسية لمشروع بناء مصفاة نفط جديدة فى مصر، وتم الانتهاء من حفر بكمية 36853 متر مكعب وصب 1071 متر مكعب من أعمال الخرسانة المسلحة للقواعد بالإضافة الى إنجاز 34%، من أعمال معالجة التربة و 86.13 % من أعمال ما تحت الأرض والاستعداد لتركيب الهياكل المعدنية، والانتهاء أيضا من 96.69% من أعمال التصميمات الهندسية للمشروع.

وتم الانتهاء من أعمال التصميمات الرئيسية والانتهاء أيضا من 58.81% من أعمال التوريدات بترسية المعدات الثقيلة والرئيسية للموردين ووصول شحنات من المعدات الثقيلة لميناء الأدبية بالسويس بالإضافة إلى استلام بعض معدات المشروع بمستودعات الشركة في مسطرد ويجرى تصنيع شحن باقي المعدات من دول المنشأ المختلفة وذلك في 2015. 

وفي فبراير 2018 أعلنت الشركة أنه تم الانتهاء من 96.5% من مشروع الشركة المصرية للتكرير مشيرا إلى أنه سيتم الانتهاء من تنفيذ كامل إنشاءات المشروع خلال شهر يونيو من نفس العام وأن بداية الإنتاج ستكون قبل نهايته، وتم التشغيل التجريبي النهائي للمشروع في مايو 2020 بحضور وزير البترول الدكتور طارق الملا.

وبعد مرور المشروع بكل تلك المراحل فقد ارتفعت التكلفة الاستثمارية له نظرا لطول المدة الزمنية والتي زادت 22.5 شهر عن التقدير الأصلي وهذا ما قاله العضو المنتدب للشركة محمد سعد و مصطفى الرملى الرئيس التنفيذي للشئون المالية للشركة، وتم افتتاحها اليوم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ليأكد على دور مصر الريادي في انتاج البترول وحرصها على افتتاح المشروعات التى تدعم زيادة الإنتاج وتقليل الواردات وتوفير المخزون المحلي.