الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غاص في الرمال المتحركة.. مصرع حارس أمن في إحدى المناطق الأثرية بالدقهلية

صدى البلد

لقى حارس أمن بمنطقة تل الربع الأثرية التابعة لـ مركز تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية مصرعه أمس، الأربعاء، فيما تمكنت قوات الحماية المدنية من انتشال جثمانه.

تلقى اللواء رأفت عبد الباعث، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء مصطفي كمال، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لإدارة شرطة النجدة من حراس أمن منطقة تل الربع الأثرية التابعة لمركز تمى الأمديد؛ بغرق زميلهم داخل منطقة رمال متحركة أعلى التل الأثري، ولم يتمكنوا من انتشاله.

وانتقل ضباط مباحث تمي الأمديد، وقوات الحماية المدنية، والإسعاف إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين مصرع "عبدالله السيد العدل"، حارس أمن بالمنطقة الأثرية، ومقيم قرية منشأة السلام التابعة للمركز داخل حفرة من الرمال المتحركة أعلى التل.

وبسؤال زملائه، أكدوا أنه أثناء تفقدهم المنطقة الأثرية كعادتهم لحمايتها من لصوص الآثار، سقط زميلهم داخل حفرة، وتبين أنها تشبه الرمال المتحركة، وحاولوا الإمساك به لإنقاذه، إلا أنه غاص فى الرمال بسرعة، فيما تمكنت قوات الحماية المدنية من انتشال الجثة من داخل الرمال، وبالفحص تبين أنه بكامل ملابسه، ومعه سلاحه الميري، وتليفونه المحمول، وجميع متعلقاته الشخصية.

وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفي المنصورة الدولي، بإشراف النيابة العامة، وأخطرت النيابة العامه لمباشرة التحقيقات.

يذكر أن الدقهلية تضم الكثير من المواقع والأماكن الأثرية التى ترجع إلى العصور التاريخية المختلفة، ليتأكد للجميع أن التاريخ الدقهلاوى لا يُنسى ومليء بالكثير من الأحداث التى مرت على أرضها منذ سنوات عديدة، ومن هذه الأماكن الأثرية "تل الربع مندس".


يقع فى زمام قرية تل الربع التابعة إلى مركز تمى الأمديد وتبلغ مساحته 230 فدانا وكانت تسمى "عانيت" وبعد ذلك "مندس"، وكانت عاصمة الإقليم السادس عشر ويرمز لها برمز السمكة (محت) وأصبحت فى الدولة السادسة عشرة عاصمة لمصر على يد ابنها أحمس الثانى مخلص مصر من الاحتلال الفارسى وتضم الكثير والكثير من الآثار المختلفة التي تحكي عظمة هذا المكان ومنها الناووس الذى يبجل ويمجد معبود مندس وهو الكبش (با نب جد ).


وفي السياق، أضاف الدكتور محمود المحمدى، الباحث فى علم المصريات واللغة المصرية القديمة، أن هذه المنطقة من أهم المناطق الأثرية منذ حكم الأسرة التاسعة والعشرين، والتي حكمت مصر قرابة عشرين عاما أول ملوكها "نفرینس ، أو " نايف- عاو-رود"، والذي كان له دور فى مقاومة الفرس.

وواصل "المحمدى"، "كانت تسمى فى العصور المبكرة "عانيت"، ثم أصبحت "چدت"، وكانت مقرا لعبادة المعبود "آمون رع" في صورة الكبش المقدس، والذي يصور برأس كبش وجسم آدمي، يعرف باسم "پا-نب-چدت". 

وأوضح "قد ظهرت "جدت" في قائمة الأقاليم المسجلة على المقصورة البيضاء في الكرنك، والخاصة بالملك "سنوسرت الأول" كعاصمة للإقليم السادس عشر، أي "الكبش سید مندیس"، وهو نفس "حات محيت"، ومن المحتمل أنها كانت المعبودة المبكرة لهذه المنطقة، الإقليم الذي بدت فيه الإلهة والتي كانت رمزا لمهنة الصيد أو مجتمع صيد الأسماك.

واستطرد "المحمدي"، "أيضا أن المظاهر الأثرية الهامة بالمنطقة بقايا معبد بناه الملك (أحمس الثانى) من الأسرة السادسة والعشرين، حيث تم الكشف عن ودائع الأساس الخاصة به، ولم يتبق من هذا المعبد سوى ناووس من الجرانيت يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار تقريبا، وعلى قاعدة من الحجر تبلغ نفس الارتفاع تقريبا يرجع للملك أحمس الثانى نفسه".

واختتم "من الآثار التي تم الكشف عنها مبكرا بالمنطقة مقابر على شكل مصاطب ترجع لعصر الدولة الفرعونية وأثبتت حفائر البعثة الأمريكية التي تعمل بالمنطقة أنها استعملت فى عصور ما قبل الأسرات والعصر العتيق وقد ذكرت هذه المقاطعة لأول مرة فى النصوص المصرية فى الأسرة الرابعة وهناك جبانة للكباش المقدسة تضم توابيت جرانيتية ضخمة تدفن فيها ولا تزال باقية فى التل حتى الآن، وتم الكشف كذلك عن آثار ترجع لعهد الرعامسة خاصة رمسيس الثانى و مرنبتاح وكذلك رمسيس الثالث".