«فيه رجالة كده لما بيكبروا بيتهطلوا».. جملة قالها محمد هنيدي في فيلم «جاءنا البيان التالي»، وربما تكون حقيقية وصادقة 100% في تلك الواقعة، التي تجرد خلالها رجلان من كبار السن ـ ويفترض المقام ـ في الشرقية، من كل معاني الكرامة وراهن أحدهما الآخر وتعهد بدفع مبلغ 25 الف جنيه، حال خلعه ملابسه والسير عاريا.
وشاهد أهالي قرية النعامنة بمدينة منيا القمح، التابعة لمحافظة الشرقية، رجل خمسيني من أهل القرية، يعمل في تجارة الأغنام، يسير كما ولدته أمه، ويلتف من حوله الأطفال، في مشهد أثار جدلاً كبيرًا في القرية.
تفاصيل الواقعة

تلقت الأجهزة الأمنية بالشرقية إخطارا يفيد إلقاء القبض على "سعيد.أ.ن" تاجر، مُقيم بقرية النعامنة، التابعة لدائرة مركز شرطة منيا القمح على خلفية اتهامه بالسير عاريًا كما ولدته أمه فى شوارع القرية، وتبين أن المتهم سار عاريًا فى شوارع القرية لوجود رهان بينه وبين عمه، حيث راهنه الأخير على 25 ألف جنيه يُعطيها له مقابل أن يسير عاريًا فى شوارع القرية دون أي ملابس، كما ولدته أمه.
تم ضبط المتهم بتهمة ارتكاب فعل خادش للحياء بالطريق العام، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، كما تم ضبط الطرف الآخر في الواقعة «الذي عقد معه الرهان».
كسب رهانه وخسر حريته

بعد ضبط المتهم واقتياده إلى مركز شرطة منيا القمح؛ وبسؤال المتهم عن سبب إقدامه على هذا الفعل المشين، اعترف بتفاصيل الواقعة وأقر بصحة الفيديو بقوله: «إحنا كنا بنهزر عادي»، مشيرًا إلى أنه كان يجلس مع مجموعة من أصدقائه وكان من بينهم عمه، واتفق أصدقاؤه على الرهان نظير 25 ألف جنيه من يمشي في الشارع عاريًا، وأنه تراجع في البداية، لكن عمه حرضه على كسب الرهان حتى يأخذ النقود.
وبالفعل نفذ المتهم المطلوب منه، وتعرى كما ولدته أمه، وسار فى شوارع القرية، ومر من أمام ابن العمدة، فتحرر محضر بتهمة ارتكاب فعل خادش للحياء بالطريق العام، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
النيابة العامة تتحفظ على الفيديو

قررت النيابة العامة، التحفظ على فيديو الرجل العاري في الشرقية، وواجهت المتهم وعمه بما تضمنه الفيديو من مشاهد مخلة، فأقرا بصحتها، كما استدعت 5 من سكان القرية لسماع أقوالهم، ووجهت إلى الرجل العاري تهمة الفعل الفاضح العلني في الطريق العام، بينما اتهمت شريكه «عمه» بتحريضه على ممارسة الفسق والفجور، وحبسهما 4 أيام علي ذمة التحقيق، وكلفت المباحث بإعداد تحرياتها في الحادث.
الرجل العاري: كنت بزعل عمي على الفلوس

خلال التحقيقات، قال المتهم الرئيسي «س.أ»، إن الواقعة كانت مجرد مزاح عادي خلال جلسة سهر جمعته مع عمه أمام منزله في القرية، مشيرًا إلى أن عمه قال له: «عليا الطلاق ما تنفذ الرهان وتمشي ملط وتوقف قدام كل عمود كهربا نصف دقيقة وتعدى من قدام بيت العمدة هتاخد 25 ألف جنيه»، مؤكدًا أنه أصر على تنفيذ الرهان مع عمه حتى يأخذ منه المبلغ زاعمًا تأديبه ليتوقف عن المراهنات.
عم الرجل العاري: خلع هدومه فجأة بمزاجه

أما المتهم الثاني، فقال أمام النيابة: «الواقعة كلها عبارة عن هزار، كنا قاعدين قدام بيت سعيد والساعة 10 بالليل هزرنا مع بعض كتير وفي نهاية الجلسة عقدنا مراهنة على مبلغ 25 ألف جنيه نظير من يمشي ملط في الشارع ويقف قدام أعمدة الإنارة ويمشي من قدام بيت العمدة، وفجأة لقيت سعيد خلع هدومه ومشي ملط فعلًا، يعني بمزاجه».
خبراء قانونيون: فعل مُجرَّم يعاقب بالحبس أو الغرامة

أكد أحد الخبراء القانونيين، أن تلك الأفعال يجرمها القانون باعتبارها فعل فاضح في الطريق العام، ويعاقب فاعلها بالحبس أو الغرامة بالعقوبة المقررة لجريمة الفعل الفاضح طبقاً لنص المادة 278 لقانون العقوبات المصري، مضيفًا: «في حال ثبوت فعل تلك الجريمة، سيتم المعاقبة على الفعل الفاضح، والمشترك معه في الجريمة سعاقب أيضا».
كما يواجه المتهم جريمة أخرى، وهي المقامرة التي تُعرف أنها كل لعب بين متنافسين على مال يجمع بينهم ويوزع على الفائز منهم ويحرم الخاسر، ويعاقب مرتكب تلك الجريمة بالحبس أو الغرامة عن جريمة «القمار» طبقاً لنص المادتين 352 و353 من قانون العقوبات المصري، وأيضًا نفس العقوبة للمشتركين معه، مشددا على أن المتهمين يواجهون تهمتين، الأولى الفعل الفاضح والثانية جريمة القمار، والحبس من شهر لسنة أو غرامة 300 جنيه للفعل الفاضح، أما القمار حبس من يوم حتى 3 سنوات، أو غرامة لا تزيد عن ألف جنيه».