الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طالبان تهدد سياسات وتفتن دولا كبرى|هل توفر الحركة ملاذا لـ بوكو حرام وداعش؟

حركة طالبان المتطرفة
حركة طالبان المتطرفة

بعد سيطرة حركة طالبان على حكم أفغانستان، زاد قلق دول العالم وتسارعها لـ إجلاء دبلوماسييها ورعاياها من العاصمة كابول خوفا من مهاجمة حركة طالبان عليهم واعتقالهم أو قتلهم.

وتقوم الدول التي كانت مشاركة في الحرب على طالبان في عام 2001، ومنها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا ونيجيريا، بإجلاء رعاياها من العاصمة الأفغانية كابول، حيث توجد سفاراتها، وخفض عدد دبلوماسييها، فيما تعيد دول أخرى موظفيها إلى وطنهم وتغلق سفاراتها خوفا من حركة طالبان المتطرفة.

ولكن السؤال يطرح نفسه من هم طالبان؟

ظهرت حركة طالبان خلال الحرب الأهلية التي أعقبت انسحاب القوات السوفييتية في العام 1989، وكانت تتواجد بشكل أساسي في الجنوب الغربي ومناطق الحدود الباكستانية.

وتعهدت الحركة في البداية بمحاربة الفساد وبسط الأمن، لكن عناصرها اتبعوا نمطا متشددا صارما من الإسلام، وبحلول عام 1998 أحكموا سيطرتهم على جميع أنحاء البلاد.

لقد طبقوا نسختهم المتشددة من الشريعة الإسلامية، وطبقوا عقوبات قاسية، وفرضوا على الرجال إطلاق لحاهم، وعلى النساء ارتداء البرقع وتغطية أنفسهن بالكامل، كما حظروا التليفزيون والموسيقى والسينما.

وبعد الإطاحة بهم أعادوا تنظيم أنفسهم مجددا في المناطق الحدودية الباكستانية، بتعداد يصل إلى 85 ألف مقاتل، ويعتقدون أنهم في الفترة الحالية أقوى من أي وقت مضى.

حركة طالبان المتطرفة

حركة متطرفة في المقام الأول 

ومن جهته قال منير أديب الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن حركة طالبان  حركة متطرفة في المقام الأول، أرادت في خطابها الأخير بعد السيطرة على أفغانستان إرسال رسائل فتنة إلى بعض الدول الكبرى حتى لا تكون معوقًا أمام وصولها للسلطة أو حتى في إدارتها لشؤون البلاد.

وأوضح أديب في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن نسخة طالبان في عام 2021 لا تختلف كثيرا عن نسخة طالبان التي سيطرت على الحكم عام 1996، فبالتالي هناك تخوفات من بعض الدول مبنية على إدراك طبيعة حركة طالبان المتطرفة، بينما هناك دول أخرى كانت ولا تزال تدعم الحركة لـ مصالح سياسية لها في منطقة الشرق الأوسط.

سبب انزعاج الدول 

وتابع أن «الدول التي تتخوف من صعود الحركة المتطرفة على رأس السلطة نفس الدول التي تواجه جماعات العنف والتطرف، فبالتالي هذه الدول من الطبيعي أنها تتخوف من الحركة لأنها حركة متطرفة، وحركة طالبان سوف توفر ملاذا آمنا لكل جماعات العنف والتطرف بدءًا من بوكو حرام وتنظيم القاعدة وداعش والإخوان وغيرها».

تشتيت الرأي العام 

وأضاف الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «هناك بعض الدول ربما عبرت عن انزعاجها بينما هي في الأساس تدعم الحركة للوصول إلى السلطة، وعبرت عن هذا الانزعاج من أجل ألا يصل إلى الرأي العام أن هذه الدول تدعم حركة متطرفة في المقام الأول».

تدريبات مقبلة 

واختتم أديب أن «حركة طالبان الفترة المقبلة سوف تكون ملاذا لكل جماعات العنف والتطرف في الشرق والغرب، ومع وجودهم داخل أفغانستان يتم تدريبهم في الظهير الصحراوي وفى جبال تورا بورا، وسوف يعودون إلى تنفيذ عمليات مسلحة بكل دول العالم».