قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«دانا».. تعيدنا لزمن الحب!


هل حقًا الغلبة تكون للحب؟!،.. وكيف لحرفي الحاء والباء تلك القدرة الهائلة على محو تاريخ طاعن من خيبات الغدر والتي أدت أوجاعها يومًالترك عمل، أرض، وربما وطن كان دومًا الحلم والأمل؟!،.. ولمَ لا، فالعشق في حد ذاته هو الأمان المطلق، ومحاولات الهروب من كوارثه الوجدانية ليس إلا اعترافا ضمنيا بالخراب الذي أصاب الروح وأضعفها حد لملمة كل ذكرى كانت بالأمس حلوة،.. وبين صدمة وتبعاتها تتحول الفرحة إلى صرخة تنهك المشاعر حد الدمار؟!.. أقول هذا الكلام بمناسبة روايةحديثة صدرت لصديقتي الكاتبة الرومانسية إيمان العمري مدير تحرير مجلة حواء بعنوان "القلب ينتصر دائمًا"،.. والتي أخذتني بسردها الشيق، وتعبيراتها الحالمة من زمن ألا حب الذي طغى على واقعنا إلى عالم آخر يحكمه الغرام وفقط.. فلا يعلو على صوته أحد، ولم تستطع أعنف المؤامرات النيل من أبطاله!..


فبين مناخ رومانسي راح عصره وولى، وبين فروسية لم يبق منها إلا حصان وقبلات مسروقة وقارب تخطفنا العمري بقلمها الساحر إلى ضفاف العشاق، فنعيش مع بطلتها دانا، تلك الشابة الوحيدة التي تضطر إلى بيع أرض ورثتها على المشاع مع بنات عمها وشريك لوالدها بعد رحيل رجال العائلة، وفي اليوم الموعود لإتمام البيعة تلتقي بابن شريك أبيها في الأرض "سيف" وكأن القدر شاء أن تتلاقى إرادتاهما في الاحتفاظ بالأرض والوقوف أمام تجريفها ليكسوها الخضار ثانية.. وهنا يواجهان حروبا ضارية من اقرب الناس إليهما تصل حد تشويه السمعة بل والتدمير إن لزم.. ولولا إصرار وتمسك كليهما بذكرى والديه ونبتة الحب التي نشأت بينهما دون سابق إنذار ولا نية مبيتة للارتباط ما تخلص كل منهما من ماض أرهقه بفعل طعنات غدر محفورة كالوشم على جدار القلب.. ودون الدخول في تفاصيل وهوامش تستحق القراءة، انتصر الحب "ذلك الطفل العنيد الذي يرمي بسهامه عن شمال وعن يمين، فندعو الله أن ينجينا منها سالمين، لكننا في الحقيقة لسنا إلا مجموعة من الكذابين" على حد وصف كاتبة الرواية..


ولا أنكر أنني تمنيت أن ترميني سهام الحب بفارس كسيف بطل القصة رغم يقيني أن أحداثها أبعد ما تكون عن واقعنا، فهي تذكرني بروايات الكاتبة الإنجليزية الشهيرة "باربرا كارتلند" التي عشقت كتاباتها في سن المراهقة فظلت قصصها العاطفية حلم ينقلني خارج المجرة الكونية .. وأخيرًا،.. أعادتني العمري بنكهة أدبية مصرية لحكاوي عشقية وإن كانت غير منطقية إلا لو أرجعت عجلة الزمان للوراء وربطت أحداثها بفترة الأربعينيات أو ما قبلها!..

باختصار، "القلب ينتصر دائمًا" رواية صادف موعد صدورهايوم العشاق أو ما يسمى "فالنتين داي"، لتعلم قليلي الغرام كيف يكون العشق عن حق وتطلق ناقوس إنذار لكل أصحاب المصالح،.. جائز يعتبر أحدهم بمصائر كل خائن للحب، الأهل، الصداقة، أو حتى الزمالة.. وكل عيد عشاق وأنا وأنت ونحن ننعم بالحب ولو على الورق.