الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«وداد».. حكاية فيلم شهد أول ظهور لـ أم كلثوم على الشاشة .. ومؤامرة أدت لتدخل خبير ألماني لإخراجه

أم كلثوم
أم كلثوم

في العاشر من فبراير عام 1936، صدر أول أفلام أم كلثوم وهو فيلم بعنوان "وداد"؛ وإلى جانب كونه أول ظهور لـ كوكب الشرق على الشاشة، فهو أيضًا أول فيلم صُور في "ستوديو مصر"، وقد ألف الشاعر أحمد رامي القصة والحوار، في حين قام المخرج أحمد بدرخان، وهو من رواد السينما الأوائل في مصر، بإعداد سيناريو الفيلم.

ستوديو مصر:
تحدث الناقد الفني سعد الدين توفيق عن تجربة فيلم "وداد" في كتاب له بعنوان "قصة السينما في مصر"، وذلك في إطار تسليطه الضوء على دور "ستوديو مصر" في تاريخ وتطور السينما، مشيرا إلى أن "مرحلة ستوديو مصر" كانت من أهم مراحل تطور الفيلم المصري خلال الفترة ما بين عامي 1936 و1944.

وأوضح أنه كان بمثابة "مدرسة جديدة في السينما المصرية نقلت الفيلم المصري خطوات واسعة إلى الأمام"، ومن أهم الأسباب وراء ذلك أنه كان أول ستوديو للسينما في البلاد مجهزًا بشكل كامل، بالإضافة إلى أن شركة مصر للتمثيل والسينما، وهي الشركة المالكة له، عمدت قبل إنشائه إلى إرسال وفد من الشباب محبي السينما لدراسة هذا الفن في أوربا بهدف إعداد فريق من الكوادر، وكان من ضمنهم أحمد بدرخان الذي درس الإخراج في فرنسا، كما استعانت الشركة بخبراء أجانب للإشراف على إدارة الاستوديو.


فيلم وداد:
وبالنسبة إلى فيلم "وداد" وهو أول فيلم صُور في ستوديو مصر، كان من المفترض في البداية أن يتولى أحمد بدرخان إخراجه إلى جانب قيامه بإعداد السيناريو الخاص به، لكن الخبراء الأجانب الذين كانوا مسئولين عن الإشراف على الإدارة الفنية لاستوديو مصر وقفوا في وجهه.

وأرجع الكاتب سعد الدين توفيق السبب وراء ذلك إلى أن الخبراء الأجانب كانوا يدركون أنه في حال أتيحت الفرصة للفنانين المصريين الشباب كي يظهروا موهبتهم وقدراتهم، فإن تلك الخطوة يمكن أن تشكل تهديدًا لبقائهم واستمرار سيطرتهم على الاستوديو، وأضاف أن "مؤامرتهم" أدت إلى سحب أول أفلام ستوديو مصر من بدرخان وإسناد إخراجه إلى الخبير الألماني فريتز كرامب.

وقام بالأدوار الرئيسية في الفيلم عدد من ممثلي المسرح المعروفين في تلك الفترة من بينهم أحمد علام ومختار عثمان بالإضافة إلى محمود المليجي وكوكا.

وأكد سعد الدين توفيق أن الفيلم كشف بعد عرضه عن أن كرامب ليس مخرجًا، إذا أن حركة الكاميرا كانت "بدائية" كما كانت مشاهد الفيلم "بطيئة ومملة"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن ذلك الفيلم كان أول فيلم مصري يُعرض في مهرجان دولي للسينما وهو مهرجان البندقية عام 1936، مضيفًا أنه حقق نجاحًا تجاريًا، الأمر الذي شجع أم كلثوم على الظهور في أفلام أخرى منها على سبيل المثال "نشيد الأمل" و"دنانير"، وهما من إخراج أحمد بدرخان.