EN 
عقب استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان وسيطرتها على كابول، في 14 أغسطس الماضي، دخل عدد كبير من قادة الحركة والشخصيات المعروفة بها إلى العاصمة، كما عادت قيادات بعد سنوات من النفى، لكن ظل الزعيم هبة الله أخوند زاده، متواري عن الأنظار.
ولم يظهر زعيم حركة طالبان، هبة الله أخوند زاده، علنًا منذ سيطرة طالبان على كابول وحتى الآن، إذ كثرت التساؤلات عنه، والتكهنات بشأن مكان تواجده أو موته.
وتولى هبة الله أخوند زاده زعامة حركة طالبان في عام 2016، بعد تعيينه أميرا من قبل مجلس شورى الحركة خلفا للزعيم السابق أختر محمد منصور، حيث كانت الحركة تمر بأزمة كبيرة منها الاقتتال الداخلي واغتيال سلفه السابق فضلًا عن إخفاء قادة طالبان خبر وفاة مؤسسها الملا عمر.
ولا يعرف الكثير عن مهام أخوند زاده اليومية، إذ أن حضوره العلني محصور بدرجة كبيرة بتوجيه رسائل سنوية خلال الأعياد.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، لم يوجد لزعيم طالبان إلا صورة يتيمة نشرتها الحركة له، كما لم يظهر علنا على الإطلاق، كما كتمت الحركة على مكانه.
إلا أن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قال للصحفيين لدى سؤاله عن مكان أخوند زاده "سترونه قريبا إن شاء الله"، كاشفًا عن مكانه بالقول: "إنه موجود في قندهار. يعيش هناك منذ البداية".
كما أكد بلال كريمي المتحدث باسم حركة طالبان هذا النبأ قائلا: "يمكنني التأكيد أنه في قندهار.. سيظهر قريبا بشكل علني"، وذلك بحسب وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".
ويأتي التكتم المتواصل في وقت ألقى قادة مختلف فصائل طالبان دروسا في مساجد كابول والتقوا شخصيات معارضة وتحدثوا حتى إلى مسؤولين عن رياضة "الكريكت" في أفغانستان خلال الأيام الأخيرة.
من هو زعيم طالبان
مثلما تم الحديث عنه، عُين هبة الله أخوند زاده زعيم لطالبان في انتقال سريع للسلطة بعد أن قتلت غارة أمريكية سلفه الملا منصور في عام 2016.
وقبل صعوده إلى صفوف الحركة، كان أخوند زاده شخصية دينية لا يعرف عنها الكثير، ويُعتقد على نطاق واسع أنه تم اختياره للعمل كرمز روحي أكثر من كونه قائدًا عسكريًا.
وبعد تعيينه زعيما، حصل أخوند زاده على تعهد بالولاء من زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي أشاد به بشكل كبير وأطلق عليه اسم "أمير المؤمنين" على حد زعمه، وهذا ساعد إلى اعتماده بشكل سريع من قبل عناصر الحركة.
وحتى الآن حضوره العلني يقتصر بدرجة كبيرة بتوجيه رسائل سنوية خلال الأعياد.
أسباب تخفي هبة الله أخوند زاده
من جانبه، قال مدير برنامج آسيا لدى مجموعة الأزمات الدولية لوريل ميل، إن أخوند زاده "تبنى على ما يبدو أسلوبا انعزاليا" على غرار النهج الذي اتبعه الملا عمر.
وأشار ميل إلى أن السرية الخاصة به مدفوعة بمبررات أمنية، خاصة مع اغتيال سلفه الملا أختر منصور بضربة نفذتها طائرة أمريكية مسيرة.
ولفت لوكالة الصحافة الفرنسية: "أشار الناطق باسم طالبان إلى أن زعيمهم سيظهر قريبًا، ولعل لديه أسباب للقيام بذلك للقضاء على أي شكوك بشأن وفاته".
وتابع "لكن يرجح أيضا بأنه سينسحب مجددا بعد الظهور ويمارس سلطته عن بعد، كما فعل الملا عمر".
ووسط غياب أخوند زاده، ظهرت شائعات منذ سنوات تتعلق بوضعه الصحي، إذ انتشرت في باكستان وأفغانستان بأنه أصيب بفيروس كورونا أو اغتيل في قصف، وحتى الآن لم يثبت صحة هذه الأنباء.
لكن السرية المرتبطة بأخوند زاده تأتي في وقت حساس بالنسبة للحركة، إذ قال المحلل الأمني في باكستان امتياز جل إن "طالبان تعتبر نفسها في حالة جهاد" لطالما أن هناك قوات أجنبية على التراب الأفغاني، وستبقي زعيمها على الأرجح متخفيا إلى حين مغادرتها.
