الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أظهروا قدرات عالية في 2020.. الباحثون المصريون يلفتون أنظار العالم بابتكاراتهم داخل وخارج أم الدنيا.. والمراكز البحثية تثبت جدارتها في مواجهة فيروس كورونا

صدى البلد

  • 3 جنسيات بينهم مصريين.. باحثون يصممون جهاز تنفس صناعي يستخدمه 4 أشخاص فى نفس الوقت
  • باحث مصري يبتكر مجهرا يحقق نقلة في علاج السرطان


استطاع الباحثون المصريون إظهار قدرات هائلة على التحكم في ازمة فيروس كورونا ومواجهتها بشكل أبهر الجميع، حيث قدموا جهودا أكثر من المتوقع وباتوا يبحثون عن كل ما هو جديد لمساعدة الأطباء والمواطنين في تخطي الأزمة، إلى جانب جهودهم داخل وخارج مصر لم تقف في باقي المجالات البحثية الأخرى رغم ما وجهوه من ظروف.


 

مدينة زويل

أعلنت مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا عن إنشاء كابينة الكشف الطبي لفيروس كورونا، والتي من خلالها يتم إجراء عزل تام للفريق الطبي عن المحيط الخارجي لعدم تلوث الكابينة من الداخل، كما يتم التعقيم الكامل للفريق الطبي المستقبل للحالات، باستخدام أدوات عازلة للفريق الطبي حرصا علي السلامة، بالإضافة إلى الكشف المبدئي من خلال قياس درجة حرارة الجسم.

 

وأوضح مصدر بالمدينة لـ"صدى البلد"، أنه تم أخذ مسحة لتحضير عينة التحليل الخاص بالفيروسات، ويتم تعقيم الأدوات المستخدمة بين كل شخص والآخر، كما يتم التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية عند تبديل الطاقم الطبي، ومرحلة التعقيم هي مرحلة دورية وتتم بصورة منظمة للتأكد من السلامة، مشيرا إلى أن الكابينة صنع مصري، حيث تبلغ التكلفة الخاصة بها 30 ألف جنيه.

 

وكان  الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لمدينة زويل، قال إن جامعة زويل تهتم بتوفير التعليم العملي للطلاب بالمعامل، مؤكدا أن الجامعة حريصة على اختيار المبتكرين والموهوبين.

 

وأضاف شريف صدقي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن طلاب جامعة زويل متفوقون ولدينا وحدة لتوظيف الطلاب ونخطط لمستقبلهم.

 

وأشار الرئيس التنفيذي لمدينة زويل، إلى أن الخريجين من جامعة زويل يتم توظيفهم بعد 3 أشهر فقط من التخرج، مؤكدا أن جامعة زويل دليل على أن هناك تعليما جيدا في مصر وتحتل مركز متقدم جدا في وقت جامعات أجنبية تسعى إلى عمل اتفاقيات وشركات.

 

وشدد الدكتور شريف صدقي على أن 18% من الخريجين يعملون داخل الجامعة وجزء آخر يعمل في الخارج، منوها إلى أن الدولة مهتمة بتبني المشروع بالكامل ، والرئيس السيسي مهتم بمدينة زويل وكلف القوات المسلحة بإنهاء المنشآت بشكل وجيز.



أكاديمية البحث العلمي

قدمت أكاديمية البحث العلمي على مدار الفترة الماضية دور داعم كبير للباحثين في مواجهة كورونا والمؤسسات البحثية والمستشفيات الجامعية ، حيث ساعدت على توفير المواد المعقمة من خلال تفعيل بروتوكولات هامة مع المعهد القومي للبحوث البترولية مبادرات طبق فكرتك وبنك الابتكار المصري.

 

وأكد الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن الأكاديمية بذلت جهودا كبيرة في مواجهة فيروس كورونا مؤخرا، حيث أطلقت العديد من المنح الاستثنائية والمسابقات.

 

وقال إن الأكاديمية استقبلت كما هائلا من الأفكار والابتكارات القابلة للتطبيق ضمن المنحة الاستثنائية العاجلة من برنامج "طبق فكرتك"، والتي قدرت قيمة جوائزها بمبلغ 30 مليون جنيه، حيث وصلت الأفكار المقدمة لها إلى 320 مقترحًا.

 

وأضاف أن عدد الابتكارات والمقترحات المقدمة لمسابقة بنك الابتكار المصري وصل لـ 127 مقترحا ضمن التحديين اللذين تم إطلاقهما وحصل الفائزون بهما على جوائز مالية.

 

وأشار إلى أن الأكاديمية توجه كل جهودها من أجل تأهيل الكوادر العلمية الشابة من أوائل الخريجين المتميزين والمعاونة فى بناء قاعدة علمية فى العلوم الأساسية والبينية والتكنولوجيات البازغة وإدارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والمنح المعلن عنها تأتى ضمن  الخطة التنفيذية الثانية لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا 2018-2022.

 

المركز القومي للبحوث

قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الإعلامي باسم وزارة التعليم التعليم العالي والبحث العلمي، إنه لأول مرة يُصنع لقاح كورونا في مصر، مشيرا إلى أنه لابد من أن نكون متأكدين من اتباع أساليب المتابعة كاملة.

 

وأضاف "عبد الغفار": "التجارب على اللقاح تتم مراجعتها أكثر من مرة، فلابد من أن تكون كل خطوة مدروسة بعناية لأن اللقاح سيعرض عالميا ليس في مصر فقط".

 

وأوضح المتحدث الإعلامي باسم وزارة التعليم التعليم العالي والبحث العلمي، أنه لم يتم تحديد موعد إعلان الموافقة عليه، إنما الموعد مرتبط بالفحوصات التي تجرى حيث يتم إجراؤها أكثر من مرة، مشيرا إلى أنه توجد العديد من دول العالم التي تعمل على اللقاح، منوها بأننا "نزاحم دولا متقدمة كثيرة".

 

كان الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أكد أن الوضع في الجامعات يسير بشكل مطمئن بشأن تطبيق الإجراءات الاحترازية واستجابة الطلاب لها، مشيرا إلى أن الوزارة لديها خطة جديدة تفرق عن القديمة للتعامل مع احتمالات حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا.

 

الباحثون المصريون بالداخل

قال الباحث المصري سالم غنام، إن ما يمر به العالم من وباء كورونا covid-19 ,i, جعل العالم يسرع من أجل تصميم أجهزة التنفس الصناعي خشية من تفشي الوباء ونقص أجهزة التنفس الصناعي مقابل عدد المصابين كما حدث في إيطاليا.

 

وأضاف غنام، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن فريقا بحثيا مصريا قدم تصميما لتنفيذ جهاز للتنفس الصناعي بمشاركة أكثر من 500 فريق على مستوى العالم، من بداية الأعراض التي تظهر على المصاب بفيروس كورونا وهو الفشل الرئوي الحاد أو ما يسميه الأطباء Acute respiratory distress syndrome (ARDS)، ويحدث ذلك عند تراكم السائل في الأكياس الهوائية المرنة والصغيرة (الأسناخ) في الرئتين وهو ما يمنع الرئتين من الامتلاء بالهواء الكافي، ما يعني وصول أكسجين أقل لمجرى الدم، ويسبب انخفاض ضغط الدم وصعوبة في التنفس لدى المرضى.

 

وأشار إلى أنه تم تحرك فريق العمل المكون من ثلاث جنسيات مصرية وكندية وأمريكية وبمشاركة جامعة ميتشغن الأمريكية، وقمنا بعمل تصميم مبنى في الأساس على مبدأ الهندسة العكسية مع إجراء بعض التعديلات ليتمكن أربعة مرضى من استخدامه في آن واحد مع مراعاة معدل سريان الهواء والضغط ونسبة الأكسجين لكل مريض على حدة باستخدام حساسات قياس على كل مخرج خاص للمريض، وعمل نظام PID  كنترول من أجل إحكام السيطرة على الهواء الذي يدخل إلى الرئة لأن من ضمن تحديات هذا المرض أن سعة الرئة تتغير لحظيا مع خروج كل نفس للمريض لذلك تحتاج إلى دقة عالية في الكنترول.

 

وأوضح أنه من المعروف أن قصبة المريض تكون منغلقة بعد إدخال أنبوب التنفس، أي أنه لا يوجد مجرى للتنفس غير هذا الأنبوب، لذلك قام فريق العمل بتزويد الجهاز ببطاريات ليثيوم تعمل احتياطيا في حال انقطاع الكهرباء لمدة 17 دقيقة.

 

يذكر أن الفريق يعمل أيضا على ربط الجهاز بموبايل أبلكيشن يظهر عليه كل البيانات المتعلقة بكل مريض على حدة، كما يمكنه التحكم في بعض المدخلات الخاصة بالجهاز عن بعد، ومن المتوقع بعد أسبوع من الآن أن يتم البدء في مرحلة التصنيع، وستقوم مؤسسة مونتري باعتماد ثلاثة تصميمات ستكون متاحة أمام العالم للتصنيع والاستخدام لجميع دول العالم.

 

واستطاع غنام الحصول على المركز الأول في التحدي الثاني من مسابقة بنك الابتكار المصري (التصنيع المحلى لوحدة أوتوماتيكية ذكية آمنة لتطهير الأشخاص)، فقد حصد جائزة 40 ألف جنيه المبتكر، بينما فاز بالمركز الثاني وجائزة 30 ألف جنيه المبتكر "عمرو شريف – دينا عماد الدين علي" وفاز بالمركز الثالث وجائزة 20 ألف جنيه المبتكر "سامح الصفتي". 

 

علماء مصر بالخارج

استمرارا للنجاحات التي يحققها أبناء مصر في مختلف دول العالم في شتى المجالات، نجح الباحث المصري هيثم شعبان، الذي يعمل في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا بلوزان، في ابتكار مجهر ضوئي قادر على مشاهدة حركة الـDNA بالكامل في الخلايا الحية بدقة النانومتر ولمدة طويلة، الأمر الذي اعتبره البعض سيحقق نقلةً في فهم مرض السرطان وعلاجه.


"صدى البلد" حاور الباحث المصري لإلقاء الضوء على قصة نجاحه علها تكون ملهمة للشباب المصري وتحفزهم للعمل على رفع اسم مصر، واهتم "صدى البلد" الإخباري في حواره الخاص مع شعبان، بالحديث عن رحلته البحثية التي بدأت من جامعة الأزهر في القاهرة وصولا إلى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، والمعهد الفيدرالي السويسري، والمعهد الوطني الفرنسي للبحث العلمي.

 

وقال: "عملت على توفير ميكروسكوب ضوئي فائق الدقة يمكنه رؤية ألياف المادة الوراثية DNA وحركتها داخل الخلايا الحية، وهذه التقنية يمكن استخدامها لتشخيص الأمراض الجينية، بحيث يبين كيف تفقد الخلايا السليمة هويتها وتتحول إلى خلية سرطانية".

 

وأضاف: "جاءت الفكرة من أننا كنا نريد أن نرى تفاصيل الجينوم الذي لا يمكن رؤيته بالميكروسكوب العادي، فدور الميكروسكوب هو رؤية التفاعلات التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وبالنسبة لـ الجينوم فهو صغير جدا لدرجة أننا لا يمكن أن نراه الميكروسكوب العادي، بل لابد من أن يكون فائق الدقة، وهذا الميكروسكوب حصل على جائزة نوبل عام 2014 في الفيزياء وهذا الميكروسكوب يمكنه رؤية الخلايا ميتة فقط ولا يمكن وهي حية ومتفاعله لمعرفة تأثير العقاقير عليها وكانت هذه هي فكرة  الميكروسكوب الجديد وهو رؤية هذه الخلايا حية".

 

وأوضح: "الدراسة استغرقت 5 سنوات وبدأت عام 2015 وتم الوصول إلى النتائج في 2020 ، استخدمت طريقتين منها ما اعتمد على الذكاء الاصطناعي وتم تطوير هذه التقنية بدمج الميكروسكوب الضوئي الفلوريسيني بإحدى طرق الذكاء الاصطناعي".

 

وقال: "أجريت البحث في البداية برفقة طالب ماجستير ألماني، وعملنا معا على الميكروسكوب وانتهينا من دراستنا وابحاثنا قي فرنسا ثم عدت إلى جامعة هارفارد واستكملت البحث ونشرته مجلة ساينس عن مجهرًا ضوئيا قادرًا على مشاهدة حركة الـ DNA بالكامل في الخلايا الحية بدقة النانومتر ولمدة طويلة، والمذهل في الأمر أن البحث قام به اثنان فقط وأكملت وحدي، رغم أن الأمر من المفترض أن يحتاج إلى فريق بحثي يتكون من 20 شخصا على الأقل".

 

وأضاف: "ستساعدنا هذه الدراسة على فهم كيفية تأثير التقلبات الزمنية في التعبير الجيني والتفاعل بين عوامل النسخ على قرارات مصير الخلية وكيف تقرر الخلايا هويتها، من المتوقع أن تساعد  نتائج هذا المشروع على تطوير الأجهزة الحيوية والخلايا الجذعية وهندسة الجينوم وديناميكيات ودراسات التعبير الجيني، واستخدام هذا المجهر الضؤي سنتمكن من مشاهدة ودراسة التفاعل الديناميكي داخل الخلية السرطانية، كما أن البحث وفر لي التركيب والحركة وذلك الذي أجريته في المعهد الوطني بالبحث العلمي في فرنسا جامعة تولوز".