الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عجوز تواجه ظروف المعيشة بصنع مقاطف الخوص: أعمل به ليغنينى عن سؤال الناس ..شاهد

العجوز مع مراسل صدى
العجوز مع مراسل صدى البلد

معيشتها وسط أشجار النخيل، التي كانت ملاذًا لها أيام حرارة الصيف القاسية لتستظل بظلالها من حرارة الشمس القاسية، و تأكل من خيرها، كان ملاذا لها بعد الله في شيخوختها ليغنيها عن سؤال الناس، وتستر بها عن أعين المارة أثناء عملها فى صناعة المقاطف و المكانس بقنا.


رغم سنوات عمرها التى تقارب السبعين عامًا، إلا أن باتعه على خليل، المقيمة فى قرية الحلة بمركز قوص، تقضى يومها من بعد الفجر حتى آذان المغرب، وسط أشجار النخيل، تتفنن فى صناعة مقاطف من خوص النخيل، ومكاني من بقايا النخيل، تعينها على مواجهة أعباء المعيشة.


صعوبة المعيشة وقسوتها لم يسرق منها ابتسامتها ترضاها بقدرها، فكلمة الحمد لله لا تغيب عن كلماتها عن الحياة ومتاعبها، و زوجها الذى تركها تعانى تربية ثلاث فتيات منذ أعوام بعيدة قبل أن يتوفاه الله، رافعة يديها إلى السماء دائما هنا أبويا و أمى و أهلى، فهو الذى يرعانى ويحفظنى أنا وبناتى.


قالت باتعة على خليل، ٧٠ عامًا، منذ صغرى و أنا موجودة بين أشجار النخيل مع أهلى وبعد زواجى انتقلت فى وسط القرية للعيش مع زوجى لكن بعد إنجاب ثلاثة فتيات حدث خلاف وانفصال قبل أن يتوفى إلى رحمة الله، فعدت مرة أخرى للعيش وسط النخيل، لكن هذه المرة للعمل وليس اللعب بخوص النخيل كما كنت أعمل و أنا صغيرة.


و تابعت خليل، عملت فى صناعة المقاطف و المكانس ومنتجات بسيطة من خوص النخيل و مخلفاته، حتى أتمكن من الإنفاق على بناتى و شقيقتى التى تعيش معنا داخل غرفة واحدة فى بيت قديم، لأن المعاش الذى أتقاضاه لا يكفى وحده للإنفاق على أسرة كاملة.


واستطردت خليل، ميزة العمل فى صناعة المقاطف أنها لا تتطلب مجهود كبير فى القيام و الحركة، فنجلتى تتولى وضع أكوام كبيرة من الخوص حولى بعد رشها بالمياه، و أتولى أنا بعد ذلك صفها و صناعتها بطريقة اعتدت عليها منذ الصغر، حتى تكتمل صناعة المقطف أو أى منتج آخر يطلبه المشتري.


أضافت، عندما كنا صغارًا كنا نصنع أشكالًا من الخوص بغرض اللعب و التسلية، لكن بعدما كبرنا و زادت الأعباء المعيشية، و أصبحت مسئولة عن بناتى الأيتام، كان لابد من البحث عن مصدر رزق مستديم، ولم أجد أفضل من خوص النخيل، لكى أعمل به، فقد ولدت و تربيت بين أشجار النخيل، التى كانت ومازالت أحن علينا من الناس و الأهل.


وأشارت خليل، إلى أن صناعة المقطف الواحد قد يستمر معها لمدة يومين فى بعض الأحيان، و بعد هذا العناء يأتى التاجر ليشترى المقطف بـ خمسة جنيهات، و يبيعه كيفما يشاء، حيث يتوقف ذلك على ظروفها الصحية وقدرتها على الجلوس لفترات طويلة فى صنع المقاطف أو المكانس.


اقرأ أيضًا :

بالاسماء .. إصابة ٥ أشخاص فى تصادم سيارتين بنجع حمادى

كركبة ألوان.. معرض للفنون التشكيلية بقصر ثقافة قنا .. شاهد