الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قطر والأجواء المحرمة.. 3 سنوات من الخسائر والمتربح إيران وتركيا

صور من الأقمار الصناعية
صور من الأقمار الصناعية

ثلاثة سنوات ونصف من الخسائر قدرت بنحو 5 مليارات دولار تكبدتها الخطوط الجوية القطرية، كانت كفيلة لكي تعي الدوحة الدرس، بأنه لا غنى لها عن الأجواء الخليجية ومصر - المصنفة بأنها أكثر المجالات الجوية حيوية وآمانًا.

وكان مبررًا أيضا للجوء طيرانها إلى التحكيم الدولي يستغيث من تلك الخسائر الفادحة التي أصابته نتيجة تقويض عملياته إثر إغلاق مجال الرباعي العربي أجوائه أمام طائراتها.


تلك الخسائر التي تكبدها طيران قطر مُرغمًا بعد القطيعة العربية، بسبب لجوء طائراته إلى سلك مسارات جوية أكثر كلفة، حصدته طهران وتركيا في  المقابل، مكاسب تتجاوز الـ 300 مليون دولار لكل منهما - بحسب  تقرير الإدارة الأمريكية – بسبب لجوء طائرات قطر إلى استخدام المجال الجوي للبلدين لتفادي الحصار العربي.

خلال فترة الحصار، اضطر الطيران القطري لكي يتجنب المجالات الجوية المحظورة إلى تغيير مساراته، وهو ما يكلفه وقتًا إضافيا كبيرا في الجو، بسبب فصله عن المدن بما يزيد عن نحو 1000 ميل وهو ما يعني زيادة في زمن الرحلة تقارب ساعتين ونصف – حسب تقديرات موقع التتبع العالمي "فلايت رادار" – الأمر الذي كان له تكلفة أكبر على شركة الطيران وغير مريح أيضا بالنسبة للركاب.


ولكن بعد القرار السعودي، أمس الثلاثاء، بفتح الأجواء والحدود البحرية والبرية بين قطر والمملكة العربية السعودية، سيكون له تأثير إيجابي واضح على حركة الطيران القطري، الذي ستعمل سريعًا إدارة التخطيط بها خلال الفترة القادمة على رسم مسارات رحلات جديدة والتأكد من أن كل شيء على ما يرام قبل إعادة توجيه رحلاتها مرة أخرى فوق المملكة- هذا ما أكدته التقارير العالمية- الذي أكدت أيضا أن الأجواء مازالت معلقة حتى الآن لحين الانتهاء من رسم المسارات الجديدة، رغم عبور أول طائرة قطرية لأجواء السعودية أول أمس الأثنين، قادمة من الأردن على متنها الأمير تميم بن حمد أمير قطر.

التقارير العالمية، أشارت أيضا إلى أنه على المدى القصير بلا شك ستراقب قطر عن كثب خلال الأيام القليلة القادمة قيود المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يُعد غلقه غير مريح أيضًا بالنسبة للطيران القطري رغم أنه أقل ضررًا وتأثيرًا عليها بالمقارنة بالمجال السعودي، ولكن الحظر الإماراتي أيضا جعل العديد من رحلات القطرية المتجهة شرقًا نحو آسيا وأوقيانوسيا إلى القيام ببعض الخطوات الصغيرة في مضيق هرمز لتجنب أقصى شمال الإمارات. ناهيك عن وجود الكثير من حركة المرور التي يمكن للخطوط الجوية القطرية التقاطها إذا سمح لها بتشغيل رحلات إلى أمثال دبي مرة أخرى، لذا ستأمل "القطرية" في اسقاط ذاك الحظر أيضا ومن وراءه حظر كلا من البحرين والقاهرة، الذي مازالت تغلق أجواءها أيضا رغم وصول طائرة قطرية أمس الثلاثاء، على متنها وفد رفيع المستوى يرأسه وزير المالية القطري.


تلك الطائرة القطرية، التي عبرت الأجواء المصرية، كانت قد حصلت على تصريح هبوط مسبق في مطار القاهرة، قبل وصولها وانتظرت عدة ساعات بموقع رقم 14 بالمطار حتى غادرت مجددًا الأجواء في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، - بحسب مصادر بمطار القاهرة-.

تجدر الإشارة إلى أن دول الرباعي العربي " السعودية والإمارات والبحرين، مصر، قطعت العلاقات مع قطر في يونيو 2017،بسبب تدخلاتها في الشئوون الرباعي العربي الداخلية وتورطها أيضا في دعم عمليات إرهابية، وكان من بين تلك الأزمة منع مرور الطيران القطري في أجواء الدول الأربع، ما اضطرها للاعتماد على المجال الجوي الإيراني والتركي لتسيير الرحلات الجوية بعيدًا عن أجواء دول المقاطعة لها.