الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعظيم سلام لصديقتي الفولاذية


تساءلت دومًا عن كم القوة التي تحتاجها أي امرأة لتواجه عدوا شرسا، لا تراه، ولا تعلم لما ولا كيف اختارها هي دون سواها لتهاجم خلاياه الخبيثة جسدها في ساعة غير متوقعة من العمر.. ودون سابق إنذار، ولا نية مبيتة للنضال،.. تجد نفسها متورطة في حرب ضارية، وكلها أمل ورجاء أن يحقق برتوكول العلاج النتائج المرجوة وتحظى بالشفاء .. هل يقاس انتصارها في تلك المعركة بمقدار شجاعتها.. جراءتها.. دعم ناسها وأهلها.. أم وجود رجل كان ولايزال نعم الحبيب والسند الذي يقف بجانبها، وبكل ما أوتي من عشق يحتوي أوجاعها؟!.. أقول هذا الكلام قبل أن تنتهي ال 31يوم الوردية  أو بمعنى أدق "أكتوبر" وهو الشهر الذي أتخذه العالم للتوعية بسرطان الثدي..

ورغم أنني كتبت كثيرًا عن المرض اللعين إلا أن ما مررت به مع صديقة عمري على مدار ال 574 يوم الماضية كان أصعب من ألحكي.. الكتابة.. أو حتى القول..

بدأت الحدوتة بكتلة صلبة لاحظتها صديقتي أثناء أجرائها للفحص الذاتي على ثديها، ومعها دخلنا متاهة لانهائية من الفحوصات والتحاليل التي أسفرت عن نتيجة صادمة!.. قدر صحي لا استطيع استيعابه، فإذا كان هذا هو حالي،.. فما بالكم بحالها خاصة أنها تخشى البنج ولا تقوى على سماع كلمة "جراحة"!.. 

المهم،.. تماسكت ورافقتها في محنتها، فكانت هي أكثر مني تماسكًا بأيمانها وثقتها في المولى عز وجل حتى أنها فوضت أمرها إليه وبمنتهى الرضا تقبلت قضاء الله وداخلها ثقة ويقين برحمته.. بدأت رحلة العلاج بجراحة لاستئصال الورم السرطاني، أعقبها جلسات كيماوي وما أدراكم بعذاب هذا الكيماوي، حتى أنني كلما سألتها عن تبعاته أجابت " معركة داخلية تسري بدمائي وكأن نار حارقة وبراكين تنفجر يصعب وصفها، وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل وانعكس على ملامح وجهي، شعري، وكلي".. وما أن أنهينا جلساته حتى دخلنا معركة جديدة تسمى "إشعاعي"، والذي لا تقل عذاباته عن سابقه.. 

وبعد شهور طوال من المعاناة هزمت صديقتي المرض الخبيث.. نعم.. هزمته بحسن ثقتها في الله سبحانه وتعالى.. وهنا أدركت أن قوة المرأة تكمن في درجة إيمانها، فتعظيم سلام لصديقتي وكل امرأة واجهت مخاوفها وقاتلت السرطان بصلابة وقوة فولاذية...

 وأنصح كل سيدة ألا تضيع فرصة للاطمئنان على صحتها، فالكشف المبكر عن سرطان الثدي يحقق نسب شفاء تصل لأكثر من 95% كما أن 60% من الحالات المكتشفة  في المرحلة الأولى لا تحتاج لعلاج كيماوي وفقًا لتأكيدات وزارة الصحة والسكان.. 

 وبعد كل ما عايشته من أوجاع المصابات بهذا المرض اللعين ،.. كان لزامًا أن أتقدم بأسمى معاني الشكر والتقدير لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على مبادرة سيادته لدعم صحة المرأة، والتي تستهدف نحو 28مليون سيدة على مستوى الجمهورية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه مجانًا  بدءً من سن 18 عام، وغيره من الأمراض المزمنة كالسكر، الضغط، والسمنة.. دمت سندًا لنساء مصر..

          

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط