الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدأت برقصة ونرجيلة وانتهت برصاصة طائشة.. مصرع فتاة لبنانية على أنغام "قبل ما فل اشتقتلك"

الضحية تاتيانا
الضحية تاتيانا

تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، فيديو “محزن” للشابة تاتيانا واكيم، التي راحت ضحية الرصاص الطائش في لبنان.
جلست الفتاة برفقة أصدقائها القادمين من دبي لرؤيتها، في أحد المطاعم الشهيرة، وبينما تدخن الشيشة في مرح وتدندن مع أغنية “قبل ما فل اشتقتلك”، للمطربة دارين حدشيتي، اخترقت رصاصة قلبها لتفارق الحياة للأبد.

 

فيديو اللحظات الأخيرة في حياة تاتيانا

مع معلولي

نشر أحد أصدقاء الضحية تاتيانا، فيديو على حسابه الخاص على فيس بوك، أعلن فيه عن تصويره قبل دقائق من رحيلها المفجع، حيث تظهر تاتيانا في الفيديو وهي تغني وترقص قبل دقائق من وقوع الحادث في المطعم، وظهرت وهي تتفاعل مع أغنية “قبل ما فل اشتقتلك”.
وعلّق صديقها "طوني معلولي" على الفيديو بقوله: “قبل ما تفلي بكم دقيقة رح نشتقلك، الله يرحمك يا تاتيانا، رح نصليلك، هيدا بلدنا صار الإنسان بيروح فيه برصاصة"، مضيفا: "بعد أن تناولنا الغداء العائلي مجتمعين، قررت مغادرة المطعم، حيث وقع الإشكال قبل دقائق من وقوعه، برفقة أولادي، وعلمت بوقوع إشكال حيث كنا نجلس، لم أصدق لكني سرعان ما علمت أن رصاصة أصابت قلب تاتيانا، فتمّ نقلها إلى المستشفى، وحاول الأطباء إنقاذها لكن دون جدوى“، وتابع: “أيّ شخص في المطعم كان معرّضا للموت، فأنا مثلا كنت أجلس إلى جانب تاتيانا، ولو بقيت لربما فارقت الحياة”، مؤكدا أنه تواصل مع والدة خطيب تاتيانا، وابلغته أنها رحلت للأبد.

 

شاهد عيان: تبديل الأغاني سبب قتلها

معوأحد اصدقائها

قال شاهد عيان من أصدقاء تاتيانا، إن إشكالا فرديا حدث في مطعم الشير، في بطحا كسروان، وتطور إلى الخارج، حيث أطلق أحد الأشخاص رصاصة في الهواء، وثانية باتجاه المطعم، فخرقت السقف، واستقرت في جسد الفتاة تاتيانا، ما أدّى إلى وفاتها على الفور”، مضيفا أن الإشكال بدأ بسبب تبديل نوع الأغاني في المطعم المذكور، من فنية طربية الى حزبية، مما أثار حفيظة بعض الموجودين من العائلات الذين يترددون دائما الى المطعم العائلي مع أولادهم، حيث كان المطعم يعج بالرواد وبينهم أقرباء للفقيدة تاتيانا، وكان الجميع في جلسة غداء في عطلة نهاية الأسبوع، بحثا عن نوع من الترفيه للهرب من المآسي اليومية، وغادر البعض وبقيت مجموعة لتدخين الشيشة، بينهم الضحية، بعد أن غيرت مكانها واستبدلته مع طفل بالقرب منها لتدخين النرجيلة في مقعد آخر حيث أصابتها الرصاصة”.

وتابع الشاهد: “بعد بث الأغنيات الحزبية التي استفزت بعض الموجودين المتخاصمين في الرأي السياسي والحزبي، وقع إشكال وصار هرج ومرج في المطعم، وإثر ذلك تدخل شخص وأطلق الرصاص قيل إنه لفض النزاع، لكن إحدى الرصاصات أصابت قلب تاتيانا الذي كان يغني للفرح مودعا دون إنذار”.

طالبة جامعية تعيل أمها المريضة

وعن الضحية تاتيانا، قال الشاهد: “هي شابة طموحة وطالبة جامعية عمرها 23 عام، تدرس المعلوماتية، وهي فتاة وحيدة لأخوين شابين تدير أمور المنزل من خلال مساعدة والدتها المريضة والمقعدة منذ سنوات، الى جانب وقوفها الدائم والداعم لخطيبها الذي يدير متجرا لبيع الهواتف، وذنبها أنها قررت تمضية نهاية عطلة الأسبوع بسبب الضغوطات مع عائلتها والأصدقاء، في مطعم عائلي مع ضيوف من أقاربها حضروا من دبي للقائها مع العائلة“.
وشيعت تاتيانا إلى مثواها الأخير، وسط غضب كبير وحزن لف لبنان على الانتشار الواسع لظاهرة السلاح المنفلت، في كل مكان، وصولا إلى الأماكن المغلقة كالمطاعم وغيرها.

جارة تاتيانا: رواية غير دقيقة

جارة تاتيانا، السيدة ريموند قاضي مدوّر، كشفت في حديث لإحدى وسائل الإعلام، التفاصيل الحقيقية لما حدث، قائلة: "تاتي جارتي، ربينا وكبرنا معا، وكل ما يشاع عن الاشكال ليس صحيحا، مطلق النار كان متواجدا في المطعم المذكور، وقام أحد الأشخاص في المكان (بتلطيش) زوجة آخر، فما كان منه الا اطلاق النار بشكل عشوائي، فأصاب تاتيانا التي فارقت الحياة فورا".
وأوضحت مدور أن "تاتي كانت تتناول الطعام بسلام، وخلال جلوسها أصابتها الرصاصة في الشريان الأساسي في قلبها، هي الجميلة والوحيدة على شابين، والدتها طريحة الفراش ومريضة، وكانت الفتاة مثال  لحب الحياة والفرحة، كانت عروستنا المنتظرة، كانت تعيش في قمة السعادة لأنها بدأت بالعمل بوظيفة جديدة، لكنها اليوم رحلت!".
وبدموعها وألمها استنكرت "مدور" ما حدق قائلة: "خلصنا بقى من قصة السلاح، نحنا حقنا مش رصاصة!"، وكتبت مدور على فيس بوك: "كيف بدي بلش الحكي وانا حزني كتير كبير على صديقة واخت ووحيدة اهلها، كان كل همها امها وبيا وأخواتها يكونوا مبسوطين، كيف بدي احكي وانا شايفا خطيبا بيطلع بإيدو اللي لملم خطيبته فيا عالارض وكلها دم؟ كيف بدي واسي اهل وجيران باب عالباب وصديقة كانو هيديك الجمعة عم يواسونا، ويلي وجعنا ويلي وجع اهلها؛ كيف بدي احكي وأخواتها عم يشموا ريحة مخدتا لتاتيانا ودموعن ما عم تهدا؟ كيف بدي احكي وامها ما قادرة تعبر عن حزنها لان هي ما بتقدر تحكي ولا تشكي".

تتيانا إلى مثواها الأخير

جنازة تاتيانا

شيعت البوشرية، ضحية السلاح المنفلت الشابة ​تاتيانا واكيم​، في مأتم مهيب جاء بمثابة عرس، فأطلقت الزغاريد وحمل النعش الأبيض على وقع الطبل والزمر في ظل حسرة وغضب وحزن خيم على قلوب عائلتها ومحبيها.

وعلقت خالتها الإعلامية ارزة الشدياق، المتواجدة في دبي، على الجنازة قائلة: "اليوم عرس تاتيانا بالبوشرية، هيك منجوّز ولادنا بلبنان، لم اقدر ان انزل إلى لبنان ولكنني اشارك بالمسبحة، حتى الله يصبركن على هذه المصيبة، وحتى العدرا تحمل تاتيانا مثل الملاك وتضعها بحضنها ولا تنزّلها ابداً، وتبورد قلب امّا وبيّا وإخواتا وكل العيلة والمحبين".

الإعلامية أرزة الشدياق

وأضافت الشدياق: "خسارة كبيرة وما بتتعوض الله يلعن ساعة الشيطان يا خالتو، يا ريت انا متت ولا إنت احترق قلبي عليكي، بعد ما يخلص عرسك نامي بحضن العدرا يا حبيبة قلبي وانطرينا".