الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكريات من بدايات أم كلثوم.. قصة أول لقاء جمعها بـ«أعظم مغن سمعته في حياتها»

أم كلثوم
أم كلثوم

"شعرت أن في بيتنا أجمل أحلامي.. وأحسست بضربات قلبي وأنا أسمع صوته.. كنت أسمع قيثارة أجمل من الفونوغراف فقد كان الشيخ أبو العلا أعظم مغنٍ سمعته في حياتي".. بهذه الكلمات تحدثت كوكب الشرق أم كلثوم عن لقاء جمعها بـ الشيخ أبو العلا محمد خلال بداياتها في عالم الغناء، بحسب ما ورد في مقتطفات من مذكراتها أوردها الكاتب محمود عوض في كتاب له بعنوان "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد".

ويعد الشيخ أبو العلا محمد واحدًا من أهم الملحنين في الربع الأول من القرن العشرين، وذاعت شهرته بين مشاهير الطرب في عصره كما لحن مجموعة من القصائد الشعرية الدينية لكبار الشعراء، وهو أيضًا أول من التفت لصوت أم كلثوم.

وفي أحد فصول الكتاب تحت عنوان "من مذكرات أم كلثوم: قرار من أبي لن نعود إلى القاهرة"، أورد الكاتب تفاصيل أول لقاء جمع بين كوكب الشرق وبين الشيخ أبو العلا محمد، كما سلط الضوء على رد فعلها عند سماعها صوته لأول مرة في بداياتها.


وروى الكاتب على لسان أم كلثوم قولها: "كنت أغني بلا إحساس ولا شعور.. كنت أردد الأغاني التي أسمعها من أبي بنفس الطريقة التي يردد بها التلميذ الصغير جدول الضرب وقواعد النحو والصرف.. ثم غيرني فونوغراف.. كان فونوغراف العمدة" في قريتها "طماي الزهايرة" بمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية.

واستطردت موضحة أنها عندما سمعت على الفونوغراف صوت الشيخ أبو العلا تأثرت به وهزها بصوته، إذ كانت تشعر أثناء استماعها إليه وكأنه يغني لها وحدها، واستمعت إلى صوته مئات المرات أثناء غنائه: "أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا"، وأيضًا "وحقك أنت المنى والطلب".

وتابعت أنه في الوقت الذي كان فيه أطفال قريتها يرددون أغنية "أنا نازلة أدلع أملا القلل"، كانت هي تعيش مع أغاني الشيخ أبو العلا محمد، وقد اعتقدت في البداية أنه مات، ولم يخطر على بالها أنه مازال على قيد الحياة و"يعيش في الدنيا التي أعيش فيها".

وبعد مضي سنوات جمعها أول لقاء به وجهًا لوجه أثناء تواجدها في محطة "السنبلاوين"، حيث سمعت ذات يوم أثناء تواجدها هناك صوتًا يقول "الشيخ أبو العلا هنا"، ورأت والدها بعد ذلك يتوجه نحو ويصافحه، وأسرعت هي نحوه وبدأت تحدثه عن إعجابها بصوته، وأضافت "تحول الشيخ أبو العلا عني ليستأنف حديثه مع الآخرين لكني منعته من أن يكلم أحدًا غيري.. أمسكت بيده ورحت ألح عليه أن يأتي معي لزيارتنا في القرية"، وبالفعل وافق على طلبها.

وكانت سعادتها بموافقته على زيارة بيت عائلتها غامرة، حتى أنها توجهت إلى والدتها وقالت لها إن "أهم إنسان في الدنيا سيتناول معنا الغداء.. كل حاجة عندك قدميها له.. ادبحي كل الفراخ اللي عندنا واللي عند الجيران".


واستأنفت أم كلثوم سردها لتفاصيل الزيارة في مذكراتها قائلة: "ولما جلست أمامه طلبت منه أن يغني.. فطلب مني أن أغني له أولًا ورفضت"، وأوضحت أن السبب وراء رفضها آنذاك هو شعورها بأنها لن تقدر على الغناء أمامه، لكن ترددها تبدد بفضل "قوة شخصيته" وغنت له وبدأ هو يغني لها.

وأشارت إلى أنها خلال تلك الزيارة: "شعرت أن في بيتنا أجمل أحلامي.. وأحسست بضربات قلبي وأنا أسمع صوته.. كنت أسمع قيثارة أجمل من الفونوغراف فقد كان الشيخ أبو العلا أعظم مغنٍ سمعته في حياتي، ولا يزال هذا رأيي حتى اليوم أنه أحسن من غنى وأحسن من لحن المعاني قبل الألفاظ".

وسعدت أيضًا خلال الزيارة بسبب غنائه لها وحدها لعدة ساعات، بحسب ما أورد الكاتب محمود عوض على لسان كوكب الشرق.