الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سمير غانم ..شكرًا جزيلًا

حاولت الكتابة ليلة الوفاة ولكن فشلت، يظل الرثاء من أصعب أنواع الكتابة، كم الحب الذي شعرت به في كلمات الملايين من محبين تجعله من الفنانين الاستثنائيين في تاريخنا، لم يكن سمير غانم مجرد فنان أو نجم عادي مر في تاريخنا، بل أحد صانعي السعادة والبهجة في حياتنا، جزء من عادتنا كان الالتفاف ومشاهدة مسرحياته في طقوس عائلية للمصريين تتكرر كل عام في موسم العيد ! لذلك هو جزء مبهج في حياتنا وذكريات ارتبطنا به منذ الطفولة، لا يوجد صغير أو كبير في بر مصر إلا وأبتسم مع سمير غانم.
حمل الراحل موهبة فنية "فذة" جعلته خارج المنافسة لأكثر من نصف قرن! وهي من الحالات الفنية النادرة على مستوى العالم، بدأ في السينما مع رفيقيه الضيف وجورج ثم سريعا رحل الضيف، ليكمل الثنائي رحلتهما وتكون المرحلة الفنية الثانية للراحل سمير غانم ويحققان نجاحا على مستوى المسرح يفوق الوصف، ثم تبدأ المرحلة الفنية الثالثة للفنان سمير غانم "بمفرده" ليقدم عدة أعمال مسرحية وتليفزيونية بالإضافة إلى الفوازير تحقق له التميز والتفرد في عالم الكوميديا ولايزال يعاد عرضها حتى الآن بنجاح ، ولكن ظل عشقه هو المسرح عالمه الذي يجد فيه نفسه مع جمهوره الكبير، ورغم كساد المسرح في السنوات الأخيرة إلا أنه لم يتوقف وقدم عرضا جديدا العام الماضي! ممكن القول إنه أستاذ ورئيس قسم الكوميديا التلقائية في المسرح بلا منازع.
أستمع "صدفة" من حين لآخر حكايات إنسانية عن الراحل تؤكد على انه كان إنسان شديد الطيبة وبارا بوالديه وعائلته، يفعل كثيرا من أعمال الخير وصديق وفي لمن أقترب منه، شاهدته أكثر من مرة كيف يتعامل بود وحب مع الجميع.
شجرة المبدعين تتساقط أوراقها سريعا ، ومن المستحيل تكرار هذا الكم من المبدعين في حقبة زمنية واحدة مرة أخرى.
برغم البهجة والمرح اللذان اقترنا بالفنان سمير غانم إلا أنه سجل قصيدة رثاء بصوته لصديقه الراحل الفنان الضيف أحمد من تأليف الشاعر عصام عبدالله كان صوته يملأه الشجن والحزن وبمشاعر حب صادقة، لا تستطيع أن تحبس دموعك عند سماعها قال فيها :
عزيزي الضيف أحمد بسأل عنك كل ما بضحك، بس ما بيجيش الرد، كل ما بلمح حد واصلك ، اجري له ألقاه يتشد، بيني وبينك عندك أحسن، أروق، أنظف، لولا الرب علينا بيلطف، كنا زمانا بناكل بعض، بس بنضحك، نزعل نضحك، نفرح برضه نضحك .. عزيزي الضيف أحمد ما أعرفش إذا كنت سامعني ولا ما عدتش تسمع حد، فاكر لما كنا نغني كنا نضحك طوب الأرض، بيني وبينك كل ما أدقق، أفكر، أمعن، بشعر إني خلاص ح اتجنن، بس مافيش م المكتوب بد، وآهي أيام بتعدي يا ضيف، وح نتقابل بلا تكليف، ونقعد نضحك نضحك".
وأنا أكرر نتمنى أن تكون في مكان أحسن وأنظف وأروق ، من عالمنا، وشكرا جزيلا إنك كنت في حياتنا،  رحم الله سمير غانم.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط