الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأخوة الأعداء|أسباب قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب.. كيف تحول الأشقاء إلى فرقاء وماذا سيحدث في قادم الأيام؟

الملك محمد السادس
الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

أعلنت الجزائر اليوم الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع جارتها المغرب، بعد تصاعد الخلافات الممتدة بين البلدين على مدى سنوات مؤخراً، حيث تصاعدت حدة التصريحات من الجانبين.

جاء إعلان اليوم الذي جاء عن طريق وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عقب بيان من رئاسة الجمهورية في الجزائر يوم السبت، جاء به أن الأعمال العدائية للمغرب ضد الجزائر تتطلب إعادة النظر في العلاقات بين البلدين".

وصدر بيان الرئاسة الجزائرية عن اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن، والذي جاء بعد أكثر من شهر على استدعاء عاجل من الجزائر لسفيرها في المغرب على خلفية تصريحات سفير المغرب في الأمم المتحدة والذي تحدث خلالها عن دعم مغربي لاستقلال "شعب القبائل".

إعلان قطع العلاقات

أعلن وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهما الرباط بالقيام بـ"أعمال عدائية".

وقال لعمامرة في مؤتمر صحفي الثلاثاء،:"لم تتوقف الأعمال العدائية من المملكة المغربية ضد الجزائر".

وأضاف أن قرار قطع العلاقات سارٍ من اليوم، لكن القنصليات في كل دولة ستبقى مفتوحة.

ومن المتوقع أن تُبقي الجزائر في المرحلة القادمة التمثيل الدبلوماسي، بينها وبين الرباط في أدنى مستوياته، مع احتمال إعادة فرض التأشيرة على المغاربة الراغبين في دخول الأراضي الجزائرية.

وأوضح لعمامرة:"قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية ابتداء من اليوم..نطمئن المواطنين الجزائريين في المغرب والمغاربة في الجزائر أن الوضع لن يؤثر عليهم. قطع العلاقات يعني أن هناك خلافات عميقة بين البلدين لكنها لا تمس الشعوب".

وتابع:"ثبُت تاريخيا أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن الأعمال الدنية والعدائية ضد الجزائر"، ساردا الأحداث منذ حرب 1963 إلى عملية التجسس الأخيرة باستخدام برنامج بيجاسوس الإسرائيلي.

كما حمل "قادة المملكة مسؤولية تعاقب الأزمات التي تزايدت خطورتها"، معتبرا أن "هذا التصرف المغربي يجرّ إلى الخلاف والمواجهة بدل التكامل في المنطقة" المغاربية.

وقال:"أجهزة الأمن والدعاية المغربية تشن حربا دنيئة ضد الجزائر وشعبها وقادتها وتطلق حملات إشاعات مغرضة وتحريض..التحقيقات الأمنية كشفت تعرض مواطنين ومسؤولين جزائريين للتجسس ببرنامج بيجاسوس الإسرائيلي

وأوضح لعمامرة أن قرار قطع العلاقات لن يضر بالمواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين".

و ندد لعمامرة بـ"الانحراف الدبلوماسي المغربي في الأمم المتحدة"، بدعم "مايسمى استقلال شعب القبائل".

وواصل أن المملكة المغربية جعلت من أراضيها قاعدة خلفية لاعتداءات ممنهجة ضد الجزائر".

واعتبر لعمامرة أن التهديدات الضمنية التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي من المغرب تجاه الجزائر كانت بتحريض من الرباط.

جذور الأزمة

وفي الأسبوع الماضي، اتهمت الجزائر جماعات إرهابية بالوقوف خلف حرائق الغابات الضخمة التي شهدتها البلاد، وقالت إن "إحدى هذه الجماعات الإرهابية مدعومة من المغرب".

ويعود السبب الأهم والأكبر في الخلافات بين الجزائر والمغرب إلى دعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى لانفصال الصحراء الغربية المغربية عن المملكة المغربية.

وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الجزائر بقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. ولم تُستأنف العلاقات إلا في 1988 بعد وساطة سعودية، كما أن ن الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة رسمياً منذ 16 أغسطس 1994.

واتهمت الرئاسة الجزائرية في بيانها المغرب وإسرائيل بالتآمر ضدها. وقالت إن الاجتماع بحث "الأحداث الأليمة الأخيرة والأعمال العدائية المتواصلة من طرف المغرب وحليفه الكيان الصهيوني ضد الجزائر".

وجاء ذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد خلال زيارته المغرب، حيث قال:"لقد ناقشنا موضوع الصحراء والقضايا التي تهم البلدين، ولم نتطرق لأي صفقات تخص السلاح..نحن نتشارك مع بعض القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربا من إيران وهي تقوم حاليا بشن حملة ضد قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب".

كشف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عن الإجراءات التي ستتخذها بلاده بشأن أنبوب الغاز الذي يربط حقول الجزائر بأوروبا مرورا بالمغرب، والذي ينتهي الاتفاق بشأنه في أكتوبر المقبل.

وقال لعمامرة خلال مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء: "فيما يخص ملف الغاز، سيتم اتخاذ قرار لشركة المحروقات (سوناطراك)، بعد إجراء تقييم وفق الاعتبارات الدولية وما يتناسب مع الوضع الجديد".

وجاء تصريح لعمامرة بعد إعلانه أن بلاده قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية.

يذكر أن المغرب أعلن عن تأييده الحفاظ على خط أنابيب الغاز المذكور، حيث قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرة في تصريح لصحيفة "ماروك لوجور" التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، إن "إرادة المغرب للحفاظ على هذا الخط لتصدير الغاز تم دائما تأكيدها بوضوح وعلى جميع المستويات منذ أكثر من ثلاث سنوات".

وعلق رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، اليوم الثلاثاء، على إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب. وقال:"نأسف كثيرا للقرار الجزائري بقطع العلاقات مع المغرب".

وأكد رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني أن " عودة العلاقات بين المغرب والجزائر قدر محتوم وضروري".