الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تفجير مطار كابول.. هل يتخذ داعش من أفغانستان مسرحا جديدا لعملياته؟

انفجار مطار كابول
انفجار مطار كابول

يمكن اعتبار انفجار مطار كابول المزدوج أمس الخميس بمثابة الميلاد الحقيقي لتنظيم داعش في أفغانستان "داعش خراسان"، إذ سارع التنظيم إلى إعلان مسؤوليته عن الضربة الإرهابية التي أودت بحياة نحو 170 شخصًا بين مدنيين وعسكريين من الأفغان ورعايا الدول الأجنبية المحتشدين عند مطار كابول أملا في مغادرة البلاد.

 

وظهر تنظيم داعش في أفغانستان لأول مرة في عام 2015، وشن هجمات في وقت مبكر من أبريل من ذلك العام. وذلك بعد أقل من عام على استيلاء داعش، التنظيم الأم، على رقعة واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، معلنا "الخلافة" التي انهارت فيما بعد.

 

وتلقى "داعش خراسان" الدعم من القيادة الأساسية للتنظيم في العراق وسوريا منذ تأسيسه في عام 2015، وفقا لتقرير صدر عام 2018 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وكانت حركة طالبان قد تعهدت بعدم تحول بلادها إلى بؤرة للتنظيمات المُتطرفة، لا سيما التي تُهدد دول الجوار أو الأمن والسلام الدولي. مذكرة بأنه كان ثمة شقاق كبير بين الحركة ومقاتلي داعش على الدوام، لأنهم لم يكونوا على وفاق في أي وقت.

 

لكن المراقبين كانوا يُشيرون إلى العلاقات التقليدية التي كانت تجمع الحركة بتنظيم القاعدة أثناء حُكمها لأفغانستان خلال الأعوام (1996-2001) حينما تحولت المناطق المحكومة من طالبان إلى بؤرة لتمركز التنظيمات المُتطرفة والتي تتبنى ما يعرف بـ"النزعة الجهادية العالمية".

 

ونقلت قناة "سكاي نيوز" عن الباحث والخبير الأمني الأفغاني تمارغي هسدران أن "منذ سنوات كانت الحكومة المركزية الأفغانية قد فقدت السيطرة الفعلية على الكثير من المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، ومُختلف التنظيمات المُتطرفة الآسيوية كانت تسعى لأن تخلق موطئ قدم لها في أفغانستان، لا سيما ذات التوجهات الجهادية العالمية".

 

وأوضح أن حركة طالبان تمكنت من شراء ولاء الكثير من تلك التنظيمات، إلا أن تنظيم داعش، وبفعل الضجة التي أحدثها خلال السنوات الماضية في سوريا والعراق، فإنه لم يُجر أية تسوية مع حركة طالبان، وكانت الاستخبارات العسكرية التابعة للحكومة السابقة تصمت عن الكثير من خلاياها النائمة، متمنية أن يحدث صدام بينها وبين حركة طالبان، ومع حالة الفوضى الراهنة فإن تلك الخلايا صارت ناشطة حالياً".

 

وكان تنظيم داعش خراسان واحداً من التنظيمات التي أعلنت عن نفسها كفروع لتنظيم داعش المركزي الذي سيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق خلال العام 2014. فهذا التنظيم كان يُعلن عن نيته لقيادة أعمال التنظيم في مناطق آسيا، ونفذ العديد من العمليات الإرهابية في كُل من باكستان وطاجكستان والهند.

 

وهناك مخاوف شديدة من مستويات التداخل بين هذا التنظيم وحركة طالبان، فالقائد العام الأول لهذا التنظيم (حافظ سعيد خان) كان مقاتلاً في تنظيم طالبان-باكستان، ونائبه عبد الرؤوف علي زادة كان بدوره مقاتلاً في تنظيم طالبان نفسها، اللذين قُتلا في قصف أمريكي خلال العام 2016.

 

وكان تنظيم داعش خراسان ناشطاً في إقليمي هلمند وفرح الأفغانيين، لكنه حسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة في شهر يونيو من العام 2020 قد تراجع في قدراته على تنفيذ عمليات مباشرة، بسبب الصراع الداخلي بين قادته، وأن أغلبت خلاياه أنما تعمل بشكل صامت، خصوصاً وأنها لم تدخل في مساومة مع حركة طالبان.

 

ويعتقد أن داعش خراسان لديه ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل في أفغانستان، وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو الماضي.

 

وتقول الأمم المتحدة إن التنظيم يعتمد في المقام الأول على خلايا منتشرة في جميع أنحاء البلاد تعمل بشكل مستقل ولكنها تشترك في نفس الأيديولوجيا.

 

وجاء في تقرير الأمم المتحدة أنه "على الرغم من الخسائر العامة خلال عام 2020"، لا يزال التنظيم يشكل تهديدا للبلاد والمنطقة بشكل أوسع.

 

وبحسب الأمم المتحدة، شن التنظيم، في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 وحده، 77 هجوما في أفغانستان. ويمثل ذلك زيادة كبيرة عن الفترة نفسها من عام 2020، حيث بلغ عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها أو نسبت إليه 21 هجوما.