الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أيام الرعب والإرهاب.. سكان رابعة العدوية وميدان النهضة يستعيدون ذكريات فض الاعتصام

اعتصام رابعة العدوية
اعتصام رابعة العدوية 2013

كانت الحلقة الخامسة من مسلسل "الاختيار 2" بمثابة شريط من الذكريات التي عادت بالمصريين لعام 2013 وأحداثها وتفاصيلها المؤلمة، وتحديدًا لمن كانت أعينهم تغفو وتصحو على مخيمات الاعتصام في رابعة العدوية وميدان النهضة.

 

الحياة في محيط اعتصام ميدان النهضة

أيام متعاقبة لم ينسها سكان مناطق الاعتصام الإخواني،  فلم تخن ذاكرة "عاليا أبو ذكري" إحدى سكان منطقة ميدان النهضة بالجيزة، ما رأته رؤى العين  في أيام الاعتصام لتعبر عنها في البداية  بـ"أيام الله لا يعديها".

 

تسرد "عاليا" لـ "صدى البلد" ما كان يدور تحت منزلها: "كانت أياما كارثية، أصوات الأعيرة الناري بصورة مستمرة، غير استخدام الغاز المسيل للدموع  كنا لا نتمكن من فتح النوافذ من رائحة الدخان".

 

وفي يوم الفض تستعيد "عاليا" الأحداث قائلة: "يوم فض ميدان النهضة، اتفاجئنا بأعداد كبيرة جدًا من الناس الملثمة وبيضربوا في العربيات متجهين للميدان ومصطحبين معهم أسلحة مختلفة".


العيش في كنف اعتصام رابعة العدوية

أوضاع مزرية وأسلحة ملقاة وحياة لا تحتمل، قال "محمد جودة" أحد سكان المنطقة لـ"صدى البلد": "الحياة في رابعة في ذلك الوقت كانت لا تطاق تمامًا، حمامات في الشارع غير ضرب النار والخطابات المحرضة التي استمعنا لها باستمرار ومكبرات الصوت ليل مع نهار، كانت كلها أمور مثيرة للرعب والخوف والرهبة، ولحظات الفض كانت بالنسبة لنا الخلاص".

وأضاف "جودة": "كانت المتاجرة بالأطفال عيني عينك، وتشويه المنطقة بالكامل، حقيقي كنا نعيش في وكر من أوكار داعش".

 

"أنا ساكن قريب من رابعة العدوية وما عشناه كان المعنى الحرفي للأيام السيئة، كان المعتصمون قاطعين الطريق علينا كسكان وبالتالي تسببوا في مشكلة زحام رهيبة للذاهبين والعائدين من أعمالهم، بالإضافة للترهيب للأطفال"، كان هذا هو ما عاشه "أحمد المصري" ودونه عبر حسابه على "تويتر".

 

المرور على رابعة

قاد الفضول أقدام أستاذ "هشام " إلى خيام الإخوان في ميدان رابعة لاستكشاف ما فيها وما يدور من أحداث داخل تلك البقعة التي تغيرت ملامحها في غمضة عين، فيقول: "ميدان رابعة عدوية هو طريقي اليومي  للشغل، فجأة كل شيء اتبدل واتغير في المنطقة، وأصبح صعب المرور منها".

ويكمل "هشام" حديثه لـ "صدى البلد":" في يوم أنا فكرت أن أتخطى بوابات الاعتصام وألقي نظرة عن الأوضاع بعيدًا عما ينقله التليفزيون، ولكن بالداخل كانت الأوضاع مريبة، مخيمات كأننا على الحدود، وعلى الفور أدركوا إن أنا  ليس من طرفهم فقاموا بإخراجي من الداخل".

 

استغاثة لقيادات الدولة

تعالت أصوات سكان رابعة العدوية آنذاك بالاستغاثات لقيادات الدولة لنجاتهم مما يرونه ويعيشونه على مدار عشرات الأيام، خاطب سكان رابعة العدوية رسالة استغاثة للرئيس عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع في ذلك الوقت عبد الفتاح السيسي.

وفي نص الاستغاثة جاء كالآتي: "ندعوكم نحن سكان رابعة العدوية وأسرهم الكريمة بزيارتنا للإفطار معنا في شققنا السكنية المطلة على رابعة العدوية وطريق النصر وشارع الطيران وشارع يوسف عباس، للتعرف على ما نعانيه منذ 38 يوما بسبب الحصار المفروض علينا من قبل المعتصمين".

لم يسمح الاعتصام لـ سكان الحي بالتنفس للحظة واحدة في شهر رمضان: "أمضينا شهر رمضان المبارك داخل شققنا السكنية ولم نغادرها يومًا وكذلك عيد الفطر".