الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تدهور الرئة سريعا.. مجدي بدران يكشف عن تأثير كورونا على مرضى السكري

نأثير فيروس كورونا
نأثير فيروس كورونا على السكري

يحتفل العالم اليوم في الـ 14 من نوفمبر بـ اليوم العالمي للسكري، وعيد ميلاد السير فريدريك بانتينج ، الذي شارك في اكتشاف الإنسولين مع تشارلز بيست في عام 1922. أصبح اليوم العالمي للسكري يومًا رسميًا للأمم المتحدة في عام 2006 مع صدور قرار الأمم المتحدة 61/225. 

 عالميًا ، هناك 463 مليون بالغ يتعايشون مع مرض السكري،  ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص المصابين بداء السكري إلى 578 مليون بحلول عام 2030 .


ومن أهداف اليوم العالمي: رفع مستوى الوعي حول تأثير داء السكري على المجتمع، وتشجيع التشخيص المبكر، ودعم المتضررين، و التوعية بطرق الوقاية من داء السكري أو تأخير ظهوره من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني، و تعزيز دور الأسرة في التثقيف الصحي في علاج داء السكري، و الوقاية من مضاعفاته ،وزيادة الوعي حول العلامات التحذيرية للإصابة به. 

وقدم دكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أبرز المضاعفات التي يمكن أن يمر بها مرضى السكري عند الإصابة بكورونا.

أبحاث مرض السكر فى عام 2020 بلغت حتى الآن 19080  بحثًا ، و  قد بلغت أبحاث مرض السكر و الكورونا كوفيد-19 فى عام 2020 حتى الآن 1088 بحثًا ، و بلغت أبحاث مرض السكر و الكورونا كوفيد-19 والالتهاب الرئوى فى عام 2020 حتى الآن 834   بحثًا.
السكرى والكورونا 

مرضى السكرى المصابون بالكورونا يعانون مضاعفات أعلى من غيرهم خاصة  : 
الإصابة بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة ، واضطرابات القلب والأوعية الدموية المصاحبة ، واحتشاء عضلة القلب  ، والتهاب عضلة القلب ، وفشل القلب  ، وعدم انتظام ضربات القلب، بالإضافة إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والفشل الكلوي، قد تتطور هذه المضاعفات مع فشل العديد من الأعضاء.  
ومرضى السكرى المصابون بالكورونا غالبًا ما يحتاجون مراقبة مستمرة للجلوكوز لضمان التمثيل الغذائي المستقر، و الاحتجاز فى وحدات العناية المركزة. 
كما يؤدي التقدم في السن ،و وجود داء السكري، وارتفاع ضغط الدم ،والسمنة إلى زيادة أخطار مرض كوفيد-19 ، السكرى زاد من مضاعفات الكورونا 

وفى الصين كان خطر الوفاة فى المصابين بالكورونا ومرضى السكري 7.3٪ ، وهو أعلى بكثير مقارنة بـأقل من 1٪  للأفراد المصابين بالكورونا دون أمراض مصاحبة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والحالات المزمنة الأخرى ، مما يشير إلى أن الأشخاص المصابين بمرض السكري يمثلون فئة سكانية عالية الخطورة. 

وجد أن مرض السكري مرتبط بزيادة معدل وفيات الكورونا بمقدار 2.12 ضعفًا ، وزيادة في حالات كوفيد-19 الشديدة 2.4 مرة ، وزيادة في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة 4.6 مرة ، وزيادة في تطور المرض من حالة خفيفة إلى مراحل أكثر شدة قدرها 3.3 ضعفًا. 

في إيطاليا كان مرض السكري ثاني أكثر الأمراض المصاحبة شيوعًا (30٪) بعد ارتفاع ضغط الدم (67٪) لدى أولئك الذين ماتوا بسبب  كوفيد-19.

فى مستشفيات إنجلترا كان ربع الأشخاص الذين توفوا بسبب فيروس كورونا المستجد في مستشفيات إنجلترا مصابين بمرض السكري ، وتم التأكد من زيادة السكرى لمعدلات الاعتلال والوفيات من الكورونا في فرنسا وأسبانيا ودول أخرى في جميع أنحاء أوروبا، و في بلدان أخرى مثل الهند والمكسيك والبرازيل والولايات المتحدة ، تم التأكد من أن  مرض السكري وحده أو بالاقتران مع الأمراض المشتركة المتكررة معه مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية كعوامل رئيسية يزيد من معدلات الاعتلال والوفيات بين الأفراد المصابين بـكوفيد-1919، و معظم البلدان أكدت ذلك أيضاَ.

فى الولايات المتحدة الأمريكية ،بين سكان الولايات المتحدة بشكل عام ، كانت التقديرات الأولية لعام 2018 أن  34.2 مليون شخص من جميع الأعمار ( أو 10.5٪ من سكان الولايات المتحدة ) مصابون بمرض السكري.

كما ارتفعت معدلات الوفيات بسبب مرض السكري في أمريكا منذ عام 2009 وتجاوزت معظم الدول الصناعية الأخرى، وكان مرض السكري بالفعل وباءً بطيئًا، وساهم بدور فعال فى انتشار الكورونا السريع هناك .

ومع زيادة تفشي المرض في الولايات المتحدة ، أظهرت دراسة حكومية جديدة أن ما يقرب من 40 ٪ من الأشخاص الذين ماتوا من فبراير إلى مايو بسبب كوفيد-19  كانوا يعانون من مرض السكري.

حرمت الكورونا مرضى السكرى من المتابعة الدورية فى المستشفيات، وبعد اندلاع جائحة الكورونا كوفيد-19 قللت المستشفيات فى الصين وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية من زيارات مرضى السكرى الاعتيادية ، لتقليل مخاطر انتقال فيروس الكورونا بين المرضى ،والاستعداد لقبول مرضى كوفيد-19. لكن مع إعادة فتح المجتمع ، عاد العديد من الأشخاص المصابين بمرض السكري إلى زيارة المستشفيات ، وإذا بهم يعانون من تدهور السيطرة على نسبة السكر في الدم ، وزادت مضاعفات السكرى بسبب سوء إدارة مرض السكري خلال الأزمة بشكل كبير.

فى جمورية مصر العربية ، ساهمت مبادرة 100 مليون صحة التى سبقت ظهور الكورونا  فى التعرف على مرضى السكر مبكرًا ، ومتابعتهم . 

العلاقة بين مرض السكري وعدوى كوفيد-19 على مستوى المستقبلات
1. متلازمة الخلايا المناعية الكسولة 
2. مرضى داء السكري لديهم قابلية متزايدة للإصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية بما فيها الفيروسات التى تصيب الجهاز التنفسي. إحدى الآليات المسؤولة عن هذا الاستعداد هي متلازمة الخلايا المناعية الكسولة ، والتي تمثل ضعف قدرة خلايا الدم البيضاء المناعية على القيام بعملية البلعمة ، وهى العملية التى تمكن الخلايا المناعية من التهام الميكروبات الغازية، وهذا يتجلى بوضوح فى زيادة الميل للإصابة بعدوى كوفيد-19 فى مرضى السكري

3. اعتلال الأوعية الدقيقة في مرضى السكري، ويؤدي اعتلال الأوعية الدقيقة في مرضى السكري إلى إعاقة امتثال الرئة للتأثير المترتب على تبادل الغازات .
 
4. يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تدهور سريع في وظائف الرئة و المناعة، مع حدوث تغيرات في الجهاز التنفسي لدى مرضى السكري تؤثر على حجم الرئة وسعة الانتشار الرئوي. 

5.لوحظ  زيادة تقارب ارتباط  فيروس الكورونا بالخلايا فى مرضى السكرى  ، و سهولة دخول فيروس كورونا الخلايا ، و قلة قدرة الخلايا على تصفية الفيروس.  

6.تعرض مرضى السكرى المصابون بكوفيد-19 لخطر زيادة فرص حدوث الالتهاب المفرط ،و حدوث عاصفة السيتوكينات .  الفيروسات طفيليات ، ولا يمكن للفيروسات أن تتكاثر بمفردها بل تعتمد على خلايا المضيف لإنتاج الطاقة والتكاثر داخل خلايا المضيف الحى للبقاء على قيد الحياة،وعند الإصابة بالفيروس تضطر الخلية المضيفة إلى إنتاج آلاف النسخ المتطابقة من الفيروس الأصلى بمعدلات كثيرة.عندما يتم تنشيط الخلايا المناعية البلعمية، تبدأ  فى إفراز السيتوكينات وهى مواد كيمائية تنظم المناعة بتركيزات منخفضة، فهى آمنة للجسم وتساعد على حمايته من الفيروسات والبكتيريا، ولكن تنتج بمستويات عالية فى الحالات الشديدة من عدوى فيروس كوفيد-19،وتتطور إلى ما يسمى عاصفة السيتوكينات ، وهى استجابة مناعية مفرطة، تتميز بالحمى واختلال وظيفى متعدد للأعضاء، وتنتقل السيتوكينات الالتهابية بشكل مفرط إلى الدورة الدموية مما يسبب عواصف السيتوكين الجهازية ،والتجلط المنتشر داخل الأوعية الدموية، واعتلال عضلة القلب، والخلل الوظيفى المتعدد الأعضاء، وفى نهاية المطاف فشل الأعضاء المتعدد والوفاة  .يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تفاقم نتيجة العاصفة الخلوية . 

تأثير كوفيد-19 على مرض السكري 
تعمل عدوى كوفيد-19 على تفاقم إجهاد داء السكري عن طريق إطلاق مواد كيمائية ( جلوكورتيكويدات و كاتيكولامينات) في الدورة الدموية، و  تؤدي هذه العوامل إلى تفاقم التحكم في نسبة السكر في الدم وتزيد من مضافات السكرى .
تلوث الهواء 

• هناك دور فاعل لتلوث الهواء والضوضاء في حدوث السمنة وإصابة الإنسان بمرض السكر، الذي يعد من الأمراض المزمنة التي تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يحتل بحلول عام ٢٠٣٠ المرتبة السابعة في الترتيب بين أسباب الوفاة الرئيسية٠هناك أدلة على أن تلوث الهواء المحيط بالإنسان قد يساهم في حدوث السمنة وارتفاع ضغط الدم والنوع الثاني من مرض السكر، الناشئ عن نقص كفاءة الخلايا المصنعة للإنسولين في الجسم، وإن ذلك يعود إلى زيادة الشوارد الحرة نتيجة الملوثات الجوية، حيث يتسبب التعرض لملوثات الهواء لفترات طويلة فى زيادة الإجهاد التأكسدي الذي ينجم عنه نقص مضادات الأكسدة وزيادة الشوارد الحرة، وبالتالي تسقط حماية المواد المضادة للأكسدة عن الخلايا فتصاب بالتلف الناجم عن الشوارد الحرة، وإنه كلما زاد تلوث الهواء زادت مستويات السكر في الدم، والأكثر إثارة للقلق هو أن مستويات الجسيمات الضارة في البيئة ترتبط ارتباطا إيجابيا بمستويات مستوى السكر في الدم.

التوتر والضوضاء
• التوتر المستمر يسبب تدمير خلايا إنتاج الإنسولين، وأن هذا التأثير يبدو مبكرا فى الأعمار الصغيرة، خاصة عند وجود استعداد وراثي لمرض السكر.
• الضوضاء خاصة ضوضاء المواصلات تسهم فى الإصابة بمرض السكر ، وهو أمر غير مستبعد نظرا لما تسببه الضوضاء من توتر وزيادة كيمياء الغضب و تقليل المناعة.

التعايش السلمي مع مرض السكرى
من الأهمية اعتبار السكرى رفيق حياة  ، و يفضل التشخيص المبكر مما يقلل من المضاعفات ويضمن حياة أفضل، والمتابعة الدورية ، والعناية بالقلب والأوعية الدموية ( من خلال السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، والسيطرة على ارتفاع نسبة الدهون فى الدم )، و اتباع نظام غذائي صحي مع الحد من المواد السكرية والدهون المشبّعة و العناية بالكلى، والعين ، والأعصاب ، والقدمين ، والسيطرة على الوزن الزائد والسمنة ، و ممارسة النشاط البدني ، و الرياضة بانتظام ،أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم ، والإقلاع عن التدخين، والبعد عن التوتر، والحصول على قسط وافر من النوم العميق.

للحد من تأثير تلوث الهواء، والوقاية من أثره الضار على الجسم: ينبغى عدم التدخين، والابتعاد عن الأماكن الملوثة ، وتجنب التنقل خلال ساعات العمل المزدحمة، واختيار الطرق الأقل ازدحاما بحركة المرور، و تغطية الأنف بمنديل أو كمامة، ويفضل غسل الأنف والوجه والفم والغرغرة فور توفر أى صنبور ماء  ، وتناول الخضراوات والفاكهة الطازجة لغناها بمضادات الأكسدة ، وكذلك تناول الأغذية الغنية بفيتامين سى لكونها مصادر رائعة لمضادات الأكسدة الطبيعية (مثل الجوافة والكيوي والبروكلي والفلفل الرومي و البرتقال والليمون و الفراولة)، و شرب الماء بوفرة حيث يمكن الجسم من التخلص من السموم بسهولة أكبر.

مرض السكر هو عدم قدرة البنكرياس على إنتاج قدر كاف من الإنسولين أو عدم قدرة الجسم على استعمال الإنسولين الموجود بفاعلية، أو السببين معا ، حيث يمكن الإنسولين الخلايا من امتصاص الجلوكوز من الدم واستعماله لإنتاج الطاقة.

هناك ثلاثة أنواع من مرض السكري الأول منها ينتج فيه جسم المريض القليل من الإنسولين وهذه الفئة تحتاج إلى حقن الإنسولين ، والنوع الثاني يكون الإنسولين موجودا ولا يستطيع المريض استعماله بفعالية ويحتاج هؤلاء المرضى إلى تغير نمط حياتهم ، وإستعمال الدواء عن طريق الفم وأحيانا يحتاجون إلى الإنسولين ، فيما يمثل النوع الثالث "سكر الحمل "، الذي يختفي بعد انتهاء فترة الحمل ويظهر بعد عدة سنوات كالنوع الثاني.
هناك عوامل مساعدة على الإصابة بمرض السكر، كالتدخين والإصابة بأمراض القلب ، وارتفاع ضغط الدم ، وهناك ٣ أسباب لعدم استجابة الجسم للإنسولين منها التدخين أيضا، والسمنة والوراثة . السكر المرتفع يدمر الطبقة الطلائية التى تبطن الشرايين من الداخل وتعجل بترسب الدهون وبالتالى الإقلال من تدفق الدم للأنسجة وما يترتب على ذلك من شعور المريض بتنميل الأطراف.
الوقاية من الكورونا كوفيد-19 

للوقاية من الكورونا كوفيد-19 ينبغى استخدام الكمامة خارج المنزل ، و تطهير الأيدى إما بالماء والصابون أو المطهرات الطبية، و الابتعاد الاجتماعى حال الاختلاط بآخرين، والتغذية الجيدة ، لأنها تعزز المناعة ، و تهوية البيوت والمكاتب بفتح النوافذ والأبواب ثلاث مرات يوميًا ، فلقد ثبت فعلًا أن التهوية تقلل من تركيز و تواجد كوفيد-١٩ فى الأماكن المغلقة،و أن غياب التهوية أو سوء التهوية عامل مشترك فى أغلب حالات الكورونا كوفيد-19 . يفيد أيضًا النوم مبكرا لمدة 8 ساعات ، وعدم السهر ، فالنوم يعزز الذاكرة والمناعة ، و الحصول على حصة يومية 15 دقيقة من أشعة الشمس ولتكن قبل الظهر أو بعد العصر ، و ممارسة الرياضة فهى تعزز المناعة .