الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أطول شقيقين في مصر يحلمان بعلاج وحياة كريمة.. فيديو

أطول شقيقين في مصر
أطول شقيقين في مصر

معاناة حقيقة يعيشها أطول شقيقين في مصر.. محمد شحاتة عبد الجواد صاحب الـ34 عامًا وشقيقته هدى ذات الـ28 عامًا خلال سنوات طوال يبحثان فيها عن علاج ومتطلبات لحياة كريمة وسط ظهور إعلامي متكرر دون نتيجة ملموسة سئما خلالها الشقيقين من الحياة ويشعران بأن مأساتهم أشبه بالجحيم.

يعاني الشقيقان من خلل فى الغدة النخامية والوظائف الهرمونية مما تسبب لهما في طول مفرط وضخامة في الجسد والصوت، إضافة إلى الآلام متكررة بالرأس والظهر والقدم، فلا يقدران على القيام بأعمال شاقة.

يروى محمد الذي يبلغ طوله 248 سم لـ"صدى البلد" معاناته قائلًا: " بدأت الاحظ الزيادة المفرطة في طولي وحجم جسمي وأنا عندي 12 سنة، وأول شيء شوفته تنمر الناس عليه "تريقة من الكبار والصغار ورمي بالطوب وكلام مؤذي نفسيًا" فقررت إني مش هكمل تعليمي زي ما كنت عاوز، واكتفيت بالإلتحاق بمعهد قراءات بالأزهر الشريف، لأني كنت متفوق وحرام أسيب دراستي، خاصة بعد تكريمي من شيخ الأزهر الشريف وقتها الشيخ محمد سيد طنطاوي لحفظي القرآن في سن صغير".

توضح شقيقته هدى التي يبلغ طولها 240 سم، معانها أيضًا قائلة:" سبت التعليم وأنا في ابتدائي بسبب تريقة أستاذي علي وصديقاتي و كل حد غريب يدخل المدرسة، فقررت أقعد في البيت؛ لأن نفسيتي تعبت جدًا أنا واخويه، وكنا دايمًا بترجع البيت معيطين، ومعاناتنا زادت مع وفاة والدي فزاد الحمل على أمي وأخونا الصغير".


مواقف كثيرة تؤذي نفسية هدى ومحمد عند خروجهما من البيت، فمن الناس من يتنمر عليهم بالقول والنظرات معًا، كما يرميهما الأطفال بحجارة  أو يهربون خوفًا منهم، إضافة إلى من يصورهم بهاتفه خفية بهدف الاستهزاء، فهذا ما يفعله كثير من الناس معهما.

لكن معاناتهم الحقيقة تظهر في صعوبة تنقلهم، فطولهم وحجمهم لا يتناسب مع الموصلات العامة خاصةً المستخدمة في قريتهم عزبة أمين باشا، التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، فلا يمكنهم ركوب أي مواصلة سوى عربية نصف أو ربع نقل من الخلف.

لبيت صغير جدًا وغير مناسب لطولنا، وايدنيا بتقطع كل شوية من المراوح، إضافة إلى أن السرير مش بيأخد أي حد فينا، فبنام على الأرض ، كما نضطر إلى السفر لتخيط ملابسنا، وعلى الأقل تأخذ الجلابية أو الفستان 6 أمتار، فيما يبلغ مقاس حذاء رجلي 60، وهدى  50، وتكلفته غالية جدًا علينا، فقد تصل إلى 700 جنيه، ولا يقبل أي أحد تصنيعها"، بهذا الكلمات وصف محمد وهدى معاناتهم داخل البيت.

مصدر رزق محمد وشقيقته وعائلتهم 1000 جنيه فقط من التأمينات الاجتماعية، حاصل جمع معاش والدته ومعاش تكافل له، إضافة إلى عمل أخيه الوحيد الصغير في وقت سابق، إلى أن توقف عن العمل منذ أكثر من سنة بسبب إصابته بغضروف الظهر وعدم توافر المال لعلاجه.

سعى محمد للعمل بعد حصوله على شهادة الإعفاء من آداء الخدمة العسكرية سبتمبر 2009، كونه غير لائق من الناحية الطبية، وبعد معاناة حصل على شهادة التأهيل للعمل ضمن نسبة الـ 5% إعاقة، لكنها كانت ورقة مضافة لسجل شهادات مرضه "محدش رضى يشغلنى بيها ولفيت على الدنيا كلها أقول أنا من الـ 5%، لكن بدون مساعدة".

حالة الشقيقين كل يوم في تطور بسبب غلاء الأدوية التي تقلل من نشاط الغدة لديهم، إضافة إلى معانهم من مشاكل صحية أخرى، ويناشدا المسؤولين والقادرين على توفير العلاج المناسب لحالاتهم، ووسيلة موصلات تناسب طوالهم، إضافة إلى فرصة عمل تضمن لهما حياة كريمة وشراء بعض الاحتياجات التي تعينهم في حياتهم كغسالة وشاشة تلفزيوني وثلاجة وموبيل حديث.   

ولفت الشقيقان إلى تواصل  الدكتور محمود غراب محافظ الشرقية معهم منذ سنة لتوفير وحدة سكنية  من الوحدات المخصصة للفئات الأولى بالرعاية، لكنها لا تناسب حالاتهم - 42 متر فقط- ومساحة الحمام فيها نصف متر، مختتمين: "المحافظ قال إننا كنا رايحين نبيعها، لكن هو احنا هنلاقي سكن لينا ملك وأول مرة رايحين نشوفه هنبيعه!".