الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هزيمة ساحقة .. شعب تيجراي يلقن آبي أحمد درسا قاسيا

آبي أحمد رئيس الوزراء
آبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي

هزيمة ساحقة لم تحدث من قبل فى التاريخ، فكيف لإقليم داخل دولة أن يهزم جيش كامل ليس ذلك وفقط بل قام بأسر 7 آلاف جندي، كل ذلك حدث داخل إثيوبيا، حيث قامت جبهة تحرير شعب تيجراي من مطاردة قوات الحكومة المركزية فى أثيوبيا خارج إقليم تيجراي الأمر الذى أدى إلى إعلان آبي أحمد رئيس الوزراء انسحاب قواته.

بعد أيام قليلة من تأكيدات آبي أحمد انسحاب قواته يأتى شعب تيجراي ليُحرج رئيس الوزراء الأثيوبي أمام العالم أجمع خاصة بعد إقامة استعراض ضخم لموكب يضم أكثر من 7 آلاف جندي أسير من الجيش الأثيوبي.

تراجع آبي أحمد 

الاستعراض الذي قام به شعب تيجراي كان بمثابة هزيمة ساحقة لـ آبي أحمد وأيضا إعلان الفوز على قوات الحكومة المركزية فى إثيوبيا، خاصة أن رئيس الوزراء الأثيوبي أكد منذ أيام أن " الجيش تعرض للهجوم من قبل المواطنين في تيجراي، وإذا تعرضنا للهجوم من قبل شعب تجراي فلا فائدة من البقاء هناك .. عندما يصبح الجيش يقتل على يد شعب تيجراي فلا داعي لبقائه وإذا أبقينا الجيش على هذه الحالة، فقد يقوم الجيش بعمل غير مرغوب فيه دفاعا عن نفسه".

إعلان آبي أحمد انسحاب قوات الجيش الأثيوبي من تيجراي، جاءت عبر كلمة متلفزة  أكد فيها: "“كثيرون تفاجأوا بانسحاب الجيش الإثيوبي وعدد من قادة العالم اتصلوا بي"، أما وزير الخارجية الإثيوبي قال: "نحن غير مسؤولين بعد اليوم عن ما يحدث في تيجراي».

تيجراي تنتصر بعد 8 أشهر 

ثمانية أشهر من القتال والمعارك الدامية، لم يعلن شعب تيجراي الاستسلام فى أى مرة تزداد فيها حدة المعركة، لكن هذا الإقليم أكد انتصاره على قوات الجيش الأثيوبي بعد شهور من الحرب التى بدأتها الحكومة المركزية فى 4 نوفمبر الماضي، وأعلن حينها آبي أحمد بدء عملية عسكرية فى تيجراي.

الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي قالت إنها مستمرة فى المعارك إلى أن تحرر كل إقليم تيجراي من القوات الأثيوبية والميليشيات المعاونة لها في الهجوم على الإقليم وتعريضه لمجاعة هائلة، وفق ما ذكرت صحف دولية عدة.

وقف إطلاق النار 

ولكن مع حديث تيجراي عن عدم توقف القتال، تأتي الجبهة الأخري فى المعركة وهى قوات آبي أحمد التى أعلنت فى 28 يونيو وقف إطلاق النار من جانب واحد وغير مشروط" وأعلنت وسائل إعلام رسمية أثيوبية أن هذا التطوريعتبر نقطة تحول في النزاع المستمر من نحو ثمانية أشهر.

وأوضح الإعلام الرسمي أن وقف إطلاق النار سيستمر حتى نهاية "الموسم الزراعي" الحالي، وأنه يرمي إلى تسهيل الإنتاج الزراعي وتوزيع المساعدات والسماح للمقاتلين المتمردين بـ"العودة إلى المسار السلمي". فيما لم يصدر على الفور أي رد فعل بعد من قبل "قوات الدفاع عن تيغراي" على إعلان الحكومة وقف إطلاق النار.

بداية الأزمة

الأزمة التى تعيشها تيجراي خلال هذه الفترة لم تكن منذ بداية الحرب فى نوفمبر الماضي لكن هناك نار تحت الرماد ظلت لسنوات عدة تعود جذورها إلي السنوات التى سيطرت فيها قيادات تيجراي على المناصب الحكومية إلى أن جاء آبي أحمد رئيس للوزراء فى 2018 الذى قام بتقليص نفوذ الإقليم ومن ذلك الوقت تشهد الساحة الأثيوبية شدا وجذبا بين الحكومة المركزية والإقليم.

الانتخابات التى جرت فى إقليم تيجراي، فى سبتمبر الماضي اعتبرتها حكومة أديس أبابا غير شرعية،  وظل التوتر بين الإقليم وآبي أحمد إلى أن بدأت الحرب بالفعل في تيجراي في نوفمبر الماضي، عندما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قيام عملية عسكرية لتطهير الإقليم من قوات متمردة ولافت حينها إن الخطوة جاءت للرد على هجمات نفذها الحزب الحاكم للإقليم "جبهة تحرير شعب تيغراي" على معسكرات للجيش الفدرالي.

ووعد رئيس الوزراء الأثيوبيا حينها بتحقيق الانتصار سريعا، وسيطرت القوات الحكومية على ميكيلي في نوفمبر الماضي. لكن المعارك الشرسة استمرت في المنطقة وسط تقارير عن ارتكاب مجازر.

المجتمع الدولي 

الوضع المأساوي الذي تشهده تيجراي، جعل أنظار العالم كله تتجه نحو هذه المأساة فـ حسب الأمم المتحدة ادت الحرب إلى وجود 4 مليون شخص يواجه الجوع الشديد، وأكثر من 350,000 منهم يعيشون ظروف المجاعة الكارثية.

كما ذكرت المنظمة الدولية فى إحصائياتها عن  وجود 5.5 مليون شخص أى مايقرب من 61 في المائة من سكان المنطقة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يعاني 3.1 مليون شخص من حالة أزمة غذاء ومعيشة حادة و2.1 مليون شخص في حالة إغاثة إنسانية ومرحلة طارئة .

أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد أصدرت على لسان سفارتها بأثيوبيا إخطارا ينذر بإجلاء محتمل للمواطنين الأمريكيين عن مدينة ميليكي، المركز الإداري لإقليم تيجراي في إثيوبيا.

ودعت السفارة الأمريكيين في تيجراي لإيجاد ملاذات آمنة في أماكنهم، مضيفة أنها تعمل على وضع خطة لإجلائهم المحتمل من ميكيلي، مطالبة المواطنين بالاتصال بها بشكل عاجل.

وحذرت مسؤولة الشؤون السياسية والسلام بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو من احتمال احتدام الاشتباكات في إقليم تيجراي الإثيوبي بين مقاتلي "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، وقوات إقليم أمهرة وإريتريا.

وقالت المسؤولة، إن "وقفًا لإطلاق النار يلتزمه جميع الأطراف لن يسهل تسليم مساعدة إنسانية فحسب، بل سيكون أيضا نقطة انطلاق للجهود السياسية الضرورية لرسم مسار للخروج من الأزمة".