الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الإسراف في الطعام عند إفطار الصائم.. الإفتاء تجيب

حكم الإسراف في الطعام
حكم الإسراف في الطعام عند إفطار الصائم

ما حكم الإسراف في الطعام عند إفطار الصائم؟ قالت دار الإفتاء، إن الإسراف في الطعام بعد الإفطار له تأثيرٌ سلبيٌّ على حكمة الصيام وغايته؛ لأن الإسراف في جملته مذمومٌ في شريعة الإسلام لقوله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» (الأعراف: 31).

 

وأضافت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكم الإسراف في الطعام عند إفطار الصائم؟»، أن الاعتدال في كل شيءٍ محبوبٌ ومطلوب؛ لأن الإسلام دين الوسطية فلا تقتير ولا إسراف؛ قال تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا» (البقرة: 143).

 

وأشارت إلى أن الصوم لا بد أن يكون له أثرٌ على الصائم؛ فليس من المنطقي أن يمسك الإنسان عن الطعام والشراب طوال اليوم، ثم يطلق العنان لنفسه بعد الإفطار لتنهل مما لذ وطاب وكأنه ما صام ولا استفاد من صومه شيئًا، إضافةً إلى أن هذا السلوك له مردودٌ سيئٌ على الصحة؛ فهو يرهق المعدة ويثقلها ويفجؤها بما لا طاقة لها به بعد فترةٍ من الهدوء والراحة والاعتدال، وهذا ما يتنافى مع حكمة الصوم من التخفف والتقليل من الطعام والشراب قدر الطاقة.

 


 

الفرق بين التبذير والإسراف

قال الدكتور مبروك عطية، العالم الأزهري، إن هناك فرقا بين التبذير والإسراف، منوهًا إلى أن التبذير هو صرف الشيء فيما لا ينبغي، كمن يشترى مثلًا طعامًا وهو لا يأكله أو شيئًا لا يحتاج إليه ويشتريه لمجرد أن معه الأموال ولا يعرف في أين ينفقها.

 

وأضاف الدكتور مبروك عطية، خلال مداخلة عبر «الفيديو كونفرانس» لبرنامج «يحدث فى مصر»، على فضائية «mbc مصر»، أن الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي، كمن يشترى 20 رغيف خبر وهو يحتاج إلى 3 أرغفة فقط.

 

واستشهد العالم الأزهري بقول الله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» (سورة الأعراف: 31).



واستدل بقول تعالى: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا» (سورة الإسراء/26-27).


وأشار إلى أن الإسراف والتبذير من الصفات المذمومة التي تسبب أن يدخل فاعلها النار إلا إذا عفا الله عنه، معتبرًا التبذير والإسراف من أكل الأموال بالباطل، لأن عدم إنفاق الأموال فيما ينفع صاحبها هو أكل للمال، الذي أمرنا الله تعالى بالحفاظ عليه والتصدق منه وإخراج الزكاة لمساعدة الفقراء والمحتاج فهو مال الله تعالى.